ما يميز إيران طول نفسها وتحركها الاستراتيجي الهادئ, وتتجنب ردود انفعالية غير محسوبة, ومستعدة لتمرير الكثير من الضربات دون ان تقع في مواجهة عسكرية خاسرة, لهذا ستقوم بكل ما تستطيع لتنجو من مواجهة غير مضمونة العواقب.
إيران لا تخشى اسرائيل وتدرك حجمها الصغير, ما تخشاه ويمنعها من الرد الموقف الروسي الغامض والمشجع, والاستعداد الامريكي المتوثب للمشاركة في اي عدوان على طهران.
إسرائيل تستغل هذه المعادلة وتلعب على متناقضاتها, وتقوم باستفزاز إيران وتحجيم وجودها في سوريا وهي مطمئنة لبرودة رد الفعل الإيراني المتلقي للضربات بصمت وكظم للغيظ, وهذا قد يغري جيش الاحتلال لتوسعة وتكثيف العدوان على الوجود الايراني في سوريا, وقد تتراجع إيران تكتيكيا لتربح استراتيجيا, وهذا ما تدركه إسرائيل وتحاول منعه.
