خبر : «السيسي»: الإخوان كانت لديهم فرصة لحكم مصر دون عنف.. وندعم التحالف ضد «داعش»

الإثنين 22 سبتمبر 2014 11:39 ص / بتوقيت القدس +2GMT
«السيسي»: الإخوان كانت لديهم فرصة لحكم مصر دون عنف.. وندعم التحالف ضد «داعش»



- الرئيس لـ«أسوشيتدبرس»: ندعم التحالف الدولي ضد «داعش» ويجب أن يمتد ليشمل كل جماعات الإرهاب

- انتخابــــات البـــرلمان قبـــل نهايـــة العـــام.. والمصـــــريون سيختـــــارون مـــن يمثلهــــم

«نعمل على احترام إرادة الليبيين الممثلة في برلمانهم الحالي.. والحرب ضد الإرهاب تكون بالدعم الاقتصادي وتطوير التعليم والخطاب الديني، الشعب تعاطف مع الإسلام السياسي.. لكن تغير وعيهم الآن وصاروا رافضين للتطرف» أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقابلة مع وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية هي الأولى له مع وسيلة إعلام غربية منذ توليه الحكم في يونيو الماضي، وأثار حوار السيسي جدلا واسعًا في الأوساط السياسية، لا سيما بعد حديثه عن إمكانية دمج أعضاء جماعة الإخوان في الحياة السياسية شريطة نبذ العنف.

«الشروق» تنشر أبرز ما جاء في حوار «السيسي»:

ما هو الدور الذي تفترض أن تقوم به مصر في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية؟

ــ دعني أؤكد أننا ملتزمون بالكامل في مناهضة الإرهاب في المنطقة، وليس فيما يخص داعش فقط، نحن نتحدث عن دعم مصر الكامل لاستراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب في المنطقة والعالم أجمع. لا نريد أن نحد من المواجهة إلى الميادين الأمنية والعسكرية فقط، بل أتصور أن الاستراتيجية الشاملة التي نتحدث عنها، سيكون فيها مواجهة أمنية وعسكرية، لكن ستشمل أيضًا محاربة الفقر، كما أن الدعم الاقتصادي لدول المنطقة مهم أيضًا، كما نتحدث عن تطوير التعليم، وتجديد الخطاب الديني. إذا قمنا بكل هذا سنحقق نتائج حاسمة ضد الإرهاب.

هل ستكون الضربات الجوية التي ستنفذها الولايات المتحدة وغيرها وتستهدف تنظيم الدولة الإسلامية كافية لتدمير هذا التنظيم؟

ــ من المؤكد أنها ستحقق نتائج، كما لا يجب أن ننسى أن هناك قوات عراقية على الأرض، والعراق ليس دولة خفيفة الوزن، فالقوات العراقية قادرة على المشاركة في هذا الشأن. المهم أن يكون هناك مناخ مستقر في العراق لتنجح هذه المواجهة. المسألة ليست قوات برية من الخارج. ما أتحدث عنه هنا أن حجم القوات العراقية إضافة إلى الجهود الأمريكية وغيرها ستكون كافية أو على الأقل هذا ما أراه. من المهم أن يكون هناك حوار ونقاش حول هذه الأمور حيث يمكن أن تأخذ مسارها الطبيعي. فالإرهاب يفرض خطرًا على كافة الدول في المنطقة، دون استثناء. ومواجهته تستلزم تعاون الجميع.

كم من الوقت يمكن أن تستغرق هزيمة الدولة الإسلامية؟ أم أنها ستكون حربًا غير محددة النهاية؟

ــ لا شك أن مواجهة الإرهاب تستغرق وقتًا، لأنها ليست تحركًا ضد جيش نظامي. كما نرى هناك قوات منتشرة وسط المدنيين، لكن دعني أؤكد كما أكدت سابقًا أننا تحدثنا عن هذا الخطر منذ وقت طويل، وحذرنا منه وقلنا إن وجود مقاتلين أجانب في المنطقة خطير جدًّا. هناك بعض المقاتلين من دول أوروبية، بريطانيا وألمانيا وفرنسا ودول أخرى. لذا فإن التحدي هو لوقف هؤلاء المقاتلين من الوصول للمنطقة.

