إلهام علييف: يحتاج العالم الإسلامي اليوم إلى الوحدة والتضامن كما لم يحدث من قبل

الأحد 23 ديسمبر 2018 09:00 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إلهام علييف: يحتاج العالم الإسلامي اليوم إلى الوحدة والتضامن كما لم يحدث من قبل



وكالات -ابو ظبي-

إن أذربيجان بتاريخها العريق الممتد على مدى قرن  من الزمان من الطبيعة الجميلة، والمنتجعات الصيفية والشتوية المميزة، والمأكولات الرائعة، والأهممن ذلك كله، الدفء الخاص الذي يسود العلاقات الودية التي تجمع الشعب الأذربيجاني بالشعب الإماراتي. هي أحد الوجهات المفضلة لدى مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة. 

بعد حصولها على استقلالها في عام 1991،تمكنت أذربيجان من مجابهة كافة التحديات التي واجهتها، فعملت على تطوير اقتصادها، ووقعت عقودتعاونٍ مع شركات عالمية رائدة بهدف استكشافالكميات الاحتياطية لديها من النفط والغاز، وفي نهايةالمطاف تم تصنيفها ضمن الدول الأكثر ريادةً في منطقة جنوب القوقاز.

وتجدر الإشارة إلى أن الإمارات العربية المتحدةوجمهورية أذربيجان تتمتعان بعلاقات ودية وثيقة مبنيةعلى الثقة والتفاهم المتبادلين. حيث تتعاون الدولتان فيمنتديات أحادية ومتعددة الأطراف. وفي الوقتالحاضر، يتمتع مواطنو دولة الإمارات العربية المتحدةوالمقيمون فيها، بإمكانية الحصول على تأشيراتإلكترونية وتأشيرات زيارة مباشرة لدى وصولهم إلىالمطار الدولي في أذربيجان. ويشير ذلك إلى العلاقات الرفيعة المستوى التي تجمع البلدين.

تسعى حكومة أذربيجان في الوقت الحالي نحوتنويع مصادرها الاقتصادية القائمة على النفط والغاز،إلى جانب تطوير مصادر الطاقة لديها، وتتبع خططًا استراتيجية مدروسة تضمن عمل القطاع غير النفطيبديناميكية عالية، وذلك من خلال تطوير وسائل النقل،والموارد الزراعية، وقطاعات السياحة والصناعةوتأسيس مناطق التجارة الحرة وغيرها.

ومن هنا، تم تمديد عقد "أذربيجان - جيراق - جونشلي" للتنقيب عن احتياطيات النفط في بحرقزوين مع شركات دولية حتى عام 2050. ووفقًا لبنودالعقد، فإن حصة أذربيجان في الائتلاف هي الأكثر وستتلقى 3.6 مليار دولار إضافية.

وفي حدث هام آخر، تم افتتاح مشروع ممر غازالجنوب، ضمن مبادرة انطلقت في 29 مايو 2018. ويهدف هذا المشروع إلى تصدير الغاز الطبيعيالأذربيجاني إلى الأسواق الأوروبية، ويتألف من 4 مراحل تم الانتهاء من ثلاثة منها، وهي استكشافحقل غاز "شادنيز -2" مع احتياطيات 1.2 تريليونمتر مكعب، وخط أنابيب جنوب القوقاز وخط أنابيب"TANAP"، ويوشك خط أنابيب البحر الأدرياتيكي على الانتهاء. 

وساهم الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به أذربيجان على مفترق الطرق ما بين الشرق والغربوالشمال والجنوب، في جعلها بمثابة جسر يربط بينأجزاء القارة الأوراسية. وكان أبرز أحداث عام 2017 افتتاح طريق باكو - تبليسي - كارس للسكك الحديدية، وعليه أقيم الحفل في ميناء باكو للتجارة الدولية علىالبحر بمشاركة رؤساء ووزراء وشخصيات رفيعة منأذربيجان وتركيا وكازاخستان وجورجيا وأوزبكستانوطاجيكستان وتركمانستان. وكان هذا حدث تاريخيبالنسبة للمنطقة الأوراسية بأكملها، إذ أنه يعني استعادة طريق الحرير القديم عن طريق خط السكةالحديدية، وقد سهل هذا الخط وصول بلدان آسياالوسطى وأفغانستان إلى الأسواق الأوروبية والأسواقالعالمية الأخرى، ومن المتوقع أن يساهم مستقبلًا فينقل 3 ملايين مسافر، و17 مليون طن من البضائعسنوياً. الأمرالذي سيساهم في تعزيز التدفق السياحيفي المنطقة أيضًا.

