ما بعد اجتماعات الفصائل... كتب: غازي مرتجى

الجمعة 24 نوفمبر 2017 11:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ما بعد اجتماعات الفصائل... كتب: غازي مرتجى



سما / غزة

شخصت الأنظار يومي 21 و 22 من الشهر الجاري نحو القاهرة حيث اجتماع الفصائل الفلسطينية كبيرها وصغيرها وكلهم بلا استثناء أطراف في الانقسام بنسب متفاوتة . تواجدتُ هناك وسجلت الملاحظات التالية :

//  كل فصيل   جلب عدد كبير من قيادات حزبه بشكل "فظ" ورغم اطلاعي الواسع على العمل الفلسطيني الداخلي فبعض مسؤولي التنظيمات وأعضائها لم أسمع بهم سابقًا , منطقي أن يكون للتنظيمات الكُبرى وفود كبيرة لكن العكس هو الذي تم !.

// نتائج الاجتماعات المذكورة كانت واضحة من الساعة الأولى لوصول الوفود لمقر الإقامة وكان من الواضح أنّ الكل يريد الدلو بدلوه دون أي اعتبار لقيمة الوقت وخصوصية الحالة .

// نتائج الاجتماعات تُقيّم بالجيدة لكنها على المستوى البعيد التراكمي فهي  مهمة  . الواضح أن الفصائل الفلسطينية بلا استثناء تفتقر لمُحددات الضرورة والواقعية سواء كانت السياسية أو الإدارية حتى .

// وفد فتح كان الأكثر انضباطًا فلم يجلس في بهو الفندق كباقي الفصائل وكان بعد انتهاء الاجتماعات العامة يجلس وحده للتنسيق , وهذا يُعتبر تنسيقًا عالي المستوى ربما لم يكن في حوارات او اجتماعات سابقة .

// وفد فتح قرّر الابتعاد عن الاعلام وان يكون فقط "عزام الأحمد" هو الوجه الإعلامي لوجهة النظر القيادية , عكس وفد حماس الذي تم اجراء مقابلات مع غالب اعضاء الوفد عدا "السنوار" الذي رفض الحديث بشكل قطعي للاعلام . تسببت تلك "الشوشرة" بتصريحات صلاح البردويل المثيرة للجدل والتي اعتذر عنها لاحقًا بينما كانت تصريحات وفد فتح مُنضبطة ولم تخرج عن السياق المُتفق عليه .

// المستقلون شكّلوا حالة من الهزلية داخل بهو الفندق فقد كانت مهمتهم التقاط الصور فقط ونشرها عبر الإعلام وفقًا لنظرية "شوفيني يا مرت خال" .

// ذاتُهم من ذكرت أعلاه حاولوا الترويج لأنفسهم بشكل مبتذل ولحق بهم بعض طموحي الفصائل الأخرى فبدأوا بطرح أنفسهم كمنقذين  على أهبة الإستعداد . لكنهم في الواقع لا يُتقنون سوى فن الصور .

// كان من الواضح الامتعاض المصري مما حدث أو الانشغال بملفات أخرى وقد كان مستوى التمثيل الرسمي في جلسات الفصائل المغلقة منخفض , الأكيد أن "مصر" استغلّت تواجد الفصائل فاجتمعت بوفود فتح حماس والجهاد بشكل منفرد ويبدو أنّ هناك ما بين السطور في الاجتماعات كانت نتيجته اعتذار البردويل وتحفيف لهجة "الأحمد" في اليوم التالي لانتهاء الاجتماعات .

// مصر محظوظة بسفراء فلسطين فيها فالسابق المخضرم (جمال الشوبكي) والحالي (دياب اللوح) ومعهما الدكتورة نداء البرغوثي عبارة عن "دينامو" عملي يسعى بشكل حثيث للعمل في وسط من التناقضات والتباينات لكنه ينجح بذلك بشكل ملحوظ .

// بعض الفصائل حاولت الوصول إلى مرحلة عقد لجنة تطوير وتفعيل منظمة التحرير والتي تُطلق عليها تلك الفصائل مُصطلحًا مغلوطًا (الإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير) رفضت فتح وبعض الفصائل المنضوية تحت المنظمة ذلك كون من يدعو لعقد الاجتماع ينظر إلى اللجنة المذكورة بكونها أعلى من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وهي الخلية القيادية الأولى المُعترف بها دوليًا . عقد اجتماع اللجنة غير مطروح ولا أتوقع أن يتم ذلك .

// الدعوة لعقد المجلس الوطني والبحث في آليات انضمام حركتي حماس والجهاد مهم . الأهم هو ضرورة تجديد النظام السياسي الفلسطيني وعقد المجلس الوطني يعتبر اللبنة الأولى في ذلك فهو برلمان دولة فلسطين التي اعترف بها العالم في 2012 . يجب العمل على التوازي في عملية التجديد للنظام السياسي مع استمرار هجوم المصالحة .

// كان من المفترض أن تأتي الفصائل بأوراق مكتوبة للتنفيذ العملي بدلًا من مهرجان "اللطم" على معاناة المواطن في القطاع وهي ذات الفصائل التي ارتهنت للانقسام أحد عشر عامًا وكانت تستخدم "اللطمية" في كل حين . المواطن ملّ من شعارات "أدوات الانقسام" ولا يعنيه لطميات وفذلكات فارغة !

