صنعاء - واصل المسلحون الحوثيون أمس استيلاءهم على المدن الرئيسية في اليمن، حيث سيطروا على مدينة إب (190 كيلو متر جنوب صنعاء) ووصلوا الى أبواب مدينة تعز (265 كيلو متر جنوب صنعاء)، فيما يحكموا سيطرتهم تدريجيا على مدينة حجة (120 كيلو متر غرب صنعاء)، والتي تعتبر إحدى المناطق الموالية لهم.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر محلية ان المسلحين الحوثيين سيطروا أمس على مدينة إب بعد نشر مسلحيهم في أرجاء المدينة ونصب نقاط تفتيش أمنية في شوارع مدينة إب وتوسعهم فيها حتى وصلوا الى مشارف مدينة تعز المجاورة لها. وذكرت أن سيطرة المسلحين الحوثيين على مدينة إب جاءت بعد توجيهات عليا بتسليم المدينة للحوثيين وعدم مقاومتهم كما حصل في بقية المدن التي سقطت في أيدي المسلحين الحوثيين.
ويتوقع أن تسقط بقية المدن الشمالية الأخرى في أيدي المسلحين خلال الأيام المقبلة، وفي مقدمتها مدينتي تعز وحجة وأيضا المحويت، فيما قد تصمد بقية المحافظات القبلية أمام المد الحوثي وترفض الاستسلام للحوثيين، بحكم القوة القبلية التي تمتلكها. الى ذلك استبق الجنوبيون سقوط المحافظات والمدن الجنوبية في أيدي المسلحين الحوثيين بتنظيمهم أكبر مظاهرة مطالبة بـ(فك الارتباط) عن الشمال واعتصموا أمس لليوم الثاني على التوالي في مدينة عدن للإصرار على تحقيق مطالبهم في تقرير المصير.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر سياسية في عدن أن مظاهرة أمس الأول المطالبة بالاستقلال والتي تحولت الى اعتصام دائم شارك فيه الجنوبيون من مختلف ألوان الطيف السياسي، بمن فيهم أتباع حزب الاصلاح الأكثر تمسكا بالوحدة اليمنية وكذا أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يعتبر الوحدة اليمنية إحدى انجازاته بالاضافة الى اللجان الشعبية التابعة لوزير الدفاع محمد ناصر أحمد والذي يتهمه سياسيون بـ(التواطؤ) في تسليم المناطق الشمالية للمسلحين الحوثيين بتوجيهات مباشرة منه.
وذكرت هذه المصدر أن «السيناريو الواضح الذي تتسارع الأحداث لتنفيذه على أرض الواقع استكمال تسليم المناطق والمحافظات الشمالية للحوثيين، لاعطاء مبرر لمطالبة أبناء المحافظات الجنوبية بالانفصال والحصول على الاستقلال عن الشمال، بدليل أن جميع المدن الشمالية وفي مقدمتها العاصمة صنعاء سقطت بعد تلقي قوات الجيش المرابطة فيها أوامر بتسليم مواقعهم للمسلحين الحوثيين دون مواجهات والسماح أيضا للمسلحين الحوثيين بالاستيلاء على المقار الحكومية في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن التي استولوا عليها».
في غضون ذلك أكدت مصادر عديدة تقديم محافظ محافظة ذمار يحيى العمري استقالته أمس لرئيس الجمهورية احتجاجا على تدخل المسلحين الحوثيين في شئون إدارة المحافظة وانتشار نفاط التفتيش التابعة لهم في مختلف شوارع مدينة ذمار منذ سقوطها في أيدي الحوثيين أمس الأول.
