فنجان قهوة من إعداد الشريك أقرب طريق لكسب قلب المرأة

الإثنين 23 يناير 2017 01:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
فنجان قهوة من إعداد الشريك أقرب طريق لكسب قلب المرأة



وكالات / سما /

قال خبراء إذا أردت من شريكة حياتك أن تكون دافئة المشاعر معك، فما عليك سوى أن تقدم لها يوميا فنجانا من القهوة تعدّه بنفسك، لأن ذلك له صدى أكبر من صدى الكلمات في التعبير عن حبك لها.
وخصّوا بهذه النصيحة الرجال الذين لا يقومون بلفتات رومانسية من حين إلى آخر يسعدون بها زوجاتهم، مؤكدين أن مثل هذا التصرف البسيط لا ينقص من رجولتهم، بل على العكس يعود على علاقاتهم الزوجية بالكثير من الفوائد.
ويعتقد الخبراء أن الرجال غير مطالبين باستيعاب جميع احتياجات النساء، ولكن باستطاعتهم عن طريق لفتات بسيطة، مثل إعداد فنجان من القهوة أن يقدموا أكبر عربون على محبتهم لزوجاتهم، ويجعلون من تلك التصرفات البسيطة تتكلم بدلا عنهم، وتختزل مشاعرهم التي ربما تعجز ألسنتهم عن البوح بها.
وعلى الرغم من أن مقدار الرضا عن الحياة الزوجية عند النساء يختلف بين امرأة وأخرى، إلا أن مركز “الشعور بالرضا” في المخ لم يرتبط فقط بالهدايا المادية التي يقدمها الرجل للمرأة، بل أيضا بالمعاملة اللطيفة.
ويعدّ اللطف في التعامل مع الشريك وسيلة ناجعة للتغلب على المشكلات التي تتخلل الحياة الزوجية وتعكر صفوها، والرجل الذكي هو الذي يعرف كيف يعامل زوجته بودّ، ويجعل علاقته بها تسير بسلاسة رغم كل الصعوبات التي قد تطرأ عليها من حين إلى آخر.
وقوّضت الأدلة في دراسات علمية الاعتقاد الشائع بأن الرجل لا يستطيع استمالة مشاعر المرأة، إلا من خلال ما يقدمه لها من هدايا ثمينة، لتؤكد أن دعوتها إلى احتساء فنجان من القهوة تمثل هدية ثمينة في المعنى وليس في القيمة المادية.
ربما لا يعرف الرجال ذوو الثقافة التقليدية ما يعنيه إعداد فنجان من قهوة للمرأة، ولكن الأبحاث السلوكية والنفسية قد بيّنت للكثيرين منهم المفعول السحري الأكبر للقهوة على النساء، عندما يقدمها لها شريكها في أوقات معينة، وخاصة في الصباح أو قبل ممارسة العلاقة الحميمية.
وبناء على نسبة الكافيين، تتفوق القهوة على الشاي في تقليل احتمال إصابة النساء بالاكتئاب؛ لأن كوب الشاي يحتوي على 40 مليغراما من الكافيين، في حين تحتوي نفس الكمية من القهوة المغلية على كمية تتراوح ما بين 80 إلى 115 مليغراما من الكافيين.
ويعتقد علماء من جامعة هارفارد الأميركية أن الكافيين في القهوة قد يؤدي إلى تغيير كيمياء الدماغ، على خلاف القهوة الخالية من الكافيين فهي لا تؤدي إلى نتائج مشابهة.
وأجرى الباحثون المشرفون على الدراسة تجارب على 50 ألف ممرضة، على مدى عقد من الزمان، من 1996 إلى 2006، واعتمدوا على استمارات بحثية لتسجيل عادات النساء في شرب القهوة. وأصيبت 2600 امرأة بالاكتئاب خلال تلك الفترة، معظمهن لم يستهلكن القهوة أو استهلكن كمية قليلة منها.
واتضح أن النساء اللواتي تناولن كوبين أو ثلاثة أكواب من القهوة يوميا تعرضن لخطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 15 بالمئة، أما من تناولن أربعة أكواب أو أكثر يوميا فقد انخفض احتمال إصابتهن بالاكتئاب بدرجة أقل.
