ارتفاع حالات الانتحار في فلسطين والذكور هم الاكثر تنفيذاً

السبت 20 أبريل 2019 11:32 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ارتفاع حالات الانتحار في فلسطين والذكور هم الاكثر تنفيذاً



رام الله / سما /

 ارتفع عدد حالات الانتحار في الضفة الغربية العام الماضي 2018 بنسبة 14%، مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث شهدت الضفة ما مجموعه 25 حالة انتحار.

ويوضح الناطق باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات، أنّ 15 مواطنا (ذكراً) انتحروا، أي ما نسبته 60% من مجمل الحالات المسجلة، و 10 إناث (40%) في الضفة الغربية عام 2018، علما ان العام الذي سبقه، 2017، كان شهد 22 حالة انتحار.

وتُظهر الاحصائيات التحليلية الصادرة عن إدارة البحوث والتخطيط في الشرطة الفلسطينية، أنّ عدد حالات الانتحار من فئة غير المتزوجين، من كلا الجنسين، بلغت 17 حالة (68% من حالات الانتحار المسجلة)، فيما بلغ عدد حالات الانتحار من فئة المتزوجين من كلا الجنسين 8 حالات (32%).

ووفقا للتوزيع العمري فقد جاءت أعلى نسبة للاشخاص الذين أقدموا على الانتحار ضمن الفئة العمرية ما بين 28- 25 عاما، وشكلت ما نسبته 32%، اما بخصوص المستوى التعليمي، فإن أعلى نسبة للاشخاص الذين أقدموا على الانتحار، جاءت ضمن فئة حملة الشهادة الثانوية حيث شكلت هذه الفئة 44% من الحالات المسجلة.

الدوافع والأسباب

وحسب العقيد ارزيقات، فان أحد أهم أسباب ودوافع الانتحار هو الاصابة بمرض نفسي، وعدم سعي ذوي الاشخاص المصابين بمثل هذه الأمراض لعلاجهم، حيث يقف هذا السبب وراء ما نسبته 40% من حالات الانتحار، فيما جاءت الخلافات العائلية في المستوى الثاني كدافع للانتحار، وبلغت نسبتها 32%. وفي المرتبة الثالثة جاءت الأوضاع المادية كسبب لما نسبته 12% من حالات الاقدام على الانتحار التي سجلت، ثم الأسباب العاطفية (4%)، والتعرض للابتزاز الذي كان سببا في الانتحار لما نسبته 4% من الحالات المسجلة.

التوزيع الجغرافي للانتحار

وأوضح العقيد ارزيقات أنّ التوزيع الجغرافي والسكاني للأشخاص الذين أقدموا على الانتحار تفاوت بين المدن والقرى والمخيمات، ولكن العدد الأكبر للأشخاص المنتحرين سجل بين سكان المدن، وبلغ 13 حالة (ما نسبته 52% من الحالات المسجلة). وحلت محافظة الخليل في المكان الاول من حيث عدد المنتحرين بـ 7حالات، تلتها محافظة قلقيلية بـ 5 حالات، في حين لم تسجل في محافظات طوباس وسلفيت وأريحا أي حالة انتحار.

وجاءت القرى في المرتبة الثانية، حيث بلغ عدد الحالات فيها 11 حالة انتحار او ما نسبته 44%، فيما سجل في المخيمات أقل عدد من الاشخاص المنتحرين حيث لم تسجل فيها سوى حالة وحيدة، او ما نسبته 4% من مجمل الحالات المسجلة.

واستخدم القسم الاكبر من المقدمين على الانتحار (76% منهم)، الحبل لانهاء حياتهم، تلاه السقوط او القفز من علو (12%)، ثم استخدام السموم والسلاح والادوات الحادة كوسائل لانهاء حياتهم.

الشروع بالانتحار:

وبالتوازي مع عمليات الانتحار التي انتهت بالوفاة، فقد تابعت الشرطة الفلسطينية من خلال إدارة حماية الاسرة والاحداث حالات الشروع بالانتحار او محاولات الانتحار، كتناول حبوب من الدواء أو احداث الجروح بالأطراف أو تعليق أنفسهم بنية الانتحار، دون ان ينتهي ذلك بالموت. وفي الغالب فان معظم هذه الحالات (محاولة الانتحار او الشروع به) كانت تنفذ من الاناث مقارنة بتلك المسجلة بين الذكور، حيث بينت الاحصائيات أن 218 شخصا حاولوا الانتحار (لذات الاسباب التي ذكرت سابقا) من بينهم 61 من الذكور و157 من الاناث.

مواجهة الانتحار

ولمواجهة عمليات الانتحار، او محاولات الانتحار، دعا ارزيقات المؤسسات المعنية الى تنظيم ورش عمل موسعة، والعمل على وضع الاسس الكفيلة بمواجهة ذلك، من خلال زيادة الوعي المجتمعي في كيفية التعامل مع من يعانون من امراض نفسية، ومساعدة الاسر في التغلب على هذه الاشكالات والامراض، وتلمس هموم المواطنين، وخاصة الاطفال منهم، وإبعادهم عن الافكار والالعاب الخطرة ومتابعة الافلام والمسلسلات التي تحوي على مشاهد عنيفة، وصقل شخصياتهم من خلال برامج وخطط مدروسة.

وعن واقع عمليات الانتحار في المجتمع الفلسطيني، وكيفية متابعتها من قبل الشرطة يقول ارزيقات، إن "الشرطة تتابع حالات الانتحار وتنظر لها بعين القلق والريبة، وتعمل بالشراكة مع العديد من الجهات لتقليص أعدادها، من خلال تلمس هموم الشباب، والوصول الى من يعانون من مشكلات قد تجعل البعض يقوم بقتل نفسه ".