البرغوثي مرشح رئيسي لخلافته و3 اخرين

مخاوف فلسطينية بشأن مستقبل منصب الرئاسة بعد رحيل عباس

الإثنين 31 أكتوبر 2016 06:52 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مخاوف فلسطينية بشأن مستقبل منصب الرئاسة بعد رحيل عباس



رام الله - بي بي سي-

 على الرغم من كبر سنه ومعاناته من مشاكل صحية فضلا عن تراجع شعبيته، يتجاهل الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوات تهدف إلى تسمية خليفة له لتولي مهام منصبه.

ورفض أحد مستشاريه المزاعم ووصفها بأنها "محض شائعات لا أساس لها" مؤكدا على أن الرئيس البالغ من العمر 81 عاما، زعيم حركة فتح والسلطة الفلسطينية، قد لا يقدم على فعل ذلك حاليا.

وكانت بعض المخاوف الصحية هذا الشهر قد ذكرّت بأن السياسة الفلسطينية تواجه وضعا حرجا للغاية.

وتسبب انقسام عميق بين حركة فتح ومنافستها حركة حماس في إحداث حالة من الشلل.

وكانت حماس قد فازت في انتخابات برلمانية عام 2006، بعد عام من تولي عباس الرئاسة.

وفي عام 2007 عززت سلطتها في قطاع غزة عندما طردت قوات فتح بعد أيام من اشتباكات جرت بين الجانبين، تاركة السلطة الفلسطينية تدير مناطق في الضفة الغربية الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ ذلك الوقت لم تجر أي انتخابات رئاسية أو تشريعية، ومؤخرا تأجلت الخطط الرامية إلى إجراء انتخابات محلية في شتى أرجاء الأراضي الفلسطينية.

شقاق بين الحركتين

تتزايد نبرة الحديث بين الفلسطينيين العاديين فضلا عن المسؤولين الإسرائيليين والدبلوماسيين الأجانب بشأن من قد يخلف عباس في تولي منصبه.

وثمة توقعات بأن ترشح حماس إسماعيل هنية، الذي يستعد لتولي رئاسة حركة حماس.

ويؤكد حازم قاسم، متحدث باسم حماس، أن أي سباق رئاسي في المستقبل "لابد أن يكون شأنا من شؤون جميع الفلسطينيين، وليس قضية داخلية لفتح".

بيد أنه بدون مصالحة سياسية، قد تخضع جماعته للتهميش.

وبموجب القانون الأساسي الفلسطيني، في حالة وفاة الرئيس أو عجزه، يتولى رئيس البرلمان المنصب مؤقتا لحين إجراء انتخابات.

ونظرا لأن رئيس البرلمان حاليا هو عزيز دويك، الذي ينتمي لحركة حماس، يعترض بعض المسؤولين في حركة فتح على هذه المادة ويقولون إنها لا تطبق. ويشيرون إلى أن البرلمان لم يجتمع منذ نحو عقد.

ومن المتوقع أن تصدر اللجنة المركزية لحركة فتح، أعلى جهة في اتخاذ القرارات في الحركة، قرارات رئيسية بشأن منذ سيصبح الرئيس.

وبالنسبة للفلسطينيين، يعتبر مروان البرغوثي أبرز الأعضاء العشرين في اللجنة، وهم من قاد "تنظيم" فتح خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى الرغم من كونه في السجون الإسرائيلية، يقضي عقوبة السجن لخمسة أحكام مدى الحياة بتهمة التورط في قتل إسرائيليين، مازال البرغوثي يعتبر شخصية مؤثرة ويقود جهودا تهدف إلى إنهاء حالة الانقسام مع حماس.

وقال خليل شقاقي، مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، التي تجري استطلاعات رأي بصفة دورية : "يحظى البرغوثي بدعم واسع النطاق في غزة والضفة الغربية".

وأضاف :"يمكنه (البرغوثي) الفوز على عباس (في انتخابات) ويمكنه الفوز على هنية، وبالنظر إلى جميع القادة من الحركتين، من فتح، لا يقترب منه أحد".

أسماء رئيسية

إذا لم يستطع عباس الصمود في انتخابات مستقبلية، فإن البرغوثي أشار إلى أنه سيخوض انتخابات الرئاسة من محبسه.

بيد أنه في ظل عدم توافر أي بادرة من إسرائيل تشير إلى أنها ستطلق سراحه، فإن مشاركته في سباق الرئاسة قد تكون من باب التأثير أكثر من كونها من باب الترشيح.

وتوجد ثلاثة أسماء أخرى محتملة تحظى بدعم قوي من قوات الأمن:

    محمد دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي للسلطة الفلسطينية في غزة حتى عام 2007. طردته حركة فتح بعد خلاف مع الرئيس، وهو يعيش حاليا في منفاه الفاخر في أبو ظبي. وتربطه علاقات قريبة بزعماء المنطقة.

    جبريل رجوب، سياسي عسكري سابق رأس الأمن الوقائي في الضفة الغربية. معروف بحدته ومازال يحتفظ بشخصيته العامة من خلال دوره في الأجهزة الرياضية كما أنه نائب الأمين العام للجنة المركزية في حركة فتح.

    ماجد فرج، رئيس الاستخبارات الحالي، انضم للجنة مؤخرا. وهو مفاوض في الجولة الأخيرة لمحادثات السلام الفاشلة مع إسرائيل.

تقسيم المناصب

في الوقت الذي يعتبر فيه هؤلاء الرجال وآخرون بدون شك أنهم رؤساء المستقبل، لا يوجد متقدم واضح، ويحذر المحللون من تخمين ثان داخل حركة فتح.

وقال ناثان ثرال، من مجموعة الأزمات الدولية :"الأسماء التي سمعتم بها هم رجال أمن سابقون لأن هذا هو ما ترتاح إليه إسرائيل أكثر، وهذا هو ما تتفاعل معه الدول المانحة في الغرب".

وأضاف :"يرتبط هذا أحيانا مع واقع هيكل السلطة في فتح وأحيانا لا".

ومن بين السيناريوهات المحتملة بعد عباس هو تقسيم المناصب: الرئيس، ورئيس حركة فتح، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية.

وإذا تولى أفراد مختلفون هذه المناصب سيسمح ذلك بقيادة سياسية جماعية.

وقد يضم ذلك أسماء مثل صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين والأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، وناصر القدوة، وزير الخارجية السابق وممثل لدى الأمم المتحدة، وهو أيضا قريب للزعيم الراحل ياسر عرفات.

ويتوقع البعض حدوث صراع على السلطة بمجرد رحيل عباس الذي يسعى حاليا إلى ترسيخ انطباع بأنه يحكم قبضته على السلطة وأن مناورات تولي المنصب لاتزال معظمها خارج كواليس المشهد.