ويقول الباحثون إن ما توصلوا إليه يؤكد ما كشفت عنه أبحاث سابقة من انخفاض نسبة الإقدام على الانتحار في صفوف النساء اللاتي يشربن القهوة، ويعتقدون أن الكافيين هو السبب، حيث يساهم في خلق شعور بالراحة النفسية والنشاط لدى الإنسان، ويؤثر فيزيائيا على عمل الدماغ، ولكن الباحثين يؤكدون أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات.
والشيء المثير حول فوائد القهوة بالنسبة إلى المرأة، ما أعلنت عنه دراسة أجرتها جامعة جنوب تكساس الأميركية، حيث تبين للباحثين أن احتساء المرأة للقهوة يزيد من رغبتها الجنسية، وهذا التأثير يكون واضحا عند النساء اللاتي يشربن القهوة بشكل منتظم.
كما أشارت الدراسة إلى أن مادة الكافيين المتواجدة في القهوة تعزز مستويات هرمون الأستروجين لدى النساء والتيستيرون لدى الرجال، ومن المعروف أن هذين الهرمونين مسؤولان عن زيادة الرغبة الجنسية لدى الجنسين، ويلعبان دورا في الحصول على علاقة جنسية أكثر كفاءة.
إلا أن الباحثين نبهوا النساء والرجال على حدّ سواء إلى ضرورة الاعتدال في تناول القهوة، لأن الإفراط في احتسائها يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية ويعرضهم إلى مشكلات صحية بالجملة.
وكانت دراسات سابقة عن الكافيين قد أظهرت تسببه في الإصابة بسرعة خفقان القلب، والأرق، وحتى تأثيره على فرص الحمل لدى النساء.
ووجد العلماء أن مستهلكي الجرعات العالية من الكافيين، 7 أكواب فما فوق، أكثر عرضة للإصابة بالهلوسة، وبواقع ثلاثة أضعاف، من نظرائهم الذين يستهلكون كوبا واحدا في اليوم.
ولكن من الواضح أنه لا أحد يستطيع اليوم الاستغناء عن نكهة القهوة المرة، وسواء كانت ممزوجة بالحليب أو بالشوكولاتة، أو بالعسل أو بلا أي إضافات؛ فثمة مفعول سحري يجعل الناس يقبلون عليها.
ولذلك أصبحت اليوم من أكثر المشروبات استهلاكا في العالم، إذ تشير التقديرات إلى أن عدد فناجين القهوة المستهلكة في شتى أرجاء العالم يصل إلى أكثر من ملياري فنجان يوميا.
ولاحظ علماء النفس أن القهوة، بالإضافة إلى خصائصها الكيميائية، فهي تعدّ وسيلة مثالية لتقوية الروابط الاجتماعية.
والأمر الذي يبعث على التندر بعض الشيء، أن مكتشف القهوة، راعي الغنم “كالدي” الذي كان يرعى أغنامه في مرتفعات إثيوبيا في بونجا بالتحديد قبل نحو 12 قرنا، قد لاحظ تغيرا في السلوك الجنسي للأغنام التي تمضغ حبيبات البن.
ومع بدء إنتاج وصناعة القهوة لدى العرب في القرن الخامس عشر الميلادي، بدأت السمعة السيئة للبن، إذ ادّعى من يستهلكون القهوة أنهم يقتربون من حالة الإدمان على القمار والوقوع في “حالات جنسية غير شرعية”.
ووفقا لما ورد في كتاب “القهوة والمقاهي: أصل المشروب الاجتماعي في الشرق الأدنى في العصر الوسيط” للباحث رالف هاتوكس، فإن “القائم على مكة أغلق متاجر القهوة عام 1511 لأسباب طبية ودينية، ولكن اختفاء القهوة لم يدم طويلا إذ أصبح وجودها أمرا أساسيا في تركيا، لدرجة أن المرأة كانت تطلب الطلاق في حال عدم توفرها بالمنزل”.
أما في عصرنا الحالي، فبات من الصعب الاستغناء عن القهوة، التي تعدّ شكلا من أشكال الرفاهية، ولكنها رفاهية في متناول الجميع.