خبر : فيلم إسرائيلي يتناول موضوع "نكاح المحرم" يهز مهرجان كان

الأحد 18 مايو 2014 08:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
فيلم إسرائيلي يتناول موضوع "نكاح المحرم" يهز مهرجان كان



كان - وكالات - أثار الفيلم الإسرائيلي "بعيدا عن أبي" للمخرجة كيرين يدايا والذي عرض في قسم "نظرة خاصة" في مهرجان كان الضجة لتناوله مختلف التابوهات في قصة حب سادية بين أب في الستين وابنته في العشرين من العمر.  

   وكما تقول فرانس 24  .. فقد تميزت السينما الإسرائيلية في السنوات الأخيرة بحيوية كبيرة بفضل ميزانيات كبيرة ، إضافة إلى إقبال كبير للجمهور .    وتعرض في النسخة 67 للمهرجان خمسة أفلام إسرائيلية تشهد على تطور هذه السينما التي لم تعد تقتصر شهرتها على اسم أموس غيتاي. 

وتعتبر كيرين يدايا من أكثر المخرجين جرأة وسبق وأن فازت بالكاميرا الذهبية في مهرجان كان 2004 عن فيلم "كنزي" الذي يروي قصة أم تمارس البغاء لكسب قوتها وقوت ابنتها الوحيدة.   وإلى جانب اهتمامها بالفئات المهمشة والبؤس الاجتماعي والاختلاف الجنسي أو الطائفي، عرفت يدايا بتعاطفها مع الفلسطينين.

 ففي فيلم "حيفا عروس البحر" الصادر عام 2009 تنشأ قصة حب ثم جنس ثم حمل تنتهي بعد الفضائح التي فجرتها بلقاء بين الحبيبين وطفلتهما على شاطئ حيفا في رسالة بأن قدر الشعبين التعايش وأن تظل حيفا وطنا للجميع.   وتواصل المخرجة وهي من مواليد 1972 مسيرتها الملتهبة عبر "بعيدا عن أبي" الذي يشارك في مسابقة "نظرة خاصة". ويتناول الفيلم أحد أكبر التابوهات في كل المجتمعات على اختلاف ثقافاتها وهو مضاجعة المحرم

. "موشي" وابنته "تمير" يعيشان في شقتهما في نوع من العزلة الجهنمية يتقاسمان فيها الأكل وممارسة الجنس. وتقضي تامير يومها في دوامة من الهوس النفسي تسعى لتخفيفه بغسل جسدها مرارا وكأنها تريد التخلص من دنس، وفي الطبخ وتنظيف البيت.  

  وتشتد حدة معاناة البنت فتأكل بشراهة مرضية ثم تتقيأ ما أكلته في حلقة تبعث على الغثيان، وتشوه "تمير" ذراعها بشفرة حادة.

 وتسمن الفتاة وكأنها محاولة منها لحماية جسمها من الانتهاكات التي يمارسها الأب من ضرب واغتصاب، أو كأن العذاب المسلط على جسدها صار الوسيلة الوحيدة لامتلاك حرمته. وتبلغ درجة العنف ذروتها عندما يرتبط الأب بعلاقة جديدة مع امرأة أخرى دون أن يتوقف عن استغلال ابنته. ويثير دخول المرأة الثانية اللعبة الاضطراب والحيرة لدى "تمير" حيث تعصف بداخلها الغيرة والغضب والخوف فتصير فريسة أسهل لتلاعب والدها.    

  وبرهنت المخرجة عن براعة تامة في التصوير بكاميرا باردة قسوة مشاهد الجنس والدمار العصبي الذي يجتاح تمير فيذبل شبابها أمام حضور مرعب للأب يغمر الشاشة بطمسه لحياة ابنته.