وعلاوة على ما سبق، سيتم قريبا إكمال ممر نقلآخر عبر أذربيجان، سيكون من شأنه تسهيل نقلالبضائع من جنوب آسيا إلى روسيا وشمال أوروبا. وبالإضافة إلى مشاريع التواصل المذكورة، أيدتأذربيجان مبادرة "حزام واحد طريق واحد" الصينية.

ومن النجاحات الأخرى التي حققها رئيسأذربيجان إلهام علييف، توقيع اتفاقية بحر قزوين التيطال انتظارها بين الدول المطلة على بحر قزوين في 12 أغسطس 2018. وفي الواقع، ستساهم هذه الاتفاقيةفي تعزيز التعاون بين الدول الساحلية، وستعمل علىحماية البيئة والموارد الحيوية في بحر قزوين، وتضمنالأمن في المنطقة.

إن أذربيجان بلد فريد يقع على مفترق طرقالحضارات. وهي عضوة في المنظمات الإسلاميةوالأوروبية، ما جعلها تستوعب قيم الحضارتين، مشكلةًجسرًا طبيعيًا بينهما.

ومن المهم أيضا أن نذكر أن جمهورية أذربيجانتولي اهتماما كبيرا لمناقشة المسائل الإنسانية،وتستضيف عدداً من الأحداث الدولية الواسعة النطاقحولها. إذ استضافت باكو المنتدى العالمي لتحالفالحضارات التابع للأمم المتحدة، وقمة باكو للقادةالدينيين في العالم، والمنتدى العالمي للحوار بينالثقافات أربع مرات، ومنتدى باكو الإنساني الدولي 6 مرات. الأمر الذي يعكس سعي أذربيجان المستمرلعزيز سبل التعاون الإنساني الدولي. وفي السياق ذاته، استضافت باكو في 25 أكتوبر 2018 منتدىباكو الإنساني الدولي السادس. الذي شهد حضورًا لافتًا لأكثر من 400 مشارك من أكثر من 90 دولة من مختلف أنحاء العالم ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، بمشاركة الرئيس إلهام علييف ونائب الرئيسالأول مهريبان علييفا.

ومن الجدير بالذكر، أن أذربيجان قد استضافتالألعاب الأوروبية الأولى، وأولمبياد الشطرنج العالمي،وكأس كرة القدم لمن هم أقل من 17 عاما، وكأس العالمللجمباز، وفورمولا -1. حيث تعرف جمهورية أذربيجانبكونها بلد رياضي. وفي الفترة ما بين 12 وحتى 22 مايو 2017، استضافت باكو ألعاب التضامنالإسلامي التي جمعت أكثر من 3 آلاف رياضي من54 دولة إسلامية. والتي استقطبت مشاهدة مليارشخص من 50 دولة حول العالم.

تشتهر أذربيجان بالحفاظ على التراث الثقافيالإسلامي، الذي انتشر على نطاق واسع في أراضيأذربيجان في القرنين السابع والثامن الميلاديين. وخلالفترة رئاسة السيد الهام علييف للجمهورية، تمت استعادت المعالم الدينية والمساجد والمعابد. إذا لم يكنفي أذربيجان سوى17 مسجدًا خلال الحقبةالسوفيتية، أما الآن يبلغ عددها حوالي 2200 مسجد.

وفي مقاله "تعزيز التضامن الإسلامي هو تحديالزمن" المنشور في صحيفة منظمة التعاون الإسلامي،صرح الرئيس إلهام علييف بالقول:" يحتاج العالمالإسلامي اليوم إلى الوحدة والتضامن كما لم يحدثمن قبل. ولذلك، فإن إعلان عام 2017 "عام التضامنالإسلامي" في أذربيجان هو رسالة حسن نية للمجتمعالإسلامي وللعالم بأسره".

إن نشاط الرئيس إلهام علييف مرحب به ومدعومبقوة من قبل الشعب الأذربيجاني الذي عزز من جديدثقته الراسخة بالرئيس إلهام علييف من خلال منحهفوزًا ساحقًا في الانتخابات الرئاسية الاستثنائية التيجرت في 11 أبريل 2018. ويعكس فوز الرئيس الحاليالرابع على التوالي شعبيته الهائلة كزعيم.