أُسدل الستار على الجولة الخامسة من دوري الوطنية موبايل لأندية الممتازة في المحافظات الجنوبية، وحملت معها تغييرات مختلفة على سلم الترتيب، ولم تشهد الجولة أي مفاجآت تذكر، وجاءت نتيجتها طبيعية ومنطقية، فيما شهدت تألق عدد من اللاعبين الذين أقنعوا وأمتعوا وجاءت أهدافهم حاسمة مع فِرقهم..
ولعل أبرز أحداث الجولة، هي الإثارة الكبيرة التي شهدتها مباراة الصداقة وخدمات رفح التي انتهت بالتعادل الإيجابي، وشهدت ثلاث حالات طرد، واحتساب ثلاث ضربات جزاء..
"أيام الملاعب" رصدت أبرز أحداث الجولة وما رافقها من تغييرات عبر التقرير التالي:
الصداقة في الصدارة..
استعاد فريق الصداقة صدارة الترتيب من جديد رغم تعادله الإيجابي أمام خدمات رفح بهدفين لهدفين، ليرفع رصيده إلى عشر نقاط، فيما تجمد رصيد الأخضر الرفحي عند سبع نقاط في المركز التاسع..
وشهدت المباراة أحداثاً مثيرة قادها حكم اللقاء عماد مرجان الذي احتسب ثلاث ضربات جزاء، وأشهر البطاقة الحمراء ثلاث مرات، والصفراء ثمانية، وهي جرأة يُحسد عليها لاتخاذه مثل هذه القرارات النادرة في ملاعبنا..
ورغم أن الصداقة كان متقدماً في الشوط الأول بهدفين نظيفين، إلا أنه تراجع في الشوط الثاني واستقبلت شباكه هدفين بسبب سذاجة لاعبيه وحصول اثنين منهم على بطاقة حمراء، ليصبح التفوق العددي لصالح الأخضر الرفحي الذي عادل النتيجة، وكان بإمكانه مضاعفتها لولا ضيق الوقت..
مطاردة مستمرة..
لم يجد فريق شباب خان يونس صعوبة في تحقيق فوزاً سهلاً على فريق الهلال الضيف بثلاثة أهداف لهدف، رغم أنه كان متأخراً بهدف حتى أواخر الشوط الأول، ليتقدم النشامى إلى المركز الثاني بعشر نقاط متأخراً عن المتصدر بفارق الأهداف فقط، فيما تراجع الهلال إلى قاع الترتيب بعد تجمد رصيده عند نقطتين فقط..
وظهر نجوم النشامى في الشوط الثاني بشكل نموذجي من حيث الشكل والأداء، وتألق نجمه الشاب الواعد "أمجد أبو شقير" الذي سجل هدفين من الأهداف الثلاثة لفريقه، فيما سجل المخضرم محمد بركات الهدف الثالث لفريقه..
الزعيم ثالثاً..
يبدو أن جماهير شباب رفح باتت غير راضية عن أداء وشكل ونتائج فريقها، وجاء تعادله الأخير أمام فريق الأهلي بمثابة الشرارة التي قد تولد الانفجار لدى جماهيره الغاضبة خاصة أن الفريق خرج من المباراة متعادلاً، وكان من الممكن أن يخسر اللقاء بنتيجة كبيرة..
ورغم أن التعادل أبقى الفريق ثالثاً بعشر نقاط، متأخراً بفارق الأهداف عن المتصدر الصداقة إلا أنه بات يفتقد الهيبة حين يلعب خارج ملعبه، وهذا الشاهد الذي بات واضحاً خلال مباريات الدوري، وربما صدمة الهدف الأول والمبكر للأهلي، أربك حسابات الزعيم تماماً، وزاد من الضغوط الملقى على عاتقه، حتى جاء هدف التعديل ذاتياً من مدافع الأهلي هيثم الشريف، أي أن الفريق لم يشكل الخطورة الكافية لتعديل النتيجة لو لم يسجل الأهلي هدفاً في مرماه..
البرتقالي في الصورة..
دخل فريق اتحاد خان يونس إلى مربع المنافسة من البال الخلفي، وأعلن عن نفسه مجدداً بفوزه الكبير وسط جماهيره في المدينة الرياضية على ضيفه فريق خدمات الشاطئ بثلاثة أهداف لهدفين ليرفع رصيده إلى تسع نقاط في المركز الرابع، في الوقت الذي توقف رصيد البحرية عند سبع نقاط في المركز السابع..