هناك خطر قريب في ليبيا.. هل ستتدخلون في ليبيا عسكريًّا لحماية مصر؟

ــ أشرنا منذ وقت طويل للخطر في ليبيا وقلنا المهمة لم تكتمل في ليبيا، بعد سقوط النظام (يشير إلى حكم العقيد القذافي في 2011) كان يجب جمع السلاح، وأن يعاد بناء الجيش والمؤسسات الأمنية، والمساعدة على تأسيس نظام ديمقراطي يرضي جميع الليبيين، لم يحدث هذا، لدينا حدود مع ليبيا تمتد لأكثر من 1200 كيلو متر، حيث ينشط التهريب. من جانبنا نبذل ما في وسعنا، لوقف تهريب السلاح والمقاتلين الذين ينفذون عمليات إرهابية في مصر مثلما حدث في الفرافرة. قتل جنودنا مرتين، فى مناطق قريبة من الحدود الليبية، لذا نحتاج لقوات مشتركة (بين البلدين) للتعامل مع ما نتحدث عنه هنا. نحن والجزائر حريصان كي نرى ليبيا مستقرة.

هل ترى أن تهديد الدولة الإسلامية ينتشر في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط؟ وهل ستنخرطون عسكريًّا في ليبيا أو في التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية؟

ــ الإرهاب يهددنا أيضًا في سيناء. لأكثر من عام نبذل جهدنا لاستعادة المبادرة هناك. وننوي أن نحتفظ بمجهوداتنا داخل حدودنا. وفي تعاوننا مع جيراننا، ومع المجتمع الدولي، حققنا نجاحًا سياسيًّا في ليبيا. ما نحاول أن نقوم به هو أن نضمن أن البرلمان الليبي وإرادة الليبيين محترمة.

ماذا ستقدم مصر للتحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية؟ استخدام المجال الجوي ودعم لوجيستي؟

ــ قلنا إننا ملتزمون بالكامل بتقديم الدعم، وسنفعل ما يلزم.

هل هناك إشارات حول وجود عمليات للدولة الإسلامية في سيناء؟

ــ العناصر في سيناء هم جهاديون لهم أيديولوجية متطرفة، على سبيل المثال أنصار بيت المقدس، ونحن نواجههم بالفعل في سيناء، لكنني أود أن أقول: إن داعش هي أيديولوجية مثل غيرها من الأيديولوجيات المتطرفة، لا يهم ما اسمها، سواء أكانوا هنا أو في نيجيريا أو مالي أو أي دولة أخرى، هذه الأيديولوجيا يجب أن تحارب، ويجب وجود استراتيجية مكتملة لمواجهتها. وهذا سيستغرق وقتًا.

هل تعتقد أن العالم قد أساء فهمك؟

ــ عليهم أن ينظروا بدقة لإرادة الشعب المصري، وهو ما سيساهم بقوة في الحرب ضد الإرهاب، نتحدث عن دولة محورية بها 90 مليون نسمة، لدى المصريين فهم كامل لهذه الأيديولوجية، ولم يعودوا يدعمونها، كما أنهم لم يدعموها في الماضي، ولنكن أمناء لقد كانوا فقط متعاطفين مع فكرة الإسلام السياسي، وهو ما منح الحركة (الإخوان المسلمين) الفرصة لحكم مصر. لكن بعد عامين فهم المصريون أن هوية الدولة المصرية في طريقها للضياع، إنهم المصريون هم من نزل بالملايين ليستعيدوا مصر التي كانت يومًا ما. وهذا شيء بالغ الأهمية، فهو تغير جدي واستراتيجي. كان مقدرًا أن تكون مصر مثل تلك الدول التي تعاني من قدر هائل من العنف، والاقتتال الداخلي، واحتمال الحرب الأهلية. وإذا سقطت مصر في حرب أهلية، ستكون مشكلة لكل الإقليم، والشرق الأوسط والعالم.

