خبر : كيري مصمم على التوصل الى تسوية دائمة \ بقلم: دان مرغليت\ اسرائيل اليوم

الثلاثاء 05 نوفمبر 2013 07:31 م / بتوقيت القدس +2GMT



ينظر الجمهور في اسرائيل الى جون كيري نظره الى ضيف يميل الى المبيت، يأتي الى الشرق الاوسط في توالي عالي ويقضي فيه بضعة ايام يجري فيها سلسلة لقاءات ويعود الى بلده كي يرجع. وقد طمأن أمس حكام العربية السعودية بأن الرئيس براك اوباما ليس بطة عرجاء وسيحادث بنيامين نتنياهو غدا. ماذا عند أحدهما يسمعه للآخر بعد أن التقيا في الاسبوع الماضي في حديث شامل مدة سبع ساعات؟.

إن الامريكيين الذين يعرفون كيري يقترحون على جميع الجهات ألا يضللهم وهم الهدوء. فوزير الخارجية الامريكي صبور ومهذب لكنه في الأساس مصمم ودؤوب ومُصر على رأيه ولا يتخلى عنه بعد أن يُقدّر حد مرونة من يتحدث إليه. وقد استعمل ثلاثة امريكيين سُئلوا كل واحد على حدة عما يميزه، استعملوا جملة واحدة: "إنه لا يقبل "لا" في أي جواب". والاشارة واضحة، فكيري يسعى الى الحصول على جائزة نوبل للسلام وهو يعلم أن كل تأجيل في الجدول الزمني سيبعده عن احراز التسوية، لن يُقربه من ذلك. وهو يدرك أن الولايات المتحدة دُفعت الى وضع حرج في علاقاتها بمصر التي أخذت تقترب من روسيا ثانية؛ وفي علاقاتها بالعربية السعودية التي بدأت بحسب الاشاعات تفحص عن امكان تأليف محور سياسي آخر لصد ايران دون مركزية الولايات المتحدة؛ وفي المواجهة المباشرة لطهران. وكل ذلك قبل المس بجوهر الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

يوجد في واقع الامر قناتا تحادث، الاولى بين صائب عريقات من جهة وتسيبي لفني واسحق مولخو من جهة اخرى، والاخرى بين أبو مازن ونتنياهو برعاية كيري. وهذه طريقة سلوك كانت موجودة ايضا في سنوات ولاية اهود اولمرت الذي حادث أبو مازن والامريكيين والاتراك في حين كانت تسيبي لفني تُحادث أبو العلاء.

لا شك في أن الفلسطينيين يتذبذبون بين امكانين معقولين بالنسبة إليهم وهما الكف عن التفاوض وتجديد العنف أو اتفاق دائم فورا. وتعرض اسرائيل مطالبها. فهل يوجد مخطط؟ قد لا يمكن التقريب بين وجهات نظر الطرفين وحينها سيؤيد الفلسطينيون – بدعم جهات اسرائيلية في المعارضة – تقديم اقتراح انذار امريكي بمثابة "أُنظر وقدّس"، وسيفحصون في واشنطن من هو الذي سيتجرأ على المعارضة.

يُفحص عن هذا الاقتراح برحلات كيري الكثيرة وليس من الضرورة أن يفضي الى اتفاق دائم. ويعاود الامريكيون دراسة تفاصيل التفاوض الذي انتهى الى سلام اسرائيلي مصري، ويعتقدون أن تسوية مرحلية هي منزلة ضرورية في الطريق الى الغاية النهائية.

وفي هذه الاثناء يعارض نتنياهو وأبو مازن، لكن الامريكيين يلاحظون صدوع لين. حينما يتحدث نتنياهو عن حدود شرقية على طول الاردن سنوات كثيرة، يشير بصورة خفية دون أن يقول ذلك بصراحة الى أنه قد تمكن تسوية مرحلية بعيدة الأمد؛ وحينما يعتقد أبو مازن أنه قد تمكن تسوية خلاقة بشرط أن يحدد حد الاتفاق النهائي وموعد تنفيذه – فانهما يتحدثان مرة اخرى عن تسوية مرحلية دون التحدث عن شكلها.

وعلى هذه الصورة، ومع ادراك أن الامريكيين قريبون من اثارة اقتراح خاص بهم، ومع العلم بأن اسرائيل تريد جدا الامتناع عن وقف المحادثات كما أوضح كلام يعقوب عميدرور الوداعي – سيستقبلون كيري غدا في ديوان رئيس الوزراء.