خبر : الفصائل الصغيرة في غزة تحاول جر اسرائيل الى مواجهة

الخميس 06 أكتوبر 2016 08:45 ص / بتوقيت القدس +2GMT




يكتب عاموس هرئيل في "هآرتس" ان البيان المتعلق بتحمل المسؤولية عن اطلاق القذيفة على سديروت يوم امس، نشره تنظيم سلفي يعمل في القطاع تحت اسم "احفاد الصحابة، اكناف بيت المقدس". ويذكر البيان السبب الرئيسي لإطلاق النار – احتجاجا على اعتقال خمسة نشطاء سلفيين من قبل سلطة حماس في القطاع، خلال الأسبوع الأخير، الى جانب الحاجة الى مواصلة الصراع ضد اسرائيل.
هذا التنظيم هو فصيل صغير يشبه اسمه تنظيما يعمل في سيناء، وهو يحقق هدفين بقذيفة واحدة: من جهة يعرض نفسه على انه من يقود الحرب ضد اسرائيل، ومن جهة اخرى يسبب الحرج لحماس. اما حماس فهي لا تمتنع فقط عن محاربة اسرائيل حاليا – خلافا لأيديولوجيتها المعلنة – بل يتم عرضها كمتعاونة مع اسرائيل حين تتخذ الخطوات لكبح إطلاق النار.
وكما حدث بعد اطلاق النار على سديروت قبل اكثر من شهر، كان الرد الاسرائيلي أشد مما كان متبعا في الفترات السابقة. الخطاب الرسمي الاسرائيلي يتهم سلطة حماس والهجمات الجوية تستهدف مواقعها العسكرية، رغم ان الجيش لم يفصح في بيانه عن الأهداف التي قصفها.
في المرة السابقة، وقفت مصلحتان وراء قرار القصف الشديد نسبيا: حاجة وزير الامن الجديد افيغدور ليبرمان الى اظهار الاصرار امام حماس، في ضوء تهديداته السابقة لقادة التنظيم، واستغلال الفرصة العسكرية التي تدحرجت الى ايدي الجيش. ولذلك تم قصف الكثير من الأهداف بشكل متزامن.
في حينه هددت حماس برد حاسم، لكنها لم تنفذ تهديدها. وفي هذه الأثناء – ويمكن للأمور ان تتغير – يبدو ان الأمر سيكون كذلك هذه المرة. طالما لم يتم قتل مدنيين فلسطينيين في عمليات القصف الاسرائيلي، يمكن لحماس السماح لنفسها بتجاوز القصف من خلال رؤية مصلحتها الأوسع – الحفاظ على الهدوء على حدود القطاع.
ولكن استعداد التنظيمات السلفية للعودة لإطلاق النيران، رغم تصعيد الرد الاسرائيلي، يطرح علامات استفهام كبيرة على مدى فاعلية السياسة الاسرائيلية في القطاع. ربما تم ردع حماس، لكن السلفيين تم ردعهم بشكل اقل. والى جانب ذلك يطرح سؤال اخر: اسرائيل تصر على ان حماس، كسلطة سيادية في القطاع، مسؤولة عن الحفاظ على الهدوء على امتداد الحدود ولذلك تقوم بقصف مواقعها، ولكن ماذا بالنسبة للتنظيمات السلفية. هل هي معفية من المسؤولية؟
هذه هي المرة الثانية التي ينجح فيها تنظيم سلفي بإطلاق قذيفة الى قلب المنطقة المأهولة في سديروت. وعلى سبيل المقارنة فقد احتاجت الجهاد الإسلامي الى سنوات كثيرة حتى تمكنت من تحسين مستوى دقة صواريخها. ورغم ان الجيش ينصب بطاريات القبة الحديدية بالقرب من سديروت، الا انه يجري تفعيلها احيانا فقط، حين يتم اطلاق النيران من القطاع – وهذا دليل على المصاعب التي تواجه المنظومة في مواجهة النيران قصيرة المدى.
في خاتمة الأمر، الفصائل الصغيرة، شبه الهامشية، تنجح بإملاء شروط اللعب الان في قطاع غزة على القوتين الرئيسيتين، اسرائيل وحماس. فاذا رغبت يمكنها تفعيل الزناد الذي يمكنه – بواسطة سلسلة من الردود الشديدة – قيادة الجانبين الى مواجهة عسكرية اخرى.
غزة تعتبر الان ساحة ثانوية داخل الحلبة الفلسطينية، التي اصبحت بنفسها ثانوية على خلفية الأبعاد الكبيرة للحرب في سورية، والنيران في دول اخرى في الشرق الاوسط. لكن هذا الواقع يمكن ان يتغير بسرعة وبشكل حاد، ايضا نتيجة لإطلاق قذيفة واحدة، اذا اوقعت اصابات.
على هامش الأمور، احبط سلاح البحرية، امس، بدون مشاكل، رحلة التضامن التي سعت للوصول الى غزة في البحر المتوسط. فقد سيطر جنود البحرية على السفينة التي حملت 13 ناشطة يسارية من اوروبا من دون اية مصاعب خاصة. مثل هذه الأحداث تحظى بانتباه دولي قليل على خلفية الاحداث الأخيرة في الشرق الاوسط. ولكن لكي لا تتورط اسرائيل يحتاج الأمر الى معالجة ما يبدو ايضا مسألة صغيرة.