إلى أين تتجه المنطقة؟

ــ حذرت منذ عام أن المنطقة تتجه لخطر كبير من الفكر المتطرف. في تلك المرحلة لم يكن الموقف واضحًا، ولم يحظ باهتمام، حتى وقعت الأحداث في العراق، واجتاحت الدولة الإسلامية الحدود العراقية السورية، وراتكبت كل تلك الفظائع. كررت القول إن تدفق المقاتلين الأجانب على المنطقة خطير للغاية؛ لأن الأيديولوجيات المتطرفة النظرية تحولت إلى ممارسات واقعية على الأرض. تجمع المقاتلين من مختلف دول العالم يعني أنه لم تعد هناك أيديولوجيا موحدة بل تحرك موحد.

ماذا عن خططك لتطوير الخطاب الديني في مصر؟

ــ هناك تغيير استراتيجي في وعي المصريين. صاروا متنبهين جدًّا جدًّا أن الأيديولوجيا المتطرفة، بعيدة عن الحداثة والتسامح والإسلام. وهو ما صار واضحًا في مصر، وفي العالم الإسلامي كله على ما أعتقد. والرأي العام الآن جاهز لتغيير في العقول يرفض الإرهاب والتطرف، ليحيي قيم التسامح والاعتدال. ويبذل كل من الأزهر والأوقاف جهودًا كبيرة في هذا الصدد، لكنني أقول إن هذا سيستغرق وقتًا حتى يطبع أثره على المجتمع.

هل ستقابل الرئيس باراك أوباما خلال رحلتك للولايات المتحدة لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ وما هو تقييمك للعلاقة المصرية الأمريكية؟

ــ من المهم التذكير بأن مصر لديها علاقات مستقرة واستراتيجية مع الولايات المتحدة لأكثر من 30 عامًا، ونحن حريصون على الحفاظ عليها، في بعض الأحيان تتوتر العلاقة نوعًا ما، لكنها تبقى علاقة استراتيجية.

هل تشعر أن الولايات المتحدة لم تعد تتمتع بنفوذ كبير في الشرق الأوسط؟

ــ هناك قول دائمًا ما أردده: القوة تعني المسؤولية. فالولايات المتحدة وأوروبا لديهما موارد كبيرة، وعليهما مسؤولية تجاه المنطقة، وهذا ما يجب أن يكون عليه الحال دائمًا، كما أن الأحداث التي تمر بها المنطقة تؤكد ذلك.

يقول منتقدوك: إن قمعك للإخوان المسلمين يدفع بالكثير من الإسلاميين المعتدلين إلى العنف، ماذا تعتقد حول هذا؟

ــ دعني أبلورها بوضوح، أولا كان لدى الإخوان المسلمين فرصة لحكم مصر دون عنف، وإذا انتبهت لما قلناه في الثالث من يوليو (2013) فقد كان لهم فرصة للمشاركة والعمل مع الجميع مرة أخرى. دائمًا ما أطرح السؤال هل يريدون المشاركة أم المواجهة؟ فإذا كانوا يريدون المشاركة فالباب مفتوح، أما إذا أرادوا المواجهة فهذا خطر على مصر. لسوء الحظ فقد أرادوا المواجهة. وهذه هي المشكلة، المشاركة متاحة لكل من تخلى عن العنف، فمصر والنظام القائم متسامحان جدًّا، فالمصريون ببساطة لا يريدون العنف أو الصراع، فرصة المشاركة لا تزال قائمة بشرط عدم استخدام العنف.

