يديعوت : تفاصيل خطة "القرن " لـ" دحلان للسيطرة على غزة و الضفة

الخميس 10 أغسطس 2017 11:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT
يديعوت : تفاصيل خطة "القرن " لـ" دحلان للسيطرة على غزة و الضفة



يديعوت

نشرت صحيفة يديعوت احرونت  قبل يومين تحليلا سياسيا حول خطة محمد دحلان للسيطرة على غزة  والضفة .

وفيما يلي نص التقرير المترجم:

من المذهل أن نرى كيف أن الأحداث التي تبعت عملية المسجد الأقصى تحسن فعلاً من فرص تنفيذ "خطة القرن" وهي خطة طموحة معقدة تتشكل خلف الكواليس، والتي تركز على شخصية مثيرة للجدل إلى حد كبير.. محمد دحلان "أبو فادي".

ومن بين القادة المشاركين في الخطة، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس المخابرات خالد فوزي، فضلاً عن الملك السعودي وولي العهد، إضافة إلى حاكم الإمارات العربية وملك البحرين، علاوة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه أفيغدور ليبرمان والرئيس الأمريكي دونالد ترمب. ومع ذلك، فقد ينهار هذا المشروع في أيَّة لحظة. وكان من المريح جداً للجميع في هذه المرحلة، أن يتم تحويل الاهتمام من غزة إلى المسجد الأقصى الذي يعتبر مكاناً مقدساً بالنسبة لمليار ونصف من المسلمين.

"خطة القرن" سيتم تنفيذها في 10 مراحل. وقد استدعي قائد حماس في غزة يحيى السنوار في الأسبوع الأول من شهر حزيران/ يونيو مع أربعة من مساعديه المقربين إلى اجتماع بمقر المخابرات المصرية بالقاهرة. وفي اليوم الثاني، ظهر محمد دحلان في القاهرة ليجتمع بعد 10 سنوات مع أصدقاء طفولته "السنوار وقيادات حماس" الذين كانوا يعيشون في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين.

قدم دحلان المرحلة الأولى في "خطة القرن": سيتم إدارة معبر رفح الحدودي من الجانب الفلسطيني بواسطة 100 شخص من حركة فتح في قطاع غزة وشباب دحلان الموالين. وذلك إذا تمت الموافقة على قائمة الأسماء من قبل حماس والأجنحة العسكرية، وحينها سيخضع رجال شرطة الحدود الجدد لدورات تدريبية سريعة في قاعدة الشرطة المصرية، وبعد فتح الحواجز على الفور، تفتح مصر رفح، مما يسمح لسكان القطاع التنقل بحرية بممر دائم، بغض النظر عن الأزمات السياسية. ومن شأن الطلاب الذين يحصلون على منح دراسية أن يتمكنوا من تحقيق أحلامهم، كما تستطيع الأسر لم شملها، وأن يتمكن كل من يستطيع تحمل تكاليف السفر من السفر إلى الوجهة التي يريدها، وتبدأ غزة في "تنفس الهواء الحر".

وليس من قبيل المصادفة أن وزير النقل الاسرائيلي يسرائيل كاتس قدم قبل أربعة أشهر خطته للممثل الأمريكي، والتي أدرجت في "خطة القرن" لبناء ميناء على جزيرة صناعية قبالة سواحل غزة، والسماح لسفن الصيد بحرية الملاحة.

وكان دحلان أوضح لقيادة حماس أنه يجب عليها أن تتوصل إلى حوار مع إسرائيل من خلاله. واستغل الفرصة للاستفسار عن صفقة تبادل الأسرى والتي تضمن إطلاق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين وأن تعيد حماس جثتي جنديين إسرائيليين قتلا في عملية "الجرف الصامد" وهما أورون شاؤول وهدار جولدن، فضلاً عن ثلاثة اسرائيليين عبروا الحدود مع غزة.

ويطالب دحلان الآن بتنفي المرحلة التالية من "خطة القرن، حيث يستعيد يده اليمنى ومساعده الوثيق سمير مشهراوي في غزة. حيث تمت إعادة ترميم بيت المشهراوي في منطقة "ساحة غزة" الذي كان مهجوراً منذ 10 سنوات حين فر دحلان وفريقه من القطاع. وقد تم تأجيل عودته إلى القطاع عقب الهجوم الإرهابي على جنود الجيش المصري في سيناء قبل ثلاثة أسابيع. وفي حين عودة المشهراوي إلى غزة فسيتم استقباله من قبل الآلاف وبموافقة حماس، وسوف يرافقونه إلى منزله.

