خبر : شد الحبل \ بقلم: شالوم يروشالمي \ معاريف

الأربعاء 29 يناير 2014 08:28 م / بتوقيت القدس +2GMT




كان الوزير نفتالي بينيت عالقا صباح أمس في المطار العسكري في كراكوف، في الطائرة التي كان يفترض أن تنقل الى البلاد الوفد البرلماني الاكبر الذي سافر الى اوشفيتس. وفي صفحته على الفيسبوك طرح تخوفه من أن يحدث شخيره ضرر سمع للمغني عمير بنيون، الذي جلس الى جانبه في الطائرة التي لن تقلع الى اي مكان. ولم يتناول بينيت في كلمته على الفيسبوك الملاحظات التي شنفت اذني رئيس الوزراء. فمساء يوم الاحد أعلن بينيت كما يذكر بان نتنياهو يعاني من "فقدان وعي قيمي" بعد أن زعم بانه يريد ابقاء المستوطنات في مجال السيادة الفلسطينية. وادعى نتنياهو بان بينيت دمر له الاحبولة التي كانت ستعرض الرفض الفلسطيني، واستدعاه بحديث توبيخ.
لبينيت اسباب وجيهة للمزاج الذي يبديه على صفحته في الفيسبوك. فمثل حديث التوبيخ هذا يساوي له الكثير جدا من العلاقات العامة. ففي اوساط اليمين الديني الوطني وجمهور المستوطنين يحتل بعدا آخر من الزعامة كمن يصطدم برئيس الوزراء دون خوف. وفي الصلاة الجماعية التي ينظمها الوزير اوري ارئيل في المبكى ضد خطوات وزير الخارجية كيري، فان بينيت كفيل بان يتخذ صورة المسيح المخلص. "انه لشرف أن توبخ على العناد لابقاء اليهود تحت سيادة اسرائيل"، كما امتدح بينيت أمس النائب يوني شيتبون من البيت اليهودي. "بالون الاختبار الذي اطلقه رئيس الوزراء سيتفجر لنا في الوجه".
يلعب بينيت لعبة لا يمكنه الا ان يكسب منها فقط. فالصفقة بسيطة: لا يوجد اي فرق بين استراتيجية نتنياهو واستراتيجية بينيت الذي كان، بالمناسبة، رئيس مكتبه، ويعرفه جيدا.كلاهما لا يريدان اقامة دولة فلسطينية في حدود 67، الى هذا الحد او ذاك، ستكون تنطوي على تقسيم للقدس واخلاء لعشرات الاف المستوطنين من بيوتهم. الفرق هو في التكتيك. بينيت معفي من كل التزام تجاه العالم، ويتوجه اساسا الى جمهوره. بل انه شدد أمس خطه. فليست له مشكلة في أن يكون الرافض الاسرائيلي البارز لخطوة كيري. وبالمقابل، فان نتنياهو ملزم بان يلعبها في الساحة الدولية. وهو يريد أن يدحرج الكرة نحو ابو مازن، ويعرضه امام العالم كمن يرفض كل حل يطرحه هو. فحتى بلدات يهودية تحت سيادة فلسطينية لا يريد، يقول نتنياهو، فما الذي يريده اذن؟
الحاخام عوفاديا قال ذات مرة عن الطريقة الليتاوية انه "من شدة التلوي يتشوشون". هذا ما سيخرج هنا من كثرة الاحابيل: تشوش سياسي وحرج ائتلافي. فهل نحن نقف امام ازمة سياسية داخلية؟ الجواب هو لا. لو كان نتنياهو يريد حقا التوجه الى خطوة سياسية بعيدة الاثرن لكان استغل تصريحات بينيت القاسية والقى به الى الجحيم وبدأ يبحث عن شركاء اكثر تعاونا في رؤيا الدولتين. ولكننا سبق أن قلنا انه لا فرق مبدئي بين الرجلين. وبكلمات اخرى: هذا الائتلاف لا يوشك على تغيير وجهه. كل واحد سيجذب نحو تجاهه، ولكن ايا منهما لن يمزق الحبل.
في هذه الاثناء، بالمناسبة، الجميع يخرج كاسبا. ففي استطلاع نشرته أمس قناة الكنيست حظي الليكود مع اسرائيل بيتنا بـ 34 مقعدا لو اجريت الانتخابات اليوم. وبينيت كان سيحصل على 16 مقعدا. اما تسيبي لفني فثلاثة مقاعد فقط. يئير لبيد هو الاخر – 13 مقعدا في الاستطلاع – لم يشارك في احتفال اليمين في الائتلاف، ولكن هذا لم يعد ينتمي الى الشؤون السياسية.