خبر : في مشرحة زينهم «كل الرؤوس سواء».. دموع الأهالي تغلب هتافات النشطاء

الأحد 26 يناير 2014 07:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
في مشرحة زينهم «كل الرؤوس سواء».. دموع الأهالي تغلب هتافات النشطاء



القاهرة على أبواب المشرحة، اصطف العشرات من أهالي وأصدقاء ضحايا اشتباكات الأمس خلال إحياء الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير.
«بوابة الشروق» رافقت أهالي وأصدقاء الضحايا في ساعات الحزن والغضب.
مكان المساواة الوحيد
أمام المشرحة لا تستطيع أن تفرق بين الانتماء السياسي لمن قُتلوا أو أي من ذويهم، فالدم كله سواء أمام المشرحة، الصوت المملوء بالقهر واحد، والدعاء بالقصاص واحد.
«هنا في المشرحة المكان الوحيد مش بنسأل فيه اللى مات دة إخوان ولا مش إخوان»، يقولها محمد عادل الشهير بميدو ماجيك، العضو السابق في حركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية.
وتابع ماجيك لبوابة لشروق: «احنا اتعودنا خلاص معندناش غير صوتنا نهتف بيه، وعارفين أن كل ما نهتف هيقع مننا واحد، دة بقى عادي خلاص».
جثمان وراء جثمان
يتوالى وصول الجثامين واحدًا تلو الآخر، تابوت يحمله العشرات لا يقولون سوي «لا إله إلا الله» يدخل الجثمان إلي المشرحة، وينتظر الباقون في الخارج.
صوت النحيب يغالبه أحيانًا صوت هتاف أهالي الضحايا والعشرات من النشطاء السياسيين، الذين أتوا لتوديع سيد إبراهيم الشهير بسيد وزة، عضو حركة 6 إبريل، الذي قتل في اشتباكات وسط البلد الأمس.
«كل ما نريده أن نأخذ شقيقنا وندفنه» يقولها يوسف عيسي يوسف شقيق أحد قتلى أحداث المطرية مضيفا: «لكى نستطيع أن نأخذ الجثة لدفنها الآن، يجب أن نوقع على إقرار بأن الوفاة إما نتيجة انتحار أو بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية، بالرغم من أني رأيت مكان طلق ناري في صدر شقيقي، وحتى يثبت ذلك في تقرير رسمي ستنتظر الجثة في المشرحة لأسبوع تقريباً».
يواصل عيسى: «أخي لم يشارك في المظاهرة، ولا نريد مشاكل .. هناخد حقنا من مين؟ ربنا يعيننا على تربية أولاده، احنا بس عايزين ندفنه».
وبحسب تصريح سابق للشروق لمصدر في وزارة الصحة، طلب عدم ذكر اسمه، لا تتسع مشرحة زينهم لأكثر من 110 جثة، إضافة إلي محدودية عدد الأطباء، واستغراق تشريح كل جثة وقتاً طويلاً، مما يضطر بعض الأطباء إلى الاستجابة لضغط بعض الأهالي المتعجلين على دفن أبنائهم، واستخراج الشهادات بأن سبب الوفاة هبوط في الدورة الدموية أو انتحار.
بكاء وصراخ وهتافات
بكاء الأهالي ونحيبهم والدعاء الحار بأن يقتص الله لدماء أبنائهم، وأن ينزل برده وسلامه على قلوبهم التى احترقت على أولادهم لا يتوقف أمام المشرحة، خاصة أهالي ضحايا أحداث المطرية بالأمس، والتي قتل فيها 22 شخصاً صرحت نيابة شرق القاهرة بدفنهم صباح اليوم الأحد.
علا الصوت بالهتاف وقت وصول جثمان «سيد وزة» ليأخذ دوره داخل المشرحة، ثم اختنق صوت من يهتف بالبكاء وهو يقول «مش هنسكت اقتلونا، ماحناش أغلي من اللى راحوا»، «يسقط يسقط حكم العسكر»، ثم توقف الهتاف لدقائق لقراءة الفاتحة على أرواح من قتلوا.
حالات الإغماء والانهيار تتوالى بين الأصدقاء من أعضاء حركة 6 إبريل قبل أن يصيح أحدهم «احنا جيل لو مماتش بالرصاص هيموت من القهر».
الصمت الذي يسيطر على المنتظرين أمام باب المشرحة يكسره أحياناً صراخ الأهالي كمداً على أبنائهم المقتولين مثل تلك السيدة التى صرخت بهستيريا في الحاضرين «ليه يا سيسي كدة، ليه يا محمد إبراهيم، تقتلوهم ليه معندكوش ولاد، تقتلوا ولادنا ليه، وتحرقوا قلوبنا عليهم» ثم تدخل في نوبة بكاء حارة .
محمدين: من اعتدى علينا هم جمهور موقعة الجمل
قال الناشط السياسي هيثم محمدين، عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، وأحد الداعين للنزول والمشاركة في مسيرة جبهة طريق الثورة «ثوار» بوسط البلد أمس: «نحن نواجه ثورة مضادة تريد القضاء على ثورة 25 يناير وعلى رموزها، فالسيسي يرتكب جرائم قتل بحق جماهير الثورة».
وأضاف محمدين في تصريحات خاصة لبوابة الشروق من أمام مشرحة زينهم «نحن أمام سلطة ديكتاتورية لم تحترم الدستور الذي وضعته، وانتهكت حقوق وحريات المعتقلين، ومارست ضدهم انتهاكات وتعذيب».
وتابع محمدين: «السلطة تريد تحويل ميدان التحرير إلي ميدان للرقص على دماء الشهداء، والجماهير أثبتت أن الثورة لن تموت، وأنها قادرة على فرض نفسها مرة أخري، والنظام أصابته حالة هلع جعلته يطلق الرصاص الحى على المتظاهرين في الشوارع».
وتعليقاً على مهاجمة المواطنين العاديين لمسيرة وسط البلد بالأمس قال محمدين: «أي متابع للميدان سيلاحظ أن من قاموا بالاعتداء على المتظاهرين، هو جمهور موقعة الجمل، وهو نفسه الجمهور الذي وقف خلف الدبابات لتحميه.
«لازال للثورة ظهير شعبي، وإذا فُتح ميدان التحرير ستظهر حقيقة الجماهير المؤيدة للثورة»، يقولها محمدين مقترحًا طرح بدائل ثورية في حالة قيام ثورة ثالثة تتمثل في سلطة انتقالية وحكومة ثورية تقود البلاد لتحقيق أهداف الثورة.