خبر : وقت الاصغاء الآن لأبو مازن \ بقلم: يوسي بيلين \ اسرائيل اليوم

الأحد 22 يونيو 2014 12:00 م / بتوقيت القدس +2GMT



 

          ماذا نطلب بعد من الزعيم الفلسطيني؟ إنه حليق الذقن، مع ربطة عنق، ويتحدث لغة انجليزية معقولة، وهو يعارض بكل قوة وفي كل نادٍ استعمال العنف، وهو يقول في كل مكان إن المصلحة الفلسطينية هي صنع سلام مع اسرائيل. وهو لا يطلب العودة الى بيته في صفد الذي جلا عنه لاجئا، وهو مستعد لأن تضم اسرائيل لنفسها الكتل الاستيطانية القريبة من الخط الاخضر. وهو يعرض كارثة يهود اوروبا على أنها اكبر كارثة في التاريخ، ويجري رجال أمنه تنسيقا لم يوجد له مثيل قط من قبل مع الجيش الاسرائيلي.

 

          حينما قلنا له إنه لا يمثل غزة بل نصف الشعب الفلسطيني فقط، حاول التوصل الى اتفاق مع حماس أنشئت في اطاره حكومة من غير رجال حماس تلتزم بالاعتراف باسرائيل والاعتراف بالاتفاقات الدولية التي وقعت م.ت.ف عليها، ومعارضة العنف. وحينما قلنا له إن ما يقوله باللغة الانجليزية لوسائل الاعلام في الغرب لا يقوله بالعربية للعرب قام بأكثر اعماله ادهاشا فقد ظهر أبو مازن في يوم الاربعاء الاخير في مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية في جدة في السعودية، وفي خطبة بلغة عربية فصيحة أمام كل وسائل اعلام العالم الاسلامي، تحدث عن عدم جدوى النضال العنيف لاسرائيل، وتحدث عن التنسيق العسكري المهم مع اسرائيل، وقال إن كل فتى هو فتى من وجهة نظره – سواء كان اسرائيليا أم امريكيا أم عربيا – ودعا الى اطلاق سراح المخطوفين وقال إن الاختطاف يجلب الدمار على الفلسطينيين. وقد صب عليه نقد شديد جدا كما كان متوقعا من وسائل الاعلام العربية والشبكات الاجتماعية وعرض فورا على أنه خائن ومنفذ سافر لأوامر اسرائيل.

 

          وما هي الحال عندنا؟ لم ينجح مكتب رئيس الوزراء بالتأثر بكلام الرئيس الفلسطيني وأعلن أن الامتحان الحقيقي هو الافعال لا الاقوال وأن الفعل المطلوب هو الغاء الاتفاق مع حماس. وقد أعلن نائب وزير دفاعنا داني دانون الصنع حينما أعلن في مقابلة صحفية لـ "يومان هبوكر" في صوت اسرائيل أنه يصدق أبو مازن القديم (ما الذي يقصده بالضبط؟).

 

          إن حقيقة أن الزعيم الفلسطيني قام في شجاعة أمام الدول الاسلامية كلها وقال كلامه لا تؤثر في دانون، فهو يرى في كل شيء كهذا حيلة أو مؤامرة. لأنه اذا كان يوجد مع كل ذلك شيء ما مميز في فعل عباس فانه قد يعتقد شخص ما أنه يوجد لنا شريك، واذا وجد لنا شريك أمكن أن نفاوضه واذا أمكن أن نفاوضه احتيج الى التخلي عن اكثر الضفة الغربية وانشاء دولة فلسطينية هناك لأننا قد وافقنا على هذا المبدأ، ومن لم يكن مستعدا لدفع هذا الثمن فانه لا يستطيع الاعتراف بوجود شريك لأنه سيوجد من هناك منزلق دحض الى الحل الذي لا يريده اليمين المتطرف بيننا.

 

          لكن من لا ينتسب الى تيار غير المستعدين بأية حال من الاحوال لتصديق أبو مازن لا يجوز له أن يقلل من أهمية ما قاله الرئيس الفلسطيني في مؤتمر وزراء الخارجية في السعودية. فقد قال كلاما لم يقله عرفات قط، وسيطول الزمان الى أن يقوله أحد من ورثته في المستقبل.

 

          إن من يؤمن بأن مستقبل دولة اليهود الديمقراطية مقرون باتفاق مع الفلسطينيين يجب أن يستغل الخطبة. ويرى جيدا ثمار التنسيق الامني في الضفة الغربية في هذه الايام وأن يبدأ الحديث بجد عن حل سياسي.