خبر : العراق: القوات العسكرية تستعد لاقتحام الفلوجة خلال ساعات

السبت 28 مايو 2016 06:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
العراق: القوات العسكرية تستعد لاقتحام الفلوجة خلال ساعات




بغداد - وصلت 'قوّات مكافحة الإرهاب العراقيّة' إلى مشارف مدينة الفلّوجة، السّبت، للمرّة الأولى منذ انطلاق عمليّة استعادة المدينة، التي يسيطر عليها الإرهابيّون منذ أكثر من عامين.

وقال قائد عمليّات تحرير الفلّوجة، الفريق عبد الوهّاب السّاعدي، إنّ 'قطعات عسكريّة كبيرة من جهاز مكافحة الإرهاب وأفواج طوارئ شرطة الأنبار ومقاتلي العشائر بالحشد وصلوا إلى معسكر طارق ومعسكر المزرعة' جنوب شرق مدينة الفلّوجة.

وأضاف السّاعديّ أنّ 'تلك القوّات سوف تقوم باقتحام المدينة خلال السّاعات القليلة القادمة لتحريرها من داعش'.

وتفرض قوّات عراقيّة حاليًّا بمساندة 'الحشد الشّعبيّ'، ومقاتلين من 'عشائر الأنبار' طوقًا حول الفلّوجة.

بدوره، أكّد المتحدّث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، صباح النّعمان، وصول القطاعات إلى مشارف الفلّوجة لكنّه لم يؤكّد وقت الهجوم.

وأوضح 'تحرّكت قوّات الجهاز إلى الفلّوجة، وستشترك في عمليّة تطهير قضاء من الدّاخل'.

وأضاف 'العمليّة الآن أصبحت حرب شوارع، خصوصًا بعد أن تمّ تطويق المدينة، وسنباشر باقتحام المدينة وقوّاتنا متخصّصة بحرب الشّوارع'.

وحصلت 'قوّات مكافحة الإرهاب' الخاصّة على تدريبات خاصّة وخضعت لاختبارات في المعارك السّابقة.

وتعمل قوات الجيش والشّرطة والحشد الشّعبي على تطويق المدينة وقطع الإمدادات عنها.

وتنفذ القوات العراقية هجمات متلاحقة بدعم من التّحالف الدّوليّ لطرد الإرهابيّين، من شمال وغرب البلاد.

حصار عشرات الآلاف

تتسبّب العمليّات العسكريّة الأخيرة في حصار عشرات الآلاف من المدنيّين في سورية والعراق، مع خوض تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) اشتباكات ضدّ الفصائل المعارضة شمال حلب، قرب الحدود التّركيّة، وصدّه هجومًا مزدوجًا تتعرّض له مواقعه شمال مدينة الرّقّة وجنوب مدينة الفلّوجة في العراق.

وأبدت المفوّضيّة العليا لشؤون اللاجئين في جنيف في بيان السّبت 'قلقها البالغ إزاء محنة نحو 165 ألف نازح' موجودين قرب مدينة أعزاز، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حلب، مع اقتراب خطوط المواجهات من أماكن تواجدهم، إثر شنّ داعش هجومًا مفاجئًا في ريف حلب الشّماليّ.

وأفادت المفوّضية بأنّ 'المدنيّين الفارّين عالقون في مرمى النّيران المتبادلة ويواجهون صعوبات للحصول على الخدمات الطّبيّة وتأمين الغذاء والمياه والسّلامة'.

ويتواجد منذ أشهر عدّة عشرات الالاف من النّازحين، في منطقة أعزاز الحدوديّة. وتبقي تركيا حدودها مقفلة أماهم رغم مناشدة المنظّمات الحقوقيّة والدّوليّة، ما أدّى إلى تجمّع هؤلاء في مخيّمات عشوائية وسط ظروف معيشيّة صعبة.

وأوضحت مفوضيّة اللاجئين أنّها 'نبّهت السّلطات التّركيّة على الفور حول التّطوّرات في شمال سورية' داعية إلى 'حماية الحقوق الأساسيّة والسّلامة الجسديّة' لهؤلاء النّازحين.

وتدور السّبت اشتباكات عنيفة وفق 'المرصد السّوريّ لحقوق الإنسان'، بين الفصائل والمتشدّدين على الأطراف الشّماليّة والشّرقيّة في مدينة مارع، ثاني أبرز معقل لمقاتلي المعارضة في محافظة حلب، بعدما تمكّن الجهاديّون أمس من السّيطرة على خمس قرى وقطع طريق الإمداد الوحيد الذي كان يربط مارع بأعزاز.

