خبر : فنان من غزة يحول قش القمح إلى أعمال فنية

الجمعة 19 أغسطس 2016 02:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
فنان من غزة يحول قش القمح إلى أعمال فنية



غزة - يمضي الفنان الفلسطيني حسام عابد ساعات طوال جالسا إلى مكتبه، يقطع ويلون أو يحرق ثم يلصق عيدان قش القمح بالغراء، ليبدع لوحات متقنة بأسلوب فني فريد من نوعه، يقول، إنه في سبيله للاختفاء.

وجاءت فكرة استخدام عيدان القمح في أعمال فنية لحسام من أمه التي كانت تبدع لوحات من هذا النوع في شبابها.

وقال الفنان الفلسطيني "الفكرة جاءتني من امي التي كانت وهي صغيرة تشتغل بالألوان كما هي موجودة في اللوحة، وقد اعجبتني فكرة قش القمح وإبداع أو مهارة ليست موجودة، حيث يعود العمل بقش القمح الى الخمسينيات، أما في عصرنا الان فهذه المهنة أو الهواية لم تعد موجودة".

ويقول عابد إنه آخر فنان في غزة ما زال يمارس هذا الشكل التقليدي من الفن الذي يختفي تدريجيا.

فكل قطعة من هذا الفن لابد أن تمر بعملية دقيقة وطويلة تبدأ بفصل عيدان قش القمح طوليا ثم تنظيفها وتقطيعها.

بعد ذلك تُضاف أصباغ للعيدان بطريقتين أولاهما غمسها في ألوان، وثانيتهما حرقها للحصول على اللون الأسود. وأخيرا تصبح العيدان جاهزة للصقها بالغراء من أجل تكوين الشكل الفني المطلوب.

وأوضح حسام عابد ذلك وهو يمسك بيده لوحة لامرأة شابة وقال "احضر قش القمح في شهر مايو/ أيار، شهر حصاد القمح وأصبغه بالألوان، وان اردت العمل باللون الأسود أحرقه (القش)، وبدأت أركب اللوحات.. هذه اللوحة لانها منظر ممكن تحتاج مني أربعة أو خمسة أيام حتى تصبح بنفس الملامح التي هي موجودة عليها."

واعتاد عابد إبداع لوحات عيدان القمح وتقديمها كهدايا لأصدقائه ولأقربائه، لكنه يأمل الآن في أن يتمكن من فتح صالة عرض لأعماله، بهدف المساعدة في إحياء هذا الفن القديم، الذي يقول، إنه وسيلة لتفريغ الطاقة السلبية التي تنجم عن قسوة الحياة في أوضاع مثل تلك التي يعيشها قطاع غزة.

وأضاف "في ظل الضغط الذي اصبح في بلدنا، في ظل الاحتلال والحصار الموجود هنا فان هذا يجعلني اسعى لتفريغ طاقتي حيث أحس باني عندما امكث ثلاث او أربع ساعات أمام اللوحة بأنني أنجزت او عملت شيئا لذلك فاشعر عندها بانني اصبحت بحال افضل"

وأبدع عابد 120 لوحة فنية من عيدان قش القمح منذ عام 2007. ويستغرق عمل كل لوحة منه نحو أسبوع كي تكتمل، وتُباع اللوحة بنحو 400 شيقل إسرائيلي (نحو 105 دولارات).