دحلان البالغ من العمر 55 عاماً، يتابع الأمور بحذر، وعلى الرغم من أنه لم يعلن عن عودته إلى غزة بعد، فإن أي شخص يتابع بصمات دحلان في غزة يجب أن يرى مؤسسة جليلة دحلان التي سميت باسم زوجته، وتنفق عشلات الملايين من الدولارات التي تبرت بها دولة الإمارات العربية المتحدة وزعيمها الشيخ خليفة بن زايد راعي دحلان في عودته إلى القطاع من خلال المؤسسة، والتي تمول إنشاء مستشفى، وتقديم العلام إلى المئات من الحالات، وتبرعات للعيون والاطراف الاصطناعية وتقديم مساعدات مالية شهرية منتظمة لمئات الأسر الفقيرة والأيتام في مخيمات اللاجئين في غزة. ومنذ عام 2015، كانت المؤسسة تمول أيضا حفل زفاف جماعي عقد في خانيونس لـ400 عريس مقبلين على الزواج.

جليلة "أم فادي"، حاصلة على درجة الدكتوراة في علم النفس، وهي مسؤولة أيضا عن تمويل علاجات الأطفال والكبار المصابين بالصدمة في غزة.

ويراقب الخبراء الإسرائيليون خطة دحلان عن كثب، وقال خبير إسرائيلي "لا شك في أنه لا يزال يقوم بواجباته ويحاول التنفيس عن غزة، ولكن من غير الواضح ما إذا كان لديه مصلحة فورية في ترك حياته الطيبة في أبو ظبي الإمارة الغنية التي يعمل فيها كمستشار رفيع لشؤون الأمن والمخابرات للأمير وشقيقه ولي العهد".

ومن أبو ظبي، وبتشجيع من العائلة المالكة السعودية التي ترغب في محو قدم قطر في القطاع، وعد دحلان بالحصول على مبلغ إضافي قدره 20 مليون دولار لإعادة تأهيل غزة. وقال الخبير الإسرائيلي "هو مبلغ ضئيل مقارنة بالمليارات التي وعدت بها قطر للاستثمار في غزة بعد الحرب الأخيرة، لكن التبرعات من قطر يمكن وقفها بعد المقاطعة والأزمة الحاصلة في الخليج".

وتتطابق "خطة القرن" مع أزمة الخليج بين قطر من جهة، والسعودية والبحرين والإمارات ومصر من جهة أخرى. وقد تم استبعاد حماس من قائمة المطلوبين في مصر ليس من قبيل المصادفة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الضغط المصري تجاه ترك الباب مفتوحاً للحوار مع قيادة غزة وتمهيد الطريق لدحلان.

وسواء أتى دحلان إلى قطاع غزة أو قام بإدارة نشاطه هناك عن بعد بواسطة مواليه، فإنه يحتاج إلى تعاون القيادة المحلية، وهذا هو سبب آخر لوجود الأجنحة المسلحة في مقر المخابرات في القاهرة منتصف الأسبوع الماضي. وتود المخابرات المصرية أن تجندهم لتنفيذ هذه الخطوة أيضاً.

ويقول الخبير الإسرائيلي "غزة هي مكان دحلان، وهو يسعى جاهداً للاستيلاء على المقاطعة في رام الله واتخاذ مقعد أبو مازن" ومن جانبه يدرك عباس الخطة، حيث قال الخبير "أبو مازن يحتقر دحلان وسوف يبذل كل ما في وسعه لمنعة، وهو يعتقد أن دحلان يتعاون مع حماس فقط من أجل إسقاطه".

وبدأ الصراع بين الطرفين بعد أن عمل دحلان مستشاراً للأمن لدى عباس، إلا أن العلاقة تلاشت بسرعة وأمر عباس -الذي سبق أن أثار شكوكاً حول دحلان- بمصادرة ممتلكات دحلان، وألغى عضويته في مؤسسات قيادة السلطة الفلسطينية وفصله من منصبه.

