اضلاع مثلث المصالحة المتداخلة ..عماد الفالوجي

الأحد 11 مارس 2018 09:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اضلاع مثلث المصالحة المتداخلة ..عماد الفالوجي



 المصالحة الفلسطينية أين تقف اليوم ؟ هل فشلت أم تجمدت أم تسير بخطى مجددة باتفاق الأطراف ذات الشأن لشيء في نفس يعقوب لا يعلمه الكثيرون ؟؟ ولماذا كل هذا الوقت الطويل لإعلان نتائج رسمية حول النقاط التي توقفت عندها وأين الخلل الحقيقي ؟؟ هل باتت المصالحة سرا من أسرار الدولة أو سرا خاصا ببعض قيادة الفصيلين الكبيرين ؟؟ الغريب أن أحدا لم يعلن بشكل واضح وصريح عن فشل تنفيذ المصالحة أو خروجه منها وإعلان الحرب على الطرف المعطل ،، بل الأمور تسير بوتيرة وصلت الى حد مرحلة " إدارة عملية المصالحة " وأصبحت عملية ذات مراحل غير محددة ولكنها تسير بشكل أو بآخر مفهوم وغير وفهوم .. 

مثلث أضلاع المصالحة العائمة هي السلطة الفلسطينية ممثلة بالرئيس وحكومته ،، وحركة حماس ممثلة بأجهزتها الفاعلة في قطاع غزة ،، والطرف المصري الراعي لهذه المصالحة والذي لازال لم يعلن تخليه عن دوره أو فشله بل يؤكد دائما أن الفشل غير مسموح به أبدا ..

ولكل طرف رؤيته وسياسته لتحقيق المصالحة ولم يعد ذلك سرا على أحد بل إن وسائل الإعلام تزخر بكل التفاصيل الخاصة بذلك ،، وإن كان في عموميتها ليست دقيقة بالقدر الذي يجعل المتابع مدرك لكل الأمور ،، الطرف الأول والثاني حريص على عدم تحمل تبعات إعلان فشل المصالحة وكل طرف يريد تحقيبق ما يراه مصلحة للشعب والقضية ،، سواء عملية تمكين الحكومة بشكل كامل دون منافسة من أحد واستلام كافة الصلاحيات بلا منافسة أو منازعة من أحد ،، وبين انعدام الثقة الذي لا يخفيه أي طرف عن الطرف الآخر ،، والشعور أن هناك مؤامرة تحاك من كل طرف تجاه الآخر ،، وبين تلك الفرضيتين تكثر التفاصيل التي تدفع باتجاه الإحباط ..

أما الطرف الثالث وهو الراعي الرسمب لهذه المصالحة فهو واقع بين تلك الروايات ويعمل على سياسة التقريب وليس فرض الحلول أو تحميل طرف بشكل مباشر المسئولية لأن المطلوب تحقيق مصالحة بقناعة الطرفين كونها مصلحة وطنية عليا وليس فرض مصالحة فرضا بدون قناعة طرف من الطرفين ،، لذلك تأخذ العملية وقتا أطول وجهدا مضاعفا ،، وكثير ما يطالب الطرف المصري المساندة من الحراك الشعبي الفلسطيني لإقناع الطرفين بضرورة التقدم بدون ضغط ،، ولكن هذا الحراك لم يتحقق لأسباب موضوعية وتوجهات معينة تمنع ذلك ..

وهنا لازالت الأضلاع الثلاثة عائمة ومتداخلة ولم تنجح في إحداث اختراق حقيقي يؤدي للخروج النهائي من مربع الانقسام ولازلنا في مربع التشخيص والبحث عن الحلول الإبداعية التي تصطدم بحائط الشك وانعدام الثقة في كل شيء ..

وستبقى العملية تراوح مكانها حتى يصل الطرفان بطريقتهما الخاصة الى آليات إبداعية تعطي لكل منهما ما يطمئن بها ويزيل الشك عنه ،، وهذا ما يعمل عليه كل الأطراف في هذه المرحلة .