سلطنة عُمان بين حكمة السلطان والتمسك بالقرآن.. صقر حلس

الأربعاء 17 أكتوبر 2018 01:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
سلطنة عُمان بين حكمة السلطان والتمسك بالقرآن.. صقر حلس



أصبحت سلطنة عمان من الدول العربية التي يشار إليها بالبنان كنموذجا من نماذج الازدهار والاستقرار والأمان حتى غدت السلطنة زهرة البلدان وقبلة لكل حيران وشفاء لكل تعبان ، وذلك يعود الى صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم وكوكبة من العلماء الأجلاء الذين ارسوا دعائم التسامح والتعايش والوفاق بين مختلف ربوع الشعب العماني.

اتبع السلطان قابوس الحكيم منهج سليم في تحصين البيت العماني الداخلي من خلال تعزيز ثقافة الانتماء للوطن وإعلاء راية المواطنة على أي راية آخرى وقد اعتمد في ذلك على مجموعة من القوانين والانظمة التي تحارب الطائفية والحزبية والمذهبية وتعامل المواطن العماني كاغلى قيمة بغص النظر على انتمائه المذهبي سواء كان اباضي او سني او شيعي فتجد في مساجد السلطنة الاباضي يصلي خلف السني وبجانب الشيعي دون ان تشعر بوجود اي خلاف وكما قال الامام العماني السالمي رحمه الله "من اتى بالشهادتين قلنا اخوانا وبالحقوق قمنا ".

  حافظ السلطان قابوس على المواطن العماني حتى لا يقع فريسة لدعوات التضليل والتشرذم والتناحر فوحد المرجعية الدينية ودار الفتوى فاصبح للعمانين مرجعية واحدة ومصدر واحد للإفتاء . 

استطاع السلطان قابوس بحنكة وذكاء لا مثيل له التكيف مع مستجدات الاحداث في المنطقة من حوله متمثلة بثورات الربيع العربي التي ضربت الدول العربية وهدمت المؤسسات الوطنية وحولت البلاد الأمنة الى ساحات حرب واقتتال بين الاخوة وابناء الوطن الواحد وذلك من خلال الاستجابة لنبض الشارع واحتياجات المواطن العماني فحارب الفساد واقال وزراء ومتنفذين في الحكومة ورفع الأجور وأعلن البلاط السلطاني عن 50000الف وظيفة جديدة لكي يحصن السلطنة العظمى من رياح الشر التي عصفت بالعديد من الدول العربي.

حافظ السلطان على علاقات متينة على اسس سليمة مع جميع الدول العربية والاسلامية ونأى بنفسه وبالعمانين عن الفتنة من حوله وكان متوازنا جدا في مواقفه غير منحاز الى طرف على حساب طرف رافضا بشدة دعوات الجاهلية والفرقة التي تطل برأسها من كل الدروب لتهلك الحرث والنسل وتعيد الامة الى عصور التخلف والانحطاط.

 لعب علماء عمان دورا مهما للغاية بالاضافة الى الحكمة التي تحلى بها السلطان في المحافظة على المواطن العماني وبناء مجتمع متماسك عصي على المؤمرات من خلال المنهج الديني القويم والفكر الاسلامي الرصين المعتمد على مفهوم الأمة الواحدة والهدف الواحد والمصير المشترك بعيدا عن لغة التكفير والتخوين ورفض الآخر فقد دعا علماء عمان الى رص الصفوف ولم الشمل ونبذ الفرقة وتعزيز أواصر المحبة والترابط بين أبناء الشعب العماني خاصة وبين المسلمين عامة .

كان الدور الابرز يعود لسماحة الامام الخليلي بدر الدين وامام المفسرين ومجموعة من العلماء والفقهاء من حوله الذين اتبعوا منهجا اصيلا في اتباع القرءان الكريم كمرجع رئيسي واساسي للتشريع واعتماد ما وافقه من السنة الثابتة الصحيحة المتواترة ومن اجماع علماء الامة تاركين مواضع الاختلاف والافتراق والتشدد والتعصب خلف ظهورهم .

حذر علماء عمان الشباب العماني من الانخراط في الفتنة الحاصلة في الدول العربية والاسلامية المجاورة ونبهوهم الى خطورة ما يحدث من حرف للبوصلة عن القدس وفلسطين وان هذه الاهداف الخبيثة تصب في صالح اعداء الامة لذلك لا تجد شاب عماني ينتمى الى تنظيم تكفيري او شارك في تفجير ارهابي.

ان وجود مرجعية دينية واحدة لكل العمانين تدعو الى التمسك بكتاب الله وما صح من سنة رسول الله وما اجمعت عليه الامة وتحترم جميع المدارس الفكرية الاسلامية كفيل بحماية المواطن العماني من الانزلاق الى مربع الفتنة والمذهبية المدمر وصمام أمان ودعامة ومن دعائم الاستقرار لهذا البلد المسلم .

وفي الختام حفظ الله عمان الشقيقة قيادة وشعبا من كيد الكائدين وحسد الحاسدين واسال الله ان يجعل هذا البلد الطيب اهله امنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.