القمة العربية - آرابس جوت تالينت ..محمد يوسف الوحيــدي

السبت 25 مارس 2017 12:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
القمة العربية - آرابس جوت تالينت ..محمد يوسف الوحيــدي



يترقب الشعب العربي ، بمزيد من عدم الإكتراث ، و التجاهل ، القمة العربية القادمة و المقرر إنعقادها نهاية الشهر الجاري ( آذار – مارس 2017) في عقبة الأردن .. و يتابع صحافيون و إعلاميون و سياسيون الحدث الوشيك ، بمزيد من الإهتمام و ضخ المراسلين و أجهزة البث و حجز الفنادق و الإستعداد بمتابعات و قصص إخبارية و تحقيقات صحفية و صور و برامج تحليلية .. و بين تطورات أرابس جوت تالنت ، ولا أعلم لماذا علينا أن نكتب إسم البرنامج العربي و الذي من المفترض أنه يبرز مواهب عربية ، نكتب إسمه باللفظ الأجنبي .. فهو قالب لبرنامج عالمي ، بدأ في أمريكا و الغرب و إنتشر في العالم .. و فرض نفسه و إسمه كعلامة مسجلة لا تقبل التأويل أو التصريف و على الجميع أن يلتزم بها .. أقول : ما بين متابعة أراب جوت تالينت و القمة العربية أشياء مشتركة .. أهمها ( العلامة المسجلة ) .. و إن كانت القمة العربية تنعقد بمسمى و شعار عربي أصيل ، و بإشراف جامعة الدول العربية ، و لكن و في الحالتين ، القالب غالب ، من حيث مجاراة ، أو محاولة مجاراة ، صاحب العمود الفقري المنتج و راعي البرنامج  في التغير الفني و الذوق الجمعي للمجتمعات ، وراسم الخرائط وواضع السياسات و حاضن الثورات،  هو واحد ، و هو السيد الأمريكي .

فالقمة العربية تكتسب أهميتها هذه المرة ، ليس بسبب إزدياد الهجمات الصهيونية على أرض و شعب فلسطين ، ولا بسبب منع الآذان في المسجد الأقصى الشريف ، ولا بسبب ضرب سورية و تغلغل مخابرات الكون فيها و على رأسها مخابرات و قوات و مرتزقة بل و جيش إسرائيل ..ولا بسبب ليبيا أو العراق وليس بسبب اليمن ، أعني اليمنين ، ولا إنقسام الفلسطينيين ، كل هذه ثانويات ، فروع ، السبب الحقيقي هو  ( إعادة التموضع ) ، إعادة بناء الهيكل و المضمون العربي بشكل متوافق و متسق مع التحول الجديد في أمريكا .. بإختصار هي قمة ( ترامب ) .

قد يقول قائل ، وما العيب في ذلك ؟ ما العيب في أن تكون أمتنا العربية على قلب رجل واحد في ( مواجهة ) التغيرات الإقليمية و الدولية و سياسات ترامب الجديدة ؟  و أقول أن لاعيب و لا شبهة عيب في ذلك بشرط أن نشدد على كلمة ( مواجهة ) و ليس أن تستبدل بكلمة ( الخضوع و المسايرة ) .

فقد أثبتت التجارب ، رغم قصر مدة حكم ترامب حتى الآن ، أن الرجل لا يبتكر و لا يسحر ، بل يتعامل وفق مصالح و يؤثر و يتأثر بضغوط السوق السياسي تماماً كما تعود أن يؤثر و يتأثر بعوامل التغير و ضغوطات السوق التجاري الذي أمضى عمره فيه و ثبت أن الفلسطينيين ، وحدهم ، أكرر ، وحدهم ، إستطاعوا بقليل أدواتهم ، و زهيد مقدراتهم أن يجمدوا قرارت كادت تعصف بهم و بقضيتهم و على رأسها قضية الإعتراف بالقدس كلها عاصمة لدولة الإحتلال .. و غيرها من النجاحات التي قد يعتبرها البعض بسيطة ، ولكنها فلسطينياً كانت خطوات كبيرة و عميقة الأثر سواء على مستوى منظمات الأمم المتحدة ، أو أوروبا و غيرها .

لذلك ، فالقمة العربية الوشيكة ، إن لم تكن على مستوى " التحدي و المواجهة " فإنها ستلحق بأخواتها السابقات ، و ستدرج مقرراتها و توصياتها في ملفات أرشيف جامعة الدول العربية ، و ستكون نتائجها العملية على الأرض ، مزيداً من الخنوع و الخضوع ، و مسايرة السيد الأمريكي و إسرائيل على حساب مصالح العرب و كرامتهم .  و ستكون فائدتها الوحيدة إنعاش السياحة في العقبة الأردنية ، و هذا بحد ذاته ، إنجاز قومي نفرح له ، و نسعد بأن تستفيد دولة عربية شقيقة ولو بزيادة شهرة و عائدات مرافقها السياحية فقط .