يقول منتقدوك إنك تؤسس لنظام شعبوي يعتمد على رجل واحد، وهو ما ظهر في قانون التظاهر ومراقبة الإنترنت وسجن الآلاف، ماذا تستطيع تقديمه في مجال الحريات؟

ــ نحن جادون في تأسيس تطبيق جاد للديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن من المهم إدراك أن مصر ذات التسعين مليون نسمة، بها أوضاع أمنية واقتصادية قاسية، فقد قام المصريون بثورتين في أقل من ثلاث سنوات، وهو ما أثر على الأوضاع الاقتصادية، وسيستغرق الأمر بعض الوقت لإزالة هذا التأثير. وإذا اعتقل واحد من كل ألف مواطن فسنجد أنفسنا أمام 90 ألف معتقل، وهذا أقل حتى من ثلث العدد، ما يعنى أن أجهزة الأمن تدقق فيمن تعتقلهم. لكن يجب أن نضع في اعتبارنا الإرهاب في سيناء وغيره من مناطق البلاد. أنا لا أدافع عن قانون التظاهر، بل أقارنه بغيره من القوانين المماثلة في دول أوروبية وأمريكا. وعند مقارنتك ستجد أننا اتبعنا نفس المنهج في الحصول على إذن وترخيص وتقديم معلومات عن مكان التظاهر وموعده.

هل تؤمن شخصيًّا بالديمقراطية والحرية؟ هل يمكن أن تمضي الحرية ومحاربة الإرهاب جنبًا إلى جنب؟ هل أنتم على وعي بالتقارير التي تشير لانتهاكات من الشرطة، وعدم التسامح مع أي شخص لا يتبنى نهجكم ونهج نظامك؟

ــ لن أقول إن ما يجري في مصر مثالي، وإذا كنت تتحدث على المستوى الشخصي أرغب في وجود أعلى درجات الحرية، لكننا نريد أن نفعل ذلك دون أن نجرح الشعب، فالشعب في ظروف صعبة، وأنت ترى ما يحدث في المنطقة، لا نريد فصل مصر على المنطقة، إضافة للأوضاع الاقتصادية، ما أريد قوله إن كل هذه العوامل يجب أن تؤخذ في الاعتبار معًا. لا أريد أن تقتصر حقوق الإنسان على حرية التعبير رغم احترامي لها، لكن هناك الملايين من المصريين يعانون صعوبات اقتصادية، وأتصور أن من بين حقوق الإنسان أن يعيشوا بكرامة، ويحصلوا على تعليم جيد وإيجاد فرصة عمل حقيقية. وأعتقد أن حقوق الإنسان بحاجة لتطوير للتعامل مع القضايا التي أتحدث عنها.

هل هناك دعم شبابي لحكومتك؟

ــ دائمًا ما أقول إن علينا في الحكومة والقوى السياسية استيعاب الشباب، فهم يشكلون نسبة كبيرة من الشعب، ما تم إنجازه حتى الآن غير كافٍ، وعلى الشباب أن يكون حاضرًا معنا.

ما هي احتمالات المصالحة مع الإخوان المسلمين؟

ــ هذا سؤال يجب ألا يوجه إلي، بل إلى المصريين، من أراد عليه أن يتحدث للمصريين، أنا لست ناقمًا على أحد، الشعب هو من تضرر مما جرى من الإخوان خلال العامين الماضيين.

ما هي الخطط المستقبلية تجاه الدعم؟

ــ أود توجيه التحية للمصريين، فقد كان الدعم دائًما قضية شائكة يصعب الاقتراب منها، لكن وعي المصريين تغير وصار لديهم تحمل أكبر للمسؤولية تجاه وطنهم، فقد تعامل المصريون مع رفع الدعم بطريقة رائعة، على الرغم من كونه قرارًا قاسيًّا بالذات على الشرائح الفقيرة، لهذا أقول إن مصر تتغير. نحن نحاول خلق أجواء جاذبة للاستثمار المصري أو العربي أو من أي دولة أخرى.

متى ستعقد انتخابات البرلمان؟

ــ قلت قبل يومين إنها ستكون نهاية العام، ولا تأجيل لها، رغم بعض المطالبات بتأجيلها، لكننا مصرون على إنجاز خارطة الطريق.

هل سيسمح للإخوان المشاركة في الانتخابات البرلمانية؟

ــ المصريون هم من سيختارون ممثليهم، ونحن نقول لهم اختاروا الأفضل.