المطالبة القانونية التي رفعها دحلان ضد عباس من خلال المحامي الإسرائيلي زكي كمال، لم تساعد على تهدئة الأمور. ووفقاً لأحد المقربين من دحلان، فقد أمر عباس موالينه بمضايقة مجموعات دحلان.

وفيما يتعلق بالسيسي، يوضح الخبير الإسرائيلي أنه "ليس هناك مودة خاصة لدحلان، إلا أن السيسي يعرف أن دحلان أداة ربط للاموال التي تصل من دول الخليج والتي تتوافق مع المصلحة المصرية للتخلص من قطر وتحقيق السلام في غزة. وفي قائمة الأولويات المصرية، يعتبر هدوء القطاع شرطاً مسبقاً لنجاح الحرب على الإرهاب في سيناء".

حتى نقل السيادة المصرية على جزيرتي تيران وصنافير على طول قناة السويس للمملكة العربية السعودية له علاقة بخطة القرن. وعارض البرلمان في مصر عملية النقل وتحدث الجميع عنه، إلا أن السيسي أصر وتمكن من الحصول على الأغلبية المطلوبة.

إذا عاد دحلان إلى غزة، وإذا كان فتح المعابر وتقليل القيود من الجانب الإسرائيلي سيتم تنفيذهما كما هو مخطط له، فسوف يسعى جاهداً ليصبح رئيس الوزراء في القطاع إو وزير الخارجية، أو شغل المنصبين. وستكون وظيفته هي ضمان عدم تهريب الأسلحة من القطاع إلى سيناء وبالعكس. وسيركز التحدي الكبير على توسيع أراضي القطاع نحو سيناء، وهي فكرة واعدة جداً تعتمد على التعاون المصري.

يقول الخبير الإسرائيلي "إن دحلان الداهية يلعب لعبة متطورة، ويسعى لاستعادة نفسه وتعظيم جميع مزاياه والتصرف كالخيل الذي يعرف طريقه جيداً".

في اجتماع في مصر، اشتكى عباس للسيسي من الموامرة التي تحدث خلف ظهره. وحرص الرئيس المصري على الافصاح عن التصريحات الايجابية، لكن الناس في الدائرة القريبة يعلمون أنه لا يوجد حب بين الاثنين. السيسي غاضب من عباس لرفضه خطة المصالحة مع حماس واختياره معاقبة غزة. كما يؤدي خفض رواتب الموظفين الحكوميين في غزة ورفض دفع فواتير الكهرباء في القطاع إلى مستوى خطير من الضغط على مصر. حاول السيسي أيضاً إقناع عباس بالتوافق مع دحلان، ولكنه لم ينجح. وبذلك بات السيسي غاضباً من الرئيس الفلسطيني.

وقال الخبير الاسرائيلي "في الاستطلاعات التي أجريت في قطاع غزة ورام الله حول من يجب أن يكون قائد غزة، كان الفائز اسماعيل هنية، تلاه محمد دحلان، أما أبو مازن والبرغوثي فكانا متخلفات عن الركب. وفي تظاهرات احتجاجية هذا الأسبوع، رفع متظاهرون في غزة لافتات كتب عليها "أبو مازن لا يمثلني".

إن كراهية عباس لدحلان لا معنى لها أبدا. وقد فضل الرئيس الفلسطيني الدخول في مشاجرة مع مصر والإمارات العربية المتحدة، فقط حتى لا يرى وجه دحلان.

اذا اختفى عباس فجأة، فمن غير الواضح من الذي سيحل محله. وإذا كان لدى صائب عريقات أي خطط، فسيتم وضعها على الرف بسبب مرضه الخطير وزرع الرئة المخطط له. جبريل الرجوب الذي يتوسع بهدوء في معسكره ليس جزءً من دائرة عباس الداخلية، ولا ينظر له بشكل إيجابي في القاهرة وعمان وإسرائيل.

إن اقتحام المقاطعة هو المرحلة الأخيرة في خطة دحلان للقرن. وبدون مساعدة التحالف خلفه، قد يجد دحلان ماجد فرج رئيس المخابرات في رام الله، أو شخصية أخرى في المقعد، ولكن بدون غزة، وإذا حدث ذلك، من المتوقع أن يسحب دحلان السلاح السري للخطة، ويعلن فصل غزة وينصب نفسه زعيماً للقطاع.

ترجمة " الحدث