هارتس العبرية: لا تقفوا جانبا.. ما يجري في حلب ضد الانسانية

الإثنين 19 ديسمبر 2016 09:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هارتس العبرية: لا تقفوا جانبا.. ما يجري في حلب ضد الانسانية



القدس المحتلة -

كتبت  هآرتس

في مدينة حلب “تذوي الانسانية”، مثلما وصف بدقة تقشعر لها الابدان مبعوث الامم المتحدة الى سوريا. فقد قتل العشرات منذ اعلان وقف النار يوم الثلاثاء، والذي انهار في أقل من يوم واحد. الاف المدنيين يحشرون في منازلهم يواصلون التعرض للقصف من الروس والسوريين، الميليشيات الايرانية والسورية تقتل المدنيين في منازلهم بلا تمييز، والباصات التي كان يفترض أن تنقذهم من الجحيم لا يمكنها ان تقترب من المدينة. نداءات النجدة المفزوعة التي يتمكن السكان من اطلاقها عبر الهواتف الخلوية، آخذة في التبدد، والخوف على مصيرهم يترجم الى تنديدات من كل العالم، دون أن يتخذ أي عمل حقيقي لانقاذهم.

الاسرة الدولية، التي تضم دولا غربية ودولا عربية، تنظر بغضب الى هذا المشهد الرهيب ولا يمكنها ان تجمع نفسها في عمل ما ضد الشر الرهيب للنظام الروسي والسوري. ومثلما في مناطق اخرى في العالم حيث وقعت وتقع المذابح، ينتصر المنطق السياسي الى الدافع الانساني. فدخول قوات الى سوريا معناه مواجهة عنيفة مع روسيا وربما مع ايران، وقصف قواعد الجيش السوري قد يجر اعمالا مشابهة تجاه قواعد استراتيجية للغرب.
احد لا يريد أن يعلق في حرب عالمية ثالثة، بسبب مدينة عربية. ولا تريد أي حكومة التضحية بابناء شعبها من أجل هدف لا يندرج في بنك الاهداف الاستراتيجية. ففي حلب لا تدور حرب ضد داعش. ولكن بالنسبة للاسرة الدولية وبقدر لا يقل عن ذلك بالنسبة لاسرائيل، توجد خيارات اخرى. حرب دبلوماسية ضد روسيا، مثل تلك التي تمت في اعقاب الحرب في اوكرانيا، يمكنها أن تجدي نفعا. هنا يمكن لاسرائيل أن تساهم ايضا. فالدولة التي نجحت في تجنيد العالم ضد ايران قادرة على أن توقظ الرأي العام العالمي، تمارس الضغط على زعماء العالم، وكذا – هذا هو الزمن لذكر الكارثة. اسرائيل يمكنها وينبغي لها أن تشجع الجالية اليهودية، ولا سيما في الولايات المتحدة، على استخدام قوتها. ونتنياهو يمكنه ايضا ان يجند علاقاته القريبة مع ترامب.
على اسرائيل أن تعرض الاستعداد لاستيعاب الاف اللاجئين السوريين والمشاركة في الجهد الدولي لمساعدة المحاصرين. ذات اسرائيل، التي تخنق اللاجئين الارتيريين والسودانيين، ملزمة باسم تاريخها ان تغير الاتجاه. للاسف من الحيوي أن يتوجه رئيس الوزراء بصوته الى العالم ويضم اسرائيل الى كل من يرى في روسيا وسوريا مجرمي حرب.