خبر : ما الذي يجري ؟.....غزة في خطر..!! ...راسم عبيدات

الإثنين 16 مارس 2015 12:25 م / بتوقيت القدس +2GMT



اضح بأن هناك تطورات متسارعة تحدث ومشاريع سياسية مشبوهة يجري طبخها بمشاركة عربية وإقليمية ودولية، من اجل فصل القطاع عن الضفة الغربية، وتحقيق الحلم الصهيوني، بإقامة الدولة الفلسطينية في قطاع غزة، وبما يمكن حكومة الإحتلال من بسط سيطرتها وسيادتها الكاملة على الضفة الغربية، وبما يدمر المشروع الوطني الفلسطيني ويصفي قضيتنا وحقوقنا المشروعة.

فهناك مشروع سويسري نقل الى حركة حماس، وبموافقة اوروبية غربية ويبدو كذلك امريكية واسرائيلية، تقوم عناصره على إعلان هدنة بين حماس واسرائيل لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد مقابل وقف كل الأعمال العسكرية وبما يشمل كذلك حفر الأنفاق وتهريب السلاح وغيرها، وان يسمح بإقامة ميناء بحري وإعادة بناء المطار، كمنافذ دولية لقطاع غزة على الخارج والعالم، وان يتم رفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر والشروع في إعادة الإعمار، واذا ما تمت الموافقة عليه من قبل حركة حماس بدون ان يكون هناك توافق فلسطيني حوله سيمهد الطريق لتحقيق الحلم الصهيوني في جعل غزة هي الدولة الفلسطينية مما يجعلنا نتوجس ونتشكك فيما يجري ويخطط للقضية والمشروع الوطني الفلسطيني من قبل اطراف عربية وإقليمية لها اجندات تعمل على تنفيذها بعيدة كل البعد عن مصلحة الشعب الفلسطيني، وإن بدا وظهر وغلف عملها ومساعداتها بجوانب انسانية.

ان ما يجري هو مشروع سياسي بامتياز فصل جغرافي بين الضفة والقطاع،وجعل غزة هي دولة الشعب الفلسطيني، فالمشروع يتحدث عن حل لمشكلة الكهرباء من خلال مد خط غاز اسرائيلي الى قطاع غزة، وبما يعمق التبعية الاقتصادية مع دولة الإحتلال، وذلك في وقت جرى فيه أيضاً إلغاء صفقة الغاز التي وقعت مع دولة الإحتلال ولمدة عشرين عاماً.

ان هذه المشاريع تعمق التبعية لدولة الإحتلال، والمطلوب بعد أن أصبحت فلسطين دولة تحت الإحتلال النضال من أجل فك هذه التبعية لصالح المحيط العربي، وفي الوقت الذي كانت فيه كل القوى الفلسطينية مجتمعة رافضة لإدخال مواد الإعمار من خلال دولة الإحتلال المتحكمة في كمياتها ونوعياتها واليات توزيعها، والمستفيدة من دخولها بتشغيل مصانعها وايديها العاملة، نجد البعض يسعى لإدخال تلك المواد عن طرق دولة الإحتلال وعبر المعابر التي تفصل غزة عن الداخل.

ما حققه شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ومقاومته من صمود اسطوري ونصر غير مكتمل،يجري تبديد منجزاته عبر مناكفات داخلية وقصر نظر من قبل طرفي الإنقسام(فتح وحماس)، ومؤامرات ومشاريع مشبوهة تقودها اطرف مختلفة، وانا اجزم بأن بعض الأطراف الإقليمية تخطط لهذا المشروع عبر التصعيد والقيام بعمليات قتل وتخريب ضد الجيش المصري في سيناء، كلما جرى فتح معبر رفح، فهدف هذه الأطراف إغلاق نافذة التواصل بين قطاع غزة والعالم العربي عبر مصر،لأهداف واجندات لا تخدم لا شعبنا ولا اهلنا في قطاع غزة ولا مشروعنا الوطني، يريدون فصل القطاع عن الضفة، ويريدون مطاره وميناءه تحت سيطرتهم ومراقبتهم المباشرة..

مفاوضات تقودها اطراف مختلفة تستغل حاجات اهل القطاع الإنسانية للترتيب لمشاريع سياسية مشبوهة،ورغم حديث موسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس بأنه لا دولة فلسطينية بدون القطاع ولا دولة فلسطينية في القطاع ،ولكن هذا لا يكفي لا من حماس ولا من السلطة .

ربط القطاع بالغاز الإسرائيلي تحت يافطة وذريعة حل مشكلة الكهرباء، هي مشروع سياسي خطر،على كل القوى الفلسطينية التنبه لخطورة هذا المشروع.

بعد اجتماع المجلس المركزي في رام الله وقراراته وفي المقدمة منها وقف التنسيق الأمني وإستعادة الوحدة الوطنية،بات من الملح والضروري تطبيق قراراته وترجمتها على الأرض، وبناء استراتيجية فلسطينية جديدة وموحدة،ورسم خارطة طريق فلسطينية تستعيد بشكل جاد وحقيقي وحدة مؤسسات الوطن وجغرافيته، وتنهي مسلسل الإنقسام المدمر، فكما هو المشروع الوطني في خطر، فغزة في خطر جدي وحقيقي، خطر استغلال حاجة وظروف الناس، والحصار الظالم لفرض مشاريع سياسية مشبوهة تكون وبالاً ودماراً على قضيتنا وثورتنا وثوابتنا الوطنية، ومشروعنا الوطني كذلك.