تفجير موكب الحمد الله ... الخاسر والمستفيد ..بقلم: ماجد سعيد

الجمعة 16 مارس 2018 01:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
تفجير موكب الحمد الله ... الخاسر والمستفيد ..بقلم: ماجد سعيد




لا اتفق مع البعض ممن يتهمون اسرائيل بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف موكب رئيس الوزراء رامي الحمدالله ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج لدى وصوله الى غزة، وان كانت هي المستفيد الاكبر منها باعتبار ان ذلك يطيل امد الخلاف الداخلي ويظهر غزة على انها وكر الارهاب والتطرف، فهناك ايادٍ اخرى تعمل في غزة لها مصالحها الخاصة التي من الممكن ان تتضرر في حال اتمام المصالحة. 
حماس هي الخاسر الاكبر من هذه العملية، فهذا التفجير الذي احرج الحركة بعد ان مس بقبضتها  الامنية وقدرتها على ضمان الامن وجعلها المسؤولة بالدرجة الاولى عنه باعتبارها الممسكة بزمام الامن في غزة وليست من نفذته، سيثبت صحة مطالب حكومة الحمد الله وحركة فتح بشأن فكرة تمكين الحكومة وبالتالي التمسك بهذه الفكرة وتحديدا فيما يتعلق بالملف الامني.
لكن حماس التي لن تتنازل في اعتقادي عن هذا الملف، فانها وكي تتخلص من الضغط يتوجب عليها ان تعمل بشكل سريع لكشف تفاصيل التفجير ومن يقف خلفه، خاصة وان المعروف عنها كما يقول اهل غزة انه لا تكاد نملتان تتحدثان مع بعضهما الا وتسمع حماس حديثهما، وهو ما لمسناه فور وقوع التفجير عندما اعلنت الحركة اعتقال ثلاثة واربعة مواطنين مشتبه بهم في الوقوف وراءه، وبعدها قالت ايضا انها امسكت بطرف خيط مهم سيوصلها الى الحقيقة، وهنا اعتقد انه من حقنا ان نسأل، كيف توصلت حماس الى هؤلاء الثلاثة او الاربعة بهذه السرعة بعد التفجير ولم تتوصل اليهم قبله. 
هناك من يحاول توجيه الاتهام للسلطة والقول ان الانفجار كان من تدبيرها، لا ادري ان كان هناك مسؤول امني يمكن ان يخطط لتفجير موكب هو فيه، على الاقل سيحسب حساب الخطأ ان تصيبه، وايضا لو كانت السلطة قادرة على ذلك لما كان هذا حالها في غزة واستمر لاكثر من عشر سنوات.
وبغض النظر عن ذلك، فان كانت الرسالة من وراء هذا التفجير هز صورة حماس الامنية والاخلاقية، فقد وصلت، اما ان كان المقصود منها المس بالمصالحة فيجب ان لا تصل، فعلى الرغم من ان هذا التفجير زعزع ما تولد من ثقة بين طرفي الانقسام واعادنا مرة اخرى الى دائرة الشك والاتهامات المتبادلة ونسفَ معه بصيص الامل الذي عاشه المواطنون مؤخرا بامكانية انجاز المصالحة، الا انه علينا جميعا واقصد هنا طرفي الانقسام الرد عليها بانجاز هذه المصالحة باسرع وقت ممكن لا سيما واننا امام تحديات كبيرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتنهي الحلم والا فاننا سنكون جميعا خاسرون.