قراءة سريعة ..... الظاهر الباطن في سرايا غزة.. ياسر الشرافي

الأربعاء 21 نوفمبر 2018 06:15 م / بتوقيت القدس +2GMT



يوم أمس الثلاثاء أحيت على أرض السرايا وسط قطاع غزة أعداد كبيرة من الشرفاء و أبناء حركة فتح الأبرار الذكرى السنوية لاستشهاد أبو عمار ، و هذا لا يعيب الجزء الآخر من أبناء فتح الذين لم يحضرون إلى أرض السرايا لإيمانهم أن ذكرى عرفات تجمع و لا تفرق ، بل يعيب من لقنوا المتحدث بإسم فتح في الضفة الغربية بالتطاول على أبناء الحركة الذين شاركوا في تلك المناسبة ، بدل أن يتحسسوا كفيفي البصيرة أين أخطأوا في حق أبناء فتح وأين قصروا ، حيث كانت اجراءتهم الإنتقامية و لغة التهديد و الوعيد شاهد ملك عليهم و نفرت الكثير من أبناء فتح منهم ، لانهم تناسوا مع سبق الإصرار و الترصد قانون المحبة الذي يحكم تلك الحركة العظيمة، و تناسوا أيضا أن فتح ينتسب لها فقط الأحرار ، و العبيد ليس لهم أي مكان بين أبناء الحركة ، فنعود لحشد الجماهير المؤمنة بفلسطين و فتح و أبو عمار لإحياء ذكرى عزيزة في قلوبنا ، و التي هي الظاهر الباطن عند تلك الجماهير الوفية ، و لكن الباطن الظاهر الأكثر هي ليست احياء لتلك الذكرى الخالدة ، بل هو صراع على تركة عرفات بين من يجلس في رام الله و من يجلس بين أمراء الخليج ، حيث هؤلاء هم من اختلفوا مع عرفات في آخر أيامه و هم من تحالفوا معاً من أجل السطو على ميراث ياسر عرفات و هو في رحلته الأخيرة في وداع فلسطين إلى السماء ، فالكل يعرف أن فتح هي حركة تناقضات إيجابية في كثير منها ، حيث التنوع الفكري و تيارات كثيرة من يمين و وسط و يسار تكتسيها ، أيضا يوجد فيها تيار صهيوني يؤمن بالضعف و الهوان ، و هذا التيار مازال على رأسه هؤلاء الإثنين؛ حيث فتح الذي نؤمن بها هي فتح فلسطين و إرث الشهداء ، و ليست حفنة من السفهاء يتمسحون بالسلف الصالح ، فتح وُجدت من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين و ليست من أجل عبادة هؤلاء العابرون بين دماء و ذكرى الشهداء ، و من أجل بعض الفصائل (الفلسطينية الوطنية الإسلامية)التي تتودد لهم من أجل مصالحها الآنية ، فالرسالة الأهم لحشود تلك الجماهير ، أن هؤلاء أحرار و أوفياء لإرث الشهداء بغض النظر عما يدور في خلد من رتب لتلك الحشود ، أما الرسالة الأخرى هي توحيد كل الطاقات الفتحاوية و الفلسطينية ، لرفع قليل من الظلم الواقع على هذا الشعب الفلسطيني العظيم ، الممتدد على الخارطة الفلسطينية من بحرها إلى نهرها و شتاتها الفلسطيني ، كان نصيب غزة من هذا الظلم هو الأكبر من حصار و تنكيل لا يوصف بأبنائها من الكل الفصائلي قبل الكيان الصهيوني ، حيث هذا الشعب كان دائماً السبّاق قبل قيادته في تلبية نداء الوطن ، في جميع الظروف و الأوقات الصعبة , و أحلكها ضُلمةً في فرض إرادته ، و هذا يدل أن هناك مخزون من الصمود و الوعي عند هذا الشعب العظيم لا ينضب و بل يزداد منسوبه عند كل محنة ، حيث دماء الحق تنتصر على سيف الباطل و إن إشتد بطشه، لذلك على القيادة الفلسطينية البناء على هذه التراكمات و إرادة الجماهير لتوحيد الساحة الفلسطينية و قبلها فتح ، فالوحدة الوطنية بكل تأكيد تعزز من مناعة الصمود لإنتزاع الحقوق الفلسطينية من فكي قوى الشر , من أجل الوصول إلى حلم الدولة المتعثر.