رام الله : إطلاق رواية "سبيريتزما" لعزام أبو السعود في متحف محمود درويش

الأربعاء 23 نوفمبر 2016 12:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
رام الله : إطلاق رواية "سبيريتزما" لعزام أبو السعود في متحف محمود درويش



رام الله -

كتب يوسف الشايب:

أطلق الروائي عزام أبو السعود، في متحف محمود درويش، مساء أمس، روايته الجديدة "سبيريتزما"، والتي تأتي كراوية رابعة ضمن سلسلة حول القدس وتحولاتها السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، وتأريخها أيضاً، بدأت برواية "صبري"، تلتها "حمام العين"، و"الستيفادور".

وتجري أحداث "سبيرتيزما" بين العامين 1964 و1968، مركزة على حرب عام 1967 وأثرها على الحياة في مدينة القدس وعلى جيل شبابها، يرافقها استرجاع لقصص أبطال روايات الكاتب السابقة الذين عايشوا الأحداث في المدينة وفلسطين عموما منذ 1914 وما بعده.

وعنها قال أبو السعود: جاءت الرواية لتكون دعوة واستصراخا للفلسطينيين عموما لتدوين تاريخهم الشفوي قبل أن يذهب إلى الأبد، مشيراً إلى أهمية تدوينه وترجمته لاحقا، فـ"التاريخ الشفوي ضائع في بطون آبائنا".. رواياتي جميعها اعتمدت على توثيقي للأحداث ولمقابلات شفوية دونتها.

وأضاف: أبو السعود "الرواية عبارة عن عملية استرجاع للذاكرة، شاهدت النسوة وهن يحضرن الأرواح، وكيف يجهزن سلة من القش فيها قلم وأوراق ويبدأن بكتابة الطلاسم عليها استعدادا لاستحضار الأرواح".

وقال د. محمود العطشان في تقديمه للرواية: في "سبيرتيزما" إطلالة على المستقبل من خلال قراءة الكف التي برعت فيها نساء الصالونات، وهي قصة حقيقية عايشتها المدينة بمختلف أطيافها الدينية، مشدداً على الأهمية الكبيرة لذلك، فالعودة إلى تاريخنا حتى نتمكن من صناعة مستقبل أفضل.

وأضاف العطشان: تقدم جوانب من التاريخ الفلسطيني، متسائلة عن أسباب إغفال المؤرخين لها أو محاولة تشويهها .. "حاولت الرواية أن تستحضر مرحلة ما بعد ميلاد منظمة التحرير الفلسطينية وفترة ما بعد النكسة، وبدا هذا الاستحضار أشبه بالاستطلاع ووشاية بأن المرحلة القادمة ستكون أسوأ"، مشيراً إلى الضياع الذي عاشه الفلسطينيون ما بعد النكسة والذي ما زالوا يعانون من تبعاته السلبية.

وأشار العطشان إلى أن في الرواية من "الديناميكية ما يكفي ليندمج معها القارئ وليتنقل مع الشخصيات ما بين القاهرة ولندن والقدس وغيرها من الأماكن، فهي تغلغلت بأسلوب غني بالوصف وعناصر التشويق في نفسيات أبطال خرجوا من بين الصفحات ليكونوا مع القارئ على أرض الواقع"، لافناً إلى ذكاء الكاتب في التركيز على الجيل الثالث لشخصيات رواياته التي باتت أشبه بالمسلسل، مقارنا بينهم وبين جيل الشباب الحالي الذي وصفه بالغريب، مستفسرا عن الأسباب التي ربما تكون ناتجة عن إحباط أو نمط الحياة العبثية التي يكابدونها.

من جانبه شدد وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، في كلمته، على أن الرواية، ورغم أنها تأتي في سياق رباعية، فإن القارئ يستطيع قراءة هذا العمل دون الحاجة إلى الأعمال السابقة، بمعنى أن كل فترة زمنية في هذه الروايات الأربع هي بناء سردي وتاريخي واجتماعي قائم بذاته، رغم أن الشخصيات تسير من حقبة إلى أخرى، ومن مرحلة إلى ثانية .. وقال: قراءة "سبيريتزما" فيها متعة بحد ذاتها لا كتشاف مرحلة من مراحل التاريخ الفلسطيني، ولاسيما في القدس، وهي مرحلة احتاجت الكثير من التنقيب على مستوى الرواية الشفهية الفلسطينية التي هي المصدر الرئيس للعمل، أو في الوثائق الفلسطينية، والإمعان في التدقيق بهذه الوثائق بخصوص هذه الحقبة الزمنية، قبيل نكسة حزيران في العام 1967، ومرافقة لإرهاصات ولادة منظمة التحرير الفلسطينية، وهي مرحلة دقيقة.

وأضاف بسيسو: تحيلني رواية "سبيريتزما" لعزام أبو السعود إلى رواية صدرت قبل أكثر من عشرين عاماً، بعنوان "شقة الحرية" للروائي السعودي الراحل غازي القصيبي، والتي تتحدث عن بعض الملامح في تجربة المد الثوري القومي بمرحلة "مصر عبد الناصر"، عبر حكايات وتفاعلات طلاب خليجيين في شقة بالقاهرة، حتى إن الحديث عن تحضير الأرواح يتكرر بشكل أو بآخر في الروايتين، في إسقاط على طبيعة الحياة في مصر أو هنا في القدس، مع الإشارة إلى أن أنيس منصور من أبرز من كتبوا في روايتهم عن تحضير الأرواح.

وشدد بسيسو: الرواية ترصد مرحلة التحدي، مرحلة جيل ما بين النكبة والنكسة .. جيل خمسينيات القرن الماضي، ومرحلة صعود المد القومي، وجيل الانكسار والهزيمة، ومثلما عالج غازي القصيبي انكسار العام 1976 في رؤيته لأربعة طلاب خليجيين ذهبوا إلى القاهرة ثم عادوا إلى البحرين تحديداً يقف عزام أبو السعود إلى هذه الهزيمة عبر هذه الرواية (سبيريتزما)، التي لا يعالج فيها فقط التحول الجغرافي، بل التحول السياسي والاجتماعي.

وتابع: طالما أن المصدر الأساس هو الرواية الشفهية، فلغة السرد جاءت في هذا السياق بسيطة، وسلسلة، دون أي تكلف، فعزام أبو السعود يروي الحكاية في "سبيريتزما"، بمعنى أنه يسرد تفاصيل تلك المرحلة بدءاً من عودة صبري إلى القدس قادماً من السعودية، بعد رحلة طويلة من المعاناة، دون الإجحاف بتاريخ صبري، وبعض الإسقاطات من الأعمال السابقة، أو الأجزاء السابقة في رويات صبري، وحمام العين، والستيفادور، مشدداً على أهمية اللمحة البانورامية لإعادة استكشاف واكتشاف المكان، وهو القدس هنا، مشدداً على أهمية توثيق القدس تاريخاً وثقافة وفي مختلف الجوانب الإبداعية، ومنها الرواية.

عن الايام