وقاد الداهية محمود وادي فريقه للفوز بتسجيله أهداف فريقه الثلاثة، في الوقت الذي تأخر فيه فريقه مرتين متتاليتين، وانتزع الفوز انتزاع متفوقاً على نجوم البحرية الذين لم يكونوا في يومهم بالرغم من امتلاكهم فرصة تعديل النتيجة في الدقيقة الأخيرة لو استغل لاعب البحرية إسماعيل أبو شرف الفرصة السهلة التي لاحت له داخل الصندوق قبل أن تطول منه إلى يد الحارس..
الشجاعية لا يهدأ..
عوّض فريق الشجاعية خسارته الأسبوع قبل الماضي أمام شباب رفح، وحقق فوزاً جديداً على خدمات خان يونس بثلاثة أهداف لهدف، ليتقدم إلى المركز الخامس بتسع نقاط، في حين تراجع خدمات خان يونس إلى المركز العاشر بخمس نقاط..
وقدم الشجاعية أداءً مميزاً استحق من خلاله في اللقاء وسيطرته المطلقة على مجرياته، وكانت بصمة لاعبي التعزيز بسام قشطة، أدهم المقادمة، ويوسف داوود الذين سجلوا أهداف الفريق الثلاثة، بالإضافة لنجم الفريق علاء عطية واضحة تماماً من خلال الأداء الذي قدموه مع الفريق..
العميد يتنفس الصعداء..
وأخيراً فريق غزة الرياضي فوزه الأول في الدوري على حساب التفاح بهدفين نظيفين في أقل مباريات الجولة أداءً، ولكن النتيجة كانت ضرورية للعميد للخروج من أزمة النتائج التي وضعت الفريق في موقف لا يُحسد عليه، ليترك العميد قاع الترتيب لأول مرة هذا الموسم ويتقدم إلى المركز قبل الأخير بأربع نقاط، في حين تراجع التفاح إلى المركز السادس بسبع نقاط..
ولم يقدم الفريقان شيئاً يُذكر باستثناء الهدفين وبعض الفرص من الفريقين، الأمر الذي يدلل أن المستوى الفني في تراجع بالرغم من خوض فترة إعداد كافية لفرق الدوري قبل ثلاثة أشهر..
النجوم تستعيد بريقها..
استعاد عدد كبير من لاعبي الدوري بريقهم المعروف من خلال النتائج التي حققتها فِرقهم، وكانوا سبباً فيها، فتألق الداهية والقاطرة البشرية "محمود وادي" لاعب اتحاد خان يونس الذي ساهم في فوز فريقه على الشاطئ، وسجل ثلاثية فريقه، فيما خطف لاعب شباب خان يونس الشاب "أمجد أبو شقير" الأضواء بشدة بتسجيله هدفين من أصل ثلاثة ساهمت في فوز فريقه على الهلال، وسجل العائد بعد غياب "رامي البيوك" نجم خدمات رفح أجمل عودة له بتوقيعه على هدفي التعادل لفريقه بعد أن كان متأخراً بهدفين نظيفين..
ورغم خسارة البحرية لقائه أمام اتحاد خان يونس إلا أن نجمه "علاء إسماعيل" أبدع في اللقاء وسجل الهدف الأول لفريقه، وكان مصدر إزعاج دائم لأصحاب الأرض..
مرجان نجم الجولة..
ما قدّمه الحكم "عماد مرجان" في مباراة الصداقة وخدمات رفح المثيرة من أداء يرتقي للنموذجي استوقفني كثيراً، لأنها المرّة الأولى التي يمتلك فيها حكم هذه الجرأة الكبيرة في اتخاذ القرارات الحاسمة رغم صعوبتها، فقد احتسب ثلاث ركلات جزاء، وأشهر البطاقة الحمراء ثلاثاً أيضاً، والصفراء ثمانية، وجميعها في تقديري صحيحة إن لم أكن مخطئاً..
ويُحسب لــ "مرجان" أنه لم يتأثر بالضغط الجماهيري والعصبي للمباراة، بالإضافة لصخب الجماهير في الشتم المتكرر لشخصه، وكان صلداً في قراراته، جلداً في اتخاذها، مبتسماً في تنفيذها، لتتفوق نجوميته على الجميع بمن فيهم اللاعبين، ويستحق أن يكون نجم الجولة الخامسة بلا منازع.
