"بسام ودنيا".. مناشدات من اجل وداع اصبح امنية في غزة المنكوبة

الجمعة 16 فبراير 2018 04:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
"بسام ودنيا".. مناشدات من اجل وداع اصبح امنية في غزة المنكوبة



غزة/ بولس سويلم/

عندما يموت عزيز، تمر ساعات الفراق الأولى بلا وعي، وكأنك تصارع وهما حقيقيا لدرجة الخيال، فبين حياة تعتبرها دائمة طالما بقيت أنفاسك، وموت زارك فجأة فأفقدك من الأحبة واحدا، تجد نفسك مضطرا للمواجهة، فلا مهرب اليوم ولا ملجأ من الحزن إلا ذلك الصبر الذي يلقيه الله على قلوب البشر.

لتجزع الشاعرة والكاتبة الفلسطينية، دنيا الامل اسماعيل  المتواجدة بجانب ابنتها أوغاريت والتي تدرس في إحدى الجامعات المصرية ، بوفاة زوجها ورفيق دربها  الحقوقي بسام الأقرع  55 عاما ، بالأمس في قطاع غزة إثر نوبة قلبية مفاجئة.

زوجة الفقيد الصحفية دنيا الامل إسماعيل ، ناشدت عبر صحفتها على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والقيادة الفلسطينية ورئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله والسفير الفلسطيني لدى القاهرة دياب اللوح، بالعمل على تمكينها وابنتها بالعودة لقطاع غزة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على زوجها الراحل والذي وارى الثرى اليوم الجمعة، ولكن للاسف لم يتم الاستجابة لتلك النداءات الموجعة والمثقلة بالالم.

حقوقيون وناشطون سياسيون كذلك انضموا لصوت زميلتهم وناشدوا عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس محمود عباس ودولة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله بالعمل على تمكين الصحفية دنيا الامل اسماعيل من العودة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على زوجها.

وقال أصدقاء الفقيد في مناشدتهم، إن زوجة الراحل بسام سافرت إلى مصر، من أجل استكمال إجراءات التحاق ابنتها "اوغاريت" في كلية الطب، وأنها كانت في طريقها للعودة إلى غزة ولكن تفاجأت بإغلاق المعبر وعادت مرة أخرى إلى القاهرة.

الزميلة  اسماعيل،  ناشدت وناشدت ولكن مناشداتها لم تلق اذانا صاغية، من اصحاب القرار  لتستسلم بقضاء الله وقدره ، واكتفت فقط بمتابعة جنازة رفيق دربها وتصويرها عبر الهاتف الجوال  اثناء مواراته الثرى للمرة الاخيرة. واخر كلماتها لهم "  بـ" صوروا لي جنازة زوجي.." لتكون اخر الاماني.."

وشيع الآلاف في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة جثمان الراحل "بسام الأقرع" بعد صلاة الجمعة من مسجد العودة وسط المخيم إلى مثواه الأخير، والحسرة والألم يلازمان الزوجة الصابرة "دنيا الأمل إسماعيل".

يذكر أن الراحل الباحث بسام الأقرع، تبوأ مناصب ومهام عديدة واخرها مدير وحدة التدريب في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وله بصمات في فضح ممارسات الاحتلال، وتعرض للاعتقال عدة مرات في السجون الإسرائيلية ويتصف بالدعابة والابتسامة.