وأوضح النّاشط المعارض ومدير وكالة 'شهبا برس' المحليّة للأنباء، مأمون الخطيب، الموجود في أعزاز أنّ النّازحين قرب الحدود يعيشون 'معاناة كبيرة' متحدّثًا عن 'ناس موجودين في الشّوارع وآخرين بين الأشجار، ووضع سيّء للغاية للمخيّمات' التي تمّ إخلاء اثنين منها أمس جرّاء قرب الاشتباكات.

حركة مقيّدة

وأشار الخطيب إلى أنّ إمكانيّة تحرّك النّازحين 'صعبة جدًا مع إقفال أنقرة لحدودها ووصول المعارك إلى نقاط قريبة'، مضيفًا 'لا تغيير في وضع النّازحين هناك ما لم يحدث تغيير في الوضع العسكريّ'.

ودعا الائتلاف السّوريّ المعارض في بيان السّبت 'منظّمة الأمم المتّحدة ومجلس الأمن وحكومات الدّول الصّديقة للشعب السّوريّ، بتأمين حماية عاجلة وفوريّة للمدنيّين في جميع المناطق التي تتعرّض لهجوم من قبل تنظيم داعش الإرهابيّ ونظام الأسد المجرم'.

وأبلغ مسؤول العمليّات الإنسانيّة في الأمم المتّحدة، ستيفن أوبراين، مجلس الأمن الدّوليّ الجمعة أنّ عدد السّوريّين المحاصرين بلغ 592700 شخص، مشيرًا إلى أنّ الأمم المتّحدة تعتزم إلقاء المساعدات الإنسانيّة جوًّا بدءًا من الأوّل من حزيران/يونيو بعدما تمّ رفض طلبات عدّة للدخول إلى مناطق محاصرة.

وفي محافظة الرّقة، أبرز معاقل التّنظيم في سورية، تواصل طائرات التّحالف الدّوليّ بقيادة أميركيّة قصف مواقع المتشدّدين شمال مدينة الرّقّة، دعمًا لهجوم بدأته قوات سوريّة الدّيمقراطيّة الثّلاثاء، وفق المرصد.

وبدأت قوّات سورية الدّيموقراطيّة التي تضمّ بشكل أساسيّ 'وحدات حماية الشّعب' الكرديّة وفصائل عربيّة هجومًا شمال الرقة الثلاثاء، غداة إعلان السّلطات العراقيّة إطلاق عمليّة تحرير مدينة الفلّوجة في محافظة الأنبار العراقيّة بدعم من طائرات التّحالف.

وأحصى المرصد مقتل 45 جهاديًّا على الأقلّ منذ بدء الهجوم جرّاء الغارات والمعارك، في وقت أوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنّ 'خطوط المواجهات راهنًا تقع في مناطق زراعيّة تكاد تخلو من المدنيّين'.

ويمنع تنظيم داعش السّكّان من مغادرة البلدات التي يسيطر عليها شمال الرّقّة وفي مدينة الفلّوجة، أحد أبرز معاقل الإرهابيّين في العراق.

وقال مدير المجلس النّرويجيّ للاجئين في العراق، نصر مفلحي، السّبت، أنّ الوضع في الفلّوجة 'يزداد خطورة كلّ يوم' بالنّسبة إلى المدنيّين الذين يضطرّ بعضهم إلى الفرار من حيّ إلى آخر رغم عدم 'وجود أيّ منفذ أمن'.

وأعلن قائد الشّرطة الاتّحاديّة، الفريق رائد شاكر جودت، أمس، إخلاء قوّاته 460 شخصًا غالبيّتهم من النّساء والأطفال من أهالي الفلّوجة.

ويسيطر ما بين 500 وألف عنصر لداعش على الفلّوجة، حيث لا يزال يعيش 50 ألف مدنيّ. ويمنع الإرهابيّون المدنيّين من الخروج لكنّ مئات منهم نجحوا في مغادرة المدينة الجمعة بمساعدة القوّات العراقيّة.

وتواصل القوّات العراقيّة هجومها على الفلّوجة بدعم من التّحالف الدّوليّ، الذي أعلن المتّحدث باسمه، الكولونيل الأميركيّ، ستيف وارن، ليل الجمعة، مقتل أكثر من 70 إرهابيًّا، بينهم قائد التّنظيم في الفلّوجة بغارات جويّة.

وألقت طائرات أميركيّة، بحسب وارن، مناشير تحضّ سكّان الفلّوجة على الفرار. ولفت المتحدّث إلى أنّ 'هذه المناشير توصي من لا يستطيعون المغادرة بوضع شراشف بيضاء على سطوح (منازلهم) للإشارة إلى أماكن وجودهم. إنّ الجيش العراقي يبذل جهدًا كبيرًا لتأمين وسائل إخلاء'.