خبر : معاريف \ نتنياهو في أعقاب بينيت \ بقلم: ران أدلست

الأربعاء 27 يوليو 2016 12:53 م / بتوقيت القدس +2GMT



 


 

العرب يضحكون، رد النائب أحمد الطيبي بعد خطاب "العرب يتدفقون" الذي نشره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في شريط الدعاية في بداية الاسبوع.

"قبل أن أنتخب قلت ان المقترعين العرب يأتون الى الصناديق بجموعهم"، اعترف نتنياهو. "رغم اني قصدت حزبا سياسيا محددا، فقد شعر الكثير من الناس بالاهانة". والفعل، من شعر بالاهانة هم الغالبية الساحقة من عرب اسرائيل ممن صوتوا لذاك الحزب المحدد، ولكن على أي حال لم يكونوا هم العنوان لخطاب فك الارتباط لنتنياهو.

نتنياهو لم ينهض في الصباح ويقرر هكذا عبثا التوبة. كلنا نتذكر كيف حاول عرقلة الجهود لتعديل المخصصات للوسط العربي. وبالفعل، يعود أيمن عودة ويذكر بمحاولاته للعرقلة في كل فرصة. ما يزعج نتنياهو هو امكانية استيلاء نفتالي بينيت، الذي يواجهه رأس برأس، على قيادة اليمين وعلى جمهور الهدف الذي هو الوسط – اليمين.

لقد صرح بينيت مؤخرا بان الميزانية لتطوير تمثيل الوسط العربي في الاكاديمية ستضاعف بثلاث مرات من 300 الى 900 مليون وان "دمج عرب اسرائيل في المجتمع الاسرائيلي هو هدف مركزي". فرد نتنياهو بـ "انا اعتذر على الشكل الذي فهمت فيه اقوالي. غير اني اسعى اليوم لان اتخذ خطوة واحدة الى الامام. فأنا اطلب منكم، ايها المواطنون الاسرائيليون، ان تشاركوا في المجتمع الاسرائيلي بجموعكم. اعملوا بجموعكم، تعلموا بجموعكم، ازدهروا بجموعكم.

"اكثر من 20 في المئة من مواطنينا هم عرب. لقد وصلتم الى انجازات مذهلة – قضاة في المحكمة العليا، نواب في الكنيست، كُتّاب مشهورون، اطباء، صيادلة، مستثمرون، اصحاب شركات في صناعات التكولوجيا العليا، علماء. أنا فخور بالدور الذي تؤدونه في نجاح اسرائيل. اريد ان تؤدوا دورا حتى اكبر من ذلك. تعالوا نعمل معا، عربا ويهودا على حد سواء. كي نتقدم الى الامام، في سعي نبيل نحو المساواة والاحترام للجميع".

نوصي الا نأخذ هذا بجدية زائدة. فحتى حملة التمركز لبينيت تستهدف جمهور المركز اليهودي، الذي يبدأ بالاستيعاب بان تطرف الحكومة يحشر اسرائيل في زاوية الدول المنبوذة. وهو يريد زعيما "مركزيا" أكثر، على الاقل في التصريحات، وكأن الكلمات ستغطي على كل شيء.

لقد كان لشريط نتنياهو جمهور مستهدف آخر: دول العالم، ولا سيما العالم العربي. فهو يبذل جهودا لخلق صورة انتصار سياسي مع الدول العربية المعتدلة، والتي هي بشكل عام الانظمة الاكثر فسادا، وعليه فان الشريط يبث أيضا بالانجليزية (ولم يتكبد في البداية عناء كتابة الكلام بالعربية). حتى هذا لن يجديه نفعا.

لقد بدأت امس قمة الجامعة العربية. وفي مستهل القمة قال أمير الكويت، صباح آل جابر الصباح، بانه سيعمل على عقد مؤتمر دولي حول المس الاسرائيلي بالاطفال الفلسطينيين. "ينبغي ان نرفع الى علم العالم معاناة الطفل الفلسطيني"، قال واضاف، "عناد اسرائيل يمنع قيام السلام في المنطقة".

كما أن رئيس حكومة البحرين، خليفة بن سلمان آل خليفة، قال ان "المسألة الفلسطينية هي على رأس سلم اولويات الجامعة العربية". هكذا هو الحال في العالم الحقيقي: في نهاية كل حيلة يمينية ستجدون فلسطينيا، ولكن هذا ليس مضحكا حقا.