معاريف: اللعبة بين "إسرائيل" وحماس ستؤدي بالنهاية لمواجهة عسكرية

الأحد 14 أكتوبر 2018 10:22 ص / بتوقيت القدس +2GMT
معاريف: اللعبة بين "إسرائيل" وحماس ستؤدي بالنهاية لمواجهة عسكرية



عكا للشؤون الإسرائيلية

بقلم المحلل العسكري: تال ليف رام – معاريف

وقف ضخ الوقود الممول من قطر إلى غزة، يبقى أمام الطرفين خيارين فقط، إما أن يتراجع أحدهم، أو التصعيد والمواجهة العسكرية، والسؤال هو: كيف يمكن ردع من سيطر عليه اليأس؟.  

الحدث الأمني الذي وقع يوم الجمعة الماضي، شرق البريج، ونتج عنه اختراق للحدود الإسرائيلية، والاقتراب من نقطة مأهولة بالجنود، ومهاجمة جندي، يعتبر بمثابة حدث خطير، وتصعيدا جديدا للتظاهرات، ويجب أن نشعل الإنارة الحمراء، للتحذير من وقوع أحداث مشابهة، وأكثر دموية، ضد الجنود على الحدود، في الأسابيع القادمة.

على مدار أكثر من 6 شهور، تدير حماس مواجهات عنيفة ضد "إسرائيل" على حدود قطاع غزة، على أساس أن هذه التظاهرات شعبية وليست عنيفة، ويبدو أن الجماهير المشاركة بهذه التظاهرات، تدرك جيدا أنها سوف تتعرض لنيران الجيش الإسرائيلي، ولكنهم لا يأبهوا بذلك.

جرأة الغزيين خلال تصعيد التظاهرات في الأسابيع الأخيرة، تعبر عن توجهات جديدة، هناك مجموعات جريئة جدا، تقترب كثيرا من الجنود، دون خوف، وتحاول تحقيق إنجازات عسكرية.

هؤلاء الأبطال بعيون الغزيين، أصبحوا نماذج للتقليد والمحاكاة لبقية المتظاهرين، والأمور بدأت تتزايد، رغم موافقة "إسرائيل" على دخول الوقود الممول من قطر.

بشكل عام، قتل الشبان الذين قاموا بالاقتراب من نقطة الجيش المأهولة بالجنود، المفروض أنه سيزيد من قوة الردع، ضد المتظاهرين، في الأسابيع القادمة، لكن كيف يمكن ردع من سيطر اليأس عليهم؟.

في الأسابيع الأخيرة، تم استباحة منطقة الجدار، وانهارت الأنظمة والقوانين الأمنية عند الحدود، الذي لم يكن يتجرأ أحدا على الاقتراب منه بالماضي، وأصبحت هذه المنطقة، رمزا لمقاومة "إسرائيل".

هناك تخوفات لدى الجيش الإسرائيلي، من أن تزداد نسبة الخطورة خلال التظاهرات القادمة على الحدود، وأن تؤدي الى أحداث غير متوقعة، مثل اختراق الحدود، والاعتداء على الجنود.

ويدرك الجيش جيدا، أنه من الصعب تحقيق الردع ضد أناس مدنيين، ومستعدون للموت على الحدود، ومستعدون لتعريض حياتهم للخطر، مقابل الوصول الى الجنود، والمساس بهم.

بالعكس، إجراءات "إسرائيل" العسكرية ضد هؤلاء، لتعزيز الردع، قد تضر بمكانة "إسرائيل" الدولية، ولذلك، وفي ظل التفاهمات الجديدة، وموافقة "إسرائيل" على إدخال الوقود القطري الى غزة، يجب إعادة صياغة الخطوط الحمراء، أمام حماس.  

تقلص الردع الإسرائيلي، أمام حماس، جاء في أعقاب تقلص الرد العسكري، على كل تظاهرة، وقرار ليبرمان الدراماتيكي لوقف ضخ الوقود، هو مجرد محاولة للتأثير على الأحداث.

عمليا، "إسرائيل" وحماس سيتسمرون بهذه اللعبة على الحدود، لعدة أسابيع أخرى، وبعد قرار ليبرمان، يبقى هناك ثلاثة خيارات وهي: تراجع "إسرائيل" والاستمرار بضخ الوقود، رغم استمرار الاحداث على الحدود، أو تراجع حماس، أو المواجهة العسكرية.