إسرائيل قد تُضلل دولاً ما عدا روسيا..جاك خزمو

الجمعة 28 سبتمبر 2018 02:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل قد تُضلل دولاً ما عدا روسيا..جاك خزمو



حاولت إسرائيل، وكعادتها، التغطية على تصرفاتها من خلال تحميل الآخرين مسؤولية ما تقترفه من ممارسات خطيرة. ومثال ذلك بيانات الجيش الاسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى والتي كانت تدعي أنها تطلق النار على أرجل الشبان المنتفضين في حين أن الرصاصات كانت توجه نحو الرأس لقتل أكبر عدد ممكن من هؤلاء الشبان الذين سقطوا دفاعاً عن قضيتهم العادلة.
وقبل أيام حاولت إسرائيل خداع روسيا الاتحادية بتحميل مسؤولية إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية «20.IL» قرب اللاذقية الى سورية وإيران، وقدمت تقريراً عن ذلك للقيادة العسكرية الروسية التي رفضت هذا التقرير المزيف، ودحضته من خلال إعلان التفاصيل الكاملة والدقيقة عن سقوط هذه الطائرة التي كانت تقل 15 عسكرياً من قوات الاستطلاع والرصد الروسية. وقالت لإسرائيل وبكل صراحة: نرفض كل تقريركم، ولدينا الوثائق التي تدينكم لأنكم أنتم من انتهكتم المجال الجوي لشمال سورية، وانتم الذين اعتديتم على الأراضي السورية، وانتم الذين خرقتم التفاهمات الموقعة معكم لتجنب وقوع صدامات في الجو، من خلال التمويه والكذب في إبلاغ القيادة الروسية بأن الطائرات الإسرائيلية متوجهة نحو الجنوب السوري، وليس شماله، وفي وقت قصير جداً، لا تستطيعون أن تضحكوا على روسيا أو تخدعوها، لأنها، أي روسيا، تملك من الإمكانات التقنية العالية والمتطورة جداً، إضافة الى أجهزة الرصد والأقمار الصناعية، أن تعرف لا بل أن تكشف الحقيقة.. وهذا ما حدث مع سقوط الطائرة الروسية التي كان على متنها خبراء عسكريون والتي كانت على وشك الهبوط في مطار عسكري قرب اللاذقية.
لقد تعودت واعتادت إسرائيل أن تخدع العالم من خلال تقارير كاذبة وملفقة، وسعت لأن تحوّل صورة الشعب الفلسطيني المحتلة أرضه الى شعب معتدٍ يشكل خطراً على إسرائيل، وان تبقي الاحتلال جاثماً على الأراضي العربية والفلسطينية لأكثر من نصف قرن، وقد وصل الأمر الى أن تخدع قادة عربا من خلال الادعاء بأنها تنوي تحقيق سلام، ولن يتم ذلك إلا بعد التطبيع مع إسرائيل، ما يضعف القضية الفلسطينية، ويثقل كاهل المعاناة على شعبنا الفلسطيني.
استطاعت روسيا ان تفضح إسرائيل وتقول وبكل صراحة أنها عاملتها معاملة جيدة، ولبت الكثير من الطلبات والرغبات الإسرائيلية فيما يتعلق بالحدود السورية الإسرائيلية، وتزويد الجيش السوري بالسلاح المتطور، وإبقاء الوضع الأمني على هذه الحدود على ما كان عليه قبل بدء المؤامرة الكونية على سورية يوم 15 آذار 2011. لكن إسرائيل قابلت ذلك بطعن روسيا وخرق كل التفاهمات، ما دفع القيادة الروسية لأن لا تأمن لهذه التفاهمات، وان تحمي جيشها المتواجد على الأراضي السورية، وان تعزز القوة الدفاعية الجوية للجيش السوري!
لقد استطاعت إسرائيل أن تخدع دولاً عديدة في هذا العالم، ولكنها لن تستطيع ذلك مع دولة قوية مثل روسيا. وستدفع ثمن أية عربدة أو محاولة تضليل قادمة!

*رئيس تحرير مجلة البيادر.