خبر : ضربة دموية تستبق معركة حوران: الجيش يقتل 175 مسلحاً في كمين محكم

الخميس 27 فبراير 2014 02:09 م / بتوقيت القدس +2GMT
ضربة دموية تستبق معركة حوران: الجيش يقتل 175 مسلحاً في كمين محكم



بيروت وكالاتوجّهت القوات السورية، أمس، واحدة من أقوى الضربات إلى المسلحين التابعين لـ«جبهة النصرة» وكتائب إسلامية، وقضت في كمين محكم في الغوطة الشرقية بريف دمشق على حوالي 175 مسلحا، وهو ما يشكل رسالة انذار قوية من الجيش مع تزايد الحديث عن قرب فتح جبهة حوران في الجنوب السوري انطلاقا من القواعد الخلفية للمسلحين في الاردن، وبدعم من واشنطن.

في هذا الوقت، التقى الرئيس السوري بشار الأسد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي والوفد المرافق.
وأكد الأسد أن «التعاون بين دول المنطقة أساسي في مواجهة التطرف والإرهاب الذي تعاني منه، وأنه من المهم التنسيق بين برلمانات هذه الدول والدول الصديقة لتوحيد المواقف في محاربة الفكر الوهابي، الذي يعتبر الخطر الأكبر المهدد لشعوب المنطقة والعالم».
ولم تأت زيارة وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية إلى طهران بالجديد، على صعيد تباين موقف الدولتين من الأزمة السورية. وأكد العطية، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن «الأزمة السورية لا تزال تشكل محط اختلاف بين طهران والدوحة»، لافتاً إلى أن ما تتفق عليه إيران وقطر هو ضرورة الحل السياسي للأزمة.
وكرر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو تحميل السلطات السورية مسؤولية تدفق «الجهاديين» على البلاد، معتبرا أن الحرب السورية أصبحت تمثل الآن خطرا على جميع الدول، لأن «العالم سمح للحكومة السورية أن تواصل «جرائمها». وقال إن «دمشق تواطأت مع جماعات متشددة لمحاربة جماعات المعارضة المعتدلة».
واتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مقابلة مع قناة «أم اس ان بي سي»، موسكو بأنها «تشجع مغالاة» الأسد. وقال «بصراحة، روسيا تعزز مساعدتها للأسد. لا أرى أن ذلك بنّاء بالنسبة إلى الجهود المبذولة لحمله على تغيير رأيه ولأن يقرر أن عليه التفاوض بحسن نية». وأكد أن أوباما «يعيد باستمرار دراسة الخيارات المتوفرة. إن الرئيس لا يستبعد أي خيار. ولا أي خيار».
وأوضح كيري، رداً على سؤال حول الضغوط التي يمارسها قسم من الكونغرس بهدف تدخل أميركي في سوريا، «هناك قوانين يتعين احترامها، هناك إجراءات. هناك قيود أكبر لما يمكنكم فعله إذا لم توجه إليكم أمة دعوة للقيام به، أو إذا لم تفعلوه للدفاع عن أنفسكم، وإذا لم يكن لديكم قرار من الأمم المتحدة. أستطيع القول إن لا أحد راض، لا الرئيس، ولا أنا، ولا أحد في الإدارة في ما نحن عليه اليوم. نؤمن بأن علينا أن نفعل المزيد».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أنه «وبناء على معلومات استخبارية أردت وحدة من جيشنا أفراد مجموعة إرهابية مسلحة قتلى، بينهم جنسيات سعودية وقطرية وشيشانية، في الغوطة الشرقية بريف دمشق». ونقلت عن قائد ميداني قوله إن «وحدة من جيشنا رصدت إرهابيين من جبهة النصرة وما يسمى لواء الإسلام أثناء تنقلهم على محور النشابية ـــ ميدعا ـــ عدرا الصناعية ـــ الضمير ـــ بئر القصب ـــ الأردن وأوقعت أكثر من 175 قتيلا بينهم وأصابت آخرين».
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «مقتل 152 مقاتلاً من جبهة النصرة وكتائب إسلامية، وأسر 7 جرحى، خلال كمين نفذته القوات السورية، بدعم من حزب الله، بين بلدتي العتيبة وميدعا». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «إنها أكبر خسارة لجبهة النصرة والمجموعات الاسلامية منذ بداية الثورة». يذكر أن القوات السورية كانت قتلت حوالي 60 مسلحاً في كمين مماثل في آب الماضي.
وأظهرت لقطات بثتها قناة «المنار» طابورا طويلا من المسلحين، قبل أن يقع انفجار ضخم يطيح بغالبيتهم، ليتبعه انفجار آخر ما أدى إلى مقتل المسلحين.
وقال مصدر أمني إن المجموعة أتت من الأردن وتسللت عبر الحدود. وأوضح أن «المجموعة الإرهابية كانت تحاول تخفيف الضغط عن الإرهابيين الذين يتلقون ضربات قاصمة من جيشنا في منطقة القلمون عبر استقدام إرهابيين مدعومين من دول عربية وإقليمية عبر الحدود الأردنية».
وفي حلب، قال مصدر ميداني، لـ«السفير»، إن «جهاديي داعش» دخلوا حي الهلك الواقع شمال شرق المدينة، والقريب من جبهة القتال مع الجيش السوري، من دون أية معارك تذكر، حيث انسحب مقاتلو «الجبهة الإسلامية» من الحي مع وصول عناصر «داعش»، الذين رفعوا «رايتهم» عليه.
وتأتي سيطرة «داعش» على حي الهلك ضمن سلسلة تطورات تشهدها حرب «الفصائل» في حلب، آخرها مقتل القيادي «القاعدي» أبو خالد السوري، وما تلاه من إعلان «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» من إعلان توحيد لعملياتها «لصد هجوم النظام»، إلا أن مصدرا «جهاديا» قال، لـ«السفير»، إن الهدف من هذه الخطوة هو التصدي لداعش»، موضحاً أن هذه الخطوة «جاءت بشكل سريع بعد عودة داعش إلى المدينة وبدء عملياته في مناطق كان يعتقد أنها خرجت عن سيطرته»، الأمر الذي يشير إلى أن الحرب بين هذه الفصائل ستستعر في المدينة، التي تتقاسم «الجبهة الإسلامية» و«النصرة» السيطرة على أحيائها الخارجة عن سيطرة الحكومة.