// رفع الإجراءات التي اتخذت بعد تشكيل إدارية حماس عن قطاع غزة واجب مُقدّس . أعتقد حان الوقت لكي ينام طفلٌ وليد بساعات ثمانية دافئة بدلًا من أربعة حالية . 

// أحد عشر عامًا من الانقسام لا يُمكن الانتهاء من حل تفاصيلها في يوم وليلة وقد يُشكّل ملف "موظف"  عائقًا أمام الطرفين يُحّل فقط بوجود الإرادة الحقيقية واستمرار الضغط المصري على الطرفين .

// حاول البعض إخراج مصطلح "تمكين الحكومة" من سياقه لدرجة الإيعاز لبعض الإعلام بالتركيز على المصطلح المذكور باعتباره نموذج تعجيز . حركتا فتح وحماس لديهما رؤيتين مختلفتين حول "التمكين" لكن النتيحة الوحيدة التي خرج بها الإجتماع المذكور هو رمي كرة "التمكين" بالملعب المصري ليُحدد طبيعتها وتفاصيلها .

// الوصول لمرحلة مناقشة كيفية إدارة الامن في قطاع غزة بدءًا من المعابر وانتهاء بكل المفاصل نقطة إيجابية غابت عن الحوارات السابقة حتى في الاتفاق الأشهر - القاهرة 2011 - . الحركتان لديهما موقفين مختلفين حول دمج قوى الأمن والوسيط المصري سيُحدد طبيعة العمل الأمني في القطاع خلال المرحلة المقبلة .

// حركة حماس تُصّر على اتفاق 2011 وفتح كذلك لكن الحركتين تُفسرّان الاتفاق المذكور بطريقتين متضادتين , اتفاق القاهرة 2011 يلزمه تفصيل للعموميات وتفصيل للتفاصيل ذاتها .

// اجتماع حركتي فتح وحماس في الاسبوع الأول من ديسمبر سيكون حاسمًا وسيُحدد طبيعة المرحلة المقبلة وامكانيات الاستمرار بعملية التمكين العملي من عدمه سنشهد تدخلًا مصريًا واضحًا في هذه المرحلة .

// بعض الأطراف واضح أنها لا تريد إنهاء للانقسام والأكثر وضوحًا بعض الأطراف في حركتي حماس وفتح , لكن المؤكد هنا أن أعضاء الوفدين (عدا بعض قليل) وصلوا لمرحلة من النضوج السياسي ولديهم ثابت وحيد (لا عودة للإنقسام) . بعض التصريحات السلبية متوقعة وطبيعية جدًا ولن تؤثر .

// بدأت بعض الجهات بالعمل الواضح لبث الاحباط من جهة وجلب التصريحات السلبية الموجهة نحو تسخين الجبهة الداخلية من جهة أخرى . هذه الجهات معروفة التوجه ومكشوفة . يجب أن يواجهها إعلام وطني وحدوي ينشر الحقيقة دون رتوش التفاؤل الكاذب أو حجار الإحباط المُتعمّد .

// الوزير حسين الشيخ واللواء ماجد فرج استقلّا رحلة بطائرة وحجز عاديين مع المواطنين المسافرين بشكل طبيعي , تُحسب لهما ولاقى ذلك احترام ركاب الطائرة التي كنت أحد ركابها .

// تزامن تواجد الفصائل مع افتتاح مكتب التلفزيون الرسمي في القاهرة . هذا الإنجاز الوطني يُسجّل للمشرف العام على الاعلام الرسمي الصديق أحمد عساف , شوجب إبراق التهنئة والتحية له .

// تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني في مجلس الوزراء رمت الكرة بملعب الفصائل فالحكومة أداة تنفيذية لما يتم التوافق عليه . كان الله بعون حكومة انخفضت المساعدات الخارجية لها بنسبة 70% وتُهددها الولايات المتحدة وإسرائيل ليل نهار بوقف كل شيء .

// القيادة الفلسطينية بما يُمارس عليها من ضغوط كان آخرها التهديد بإغلاق مكتب المنظمة في واشنطن تحتاج لمظلة شعبية – فصائلية واقليمية حتى لا تقبل بأقل من المقبول فلسطينيًا . كنت أتوقع أن يتحوّل اجتماع الفصائل الى مأدبة انتصار للحق الفلسطيني بوجه الضغوط الأمريكية لكن تلك الفصائل لم ترق لمستوى الحدث وجاء الضغط الأمريكي نقطة في وسط بيان مليء بالدعوات فقط !.

//المنتخب الفلسطيني تمكّن من تجاوز المنتخب "الاسرائيلي" في تصنيف الفيفا الشهري بـ16 مركز , منتخب وطني يفتقد لسخاء المصروفات التي تصرفها الدول الأخرى يتفوّق على عديد المنتخبات ومن ضمنها الاسرائيلي يجب الوقوف له ولمسؤوليه احترامًا .  عاش الفدائي دومًأ .