خبر : من روسيا مع الحب \ بقلم: بوعز بسموت \ اسرائيل اليوم

الثلاثاء 10 سبتمبر 2013 02:06 م / بتوقيت القدس +2GMT



إن اوباما مثل يعقوب يرى سلما في أحلامه ايضا، بيد أن رئيس الولايات المتحدة يرى بوتين في آخر السلم. إن رئيس روسيا باقتراحه على الاسد أن ينقل مخزونه الكيميائي الى أيد دولية سيكون هو الذي يُخلص اوباما من الهجوم. وليس مؤكدا ما المفضل لاوباما أحل بوتين أو "عدم الموافقة على الهجوم" من مجلس النواب. ومهما يكن الامر فان اوباما – ولا يهم ما الذي ينتظرنا بعد ذلك – سيتم تذكره في التاريخ بأنه رئيس امريكي قاد من الخلف (وهذا المصطلح مأخوذ من معجمه في سياق الهجوم على ليبيا الذي قادته بريطانيا وفرنسا).

بدأت الحرب بين اوباما والاسد حتى وإن لم تُسمع الى الآن طلقة امريكية واحدة في سوريا منذ كان الهجوم الكيميائي في 21 آب. وهي حرب كلمات. فاوباما يهدد بالهجوم والاسد يعد في المقابلات الصحفية بالرد. وما نزال نحن في مرحلة كلمات كلمات كلمات.

كان واضحا منذ بدأت الانتفاضات العربية في 2011 أن الشأن السوري هو الأكثر تعقيدا، فهناك الكثير من الدول المشاركة. وأدرك بوتين الطاقة الكامنة. وفي الوقت الذي توقعوا فيه من اوباما أن يتسلم زمام المبادرة آخر الامر، كما يحسن بزعيم العالم الحر، جاء بوتين وقلب المائدة، فقد عرض أمس، بخلاف اوباما، عرضا جذابا للرأي العام العالمي خاصة الذي لا يريد حربا. وبهذا الايقاع ايضا سيسرق بوتين من اوباما جائزة نوبل للسلام على عمله في سوريا والشيشان وروسيا ايضا. يستطيع بوتين أن يكون فخورا فقد منح العالم مكافأة – من روسيا مع الحب.

لكن ينبغي ألا نتسرع، فما زالت رياح الحرب تهب نظريا على الأقل. فبعد اقتراح بوتين والمقابلة الصحفية مع "الصدّيق" الاسد (هل أنا كيميائي؟)، جاءت المقابلات الصحفية أمس والخطبة اليوم لأمة اوباما.

ويتوقع لنا بعد ذلك مرحلة الاتصالات في سياق طريقة نزع النظام السوري للسلاح الكيميائي. هل تتذكرون الحيل الايرانية في جنيف في تشرين الاول 2009 مع تجديد المحادثات الذرية؟ قد يكون هذا مشابها.

ولنفرض لحظة أننا مجرد متشائمين، وأن الاسد بايحاء الايام الفظيعة قد تاب. ولنفرض لحظة أنه مستعد لأن ينزع سلاحه غير التقليدي بلا هجوم. سيقول المحللون آنذاك إن اوباما عبقري وإن تهديده بهجوم كان كي يحرز نزع الاسد للسلاح الكيميائي بطرق سلمية. أفربما كان للخيار العسكري اذا قيمة، وهل يكون كذلك في ايران ايضا؟ أوربما يكون المنتصر هو الاسد لأنه بعد أن هدده اوباما بهجوم "محدود" هدد باشعال الشرق الاوسط فأحجم اوباما واتجه الى مصالحة.

ما زلنا بعيدين عن نهاية القصة وليس واضحا ألبتة ما الذي يريده اوباما. وفي مقابل ذلك يا لمبلغ سخرية أن يكون عمل مجلس الامن هو الحفاظ على السلام والأمن العام بـ "عملية سريعة وناجعة" كما تقضي المادة 24 من ميثاق الامم المتحدة. إنها فكاهة.

بقيت مشكلة واحدة فقط أمامنا وهي ألن يُعاقَب الاسد للقضاء على 1400 مواطن (هل العالم مستعد لأن يتجاوز له عن الـ 100 ألف الآخرين الذين قُتلوