يحيى السنوار .. الشدة والصرامة والغموض وامل تحرير فلسطين والربيع العربي

السبت 25 فبراير 2017 09:07 ص / بتوقيت القدس +2GMT
يحيى السنوار .. الشدة والصرامة والغموض وامل تحرير فلسطين والربيع العربي



غزة ـ أ ف ب-

 يجسّد يحيى السنوار الذي يستعد لتولي مهامه كرئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، الوجه المتشدد في مواجهة اسرائيل داخل الحركة التي تنقل في مسؤوليات عدة أمنية وعسكرية فيها.

وسيخلف السنوار اسماعيل هنية الذي يتوقع ان يصبح رئيسا للمكتب السياسي لحماس.

ويتمتع السنوار الذي يعرف بلباسه المتواضع، باحترام كبير لدى القيادتين السياسية والعسكرية لحماس في الداخل والخارج، وفق ما يقول قياديون في الحركة. ويعتبره بعض قادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، «وزير دفاع» الحركة.

ويعرف الرجل المتوسط القامة وصاحب اللحية البيضاء والمشذبة، بشدته وصرامته، ويحيط به الغموض بشكل عام.

في عام 1985، أوكلت اليه جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين إنشاء أوّل جهاز أمني للجماعة حمل اسم «منظمة الجهاد والدعوة (مجد)».

وولد السنوار المكنى «ابو ابراهيم» في 1962 في مخيم خان يونس للاجئين في جنوب قطاع غزة، وينحدر من بلدة المجدل وانضم منذ صغره لمؤسسة المجمع الاسلامي (التابعة لجماعة الاخوان المسلمين) والتي انشأها الشيخ احمد ياسين، مؤسس حماس الذي اغتالته اسرائيل.

وأمضى السنوار 23 عاما في السجون الاسرائيلية. وكانت آخر مرة اعتقل فيها في 1988، على خلفية نشاطه في محاربة «العملاء المتعاونين» مع اسرائيل وتشكيل «منظمة المجاهدين الفلسطينيين» العسكرية للجماعة.

وتتهمه اسرائيل بانه شارك شخصيا في تصفية «المتعاونين» مع اسرائيل.

وحكم السنوار بالسجن لمدى الحياة أربع مرات. وأطلق سراحه في صفقة تبادل ألف أسير مقابل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت في 2011.

وبعد خروجه من السجن، استأنف «الرجل القوي» كما يطلق عليه في غزة، نشاطه كقائد في حماس وأصبح مطلوبا مجددا من السلطات الاسرائيلية. واسمه مدرج كذلك على لائحة «الارهابيين الدوليين» لوزارة الخارجية الاميركية.

انتخب عضوا للمكتب السياسي لحماس في 2012 قبل ان ينتخب قائدا للحركة في القطاع في شباط الجاري.

ويرتبط السنوار الذي تزوج بعد حوالى شهر من الافراج عنه في 2011، بعلاقة «مميزة» مع هنية. وظهر في بعض المناسبات العلنية بعد خروجه من السجن، ليعود ويحيط نفسه بالغموض.

ولا يحبذ الرجل الظهور على وسائل الاعلام، ويعتمد تدابير أمنية مشددة في التنقل والتحرك حتى في ظل الهدنة التي توصل اليها حماس والفصائل مع اسرائيل منذ انتهاء حرب صيف 2014، وهو يعتبر ان اسرائيل «عدو لا يؤمن جانبه بالمرة».

ويصف ابو عبد الله، العضو في حماس الذي عايش السنوار في السجن، ب»الشخص الذكي جدا والمثقف بعمق والهادئ جدا في اتخاذ القرارات او المواقف، لكنه حاد وصارم في الدفاع عن مواقفه لاجل الحركة».

ويضيف «هو شخصية أمنية بامتياز، ورغم انه خطيب مفوّه، إلا انه لا يتكلم كثيرا، وأذكر انه كان يردد داخل السجن انه سيأتي يوم اذا تكلمت حماس سيسمعها العالم، وهذا ما حصل فعلا».

وتولى السنوار إدارة ملفات عديدة في حماس، اهمها الامن.

ويؤكد ابو العبد، عضو آخر في حماس، ان السنوار «خبير بعمق في ثقافة المجتمع الاسرائيلي ويجيد اللغة العبرية بطلاقة».

ويضيف ان السنوار «يرفض الانشغال بأي امور تعيق الاعداد» للمعركة الكبرى المتمثلة بنظره في «تحرير فلسطين»، ويعتبر ان «أحداث الربيع العربي قد تحرف البوصلة، والقدس هي البوصلة بالنسبة للسنوار».

كما يحرص السنوار على توطيد العلاقة مع ايران واي دولة تدعم «المقاومة»، وفق ابو العبد.
ويقول ابو الحسن، العضو البارز في حركة الجهاد الاسلامي الذي عايش السنوار في السجن، ان الاخير «يتسم بالحكمة رغم الشدة في قراراته ويتمتع بعلاقة طيبة مع الفصائل بما فيها حركة فتح».

وترأس السنوار الحاصل على ليسانس في اللغة العربية، أوّل مجلس للطلبة في الجامعة الاسلامية في ثمانينات القرن الماضي.

وكان من المقربين من الشيخ ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، القائد البارز في حماس وأحد مؤسسي الحركة الذي اغتالته اسرائيل في 2004، وكان ابرز مساعدي صلاح شحادة، مؤسس كتائب القسام الذي اغتالته اسرائيل عام 2002. ولديه علاقة جيدة مع محمد الضيف، قائد القسام الحالي، ونائبه القيادي البارز مروان عيسى.

ويقول قيادي في حماس فضل عدم ذكر اسمه ان السنوار «لم يسع بالمرة للزعامة، ويرى نفسه جنديا في الحركة. وهو مدافع شرس عن مبادئ الحركة ولا يقبل التفاوض على أي تنازل او مهادنة مع العدو».

وعبر السنوار خلال لقائه هنية الاثنين الماضي للاعداد لترتيبات التسلم والتسليم، عن فخره بانتهاء العملية الانتخابية للحركة ب»نجاح بشكل يكرس منهج الشورى والديموقراطية في كل مؤسسات الحركة».

ويرجح محللون أن تشهد فترة ممارسة السنوار مسؤولياته تقدما في ملف الاسرائيليين الاربعة الاسرى لدى حماس، وبينهم جنديان تقول اسرائيل انهما قتلا قبل أسرهما.
فيما يرى المحلل السياسي مخيمر ابو سعدة ان انتخاب السنوار «مؤشر على تصعيد محتمل مع اسرائيل في المرحلة القادمة».

لكن مسؤولين في حماس يرون ان السنوار «لن يغير» في سياسة ونهج الحركة، وأنه «يؤيد هدنة طويلة، اذا لم تبادر اسرائيل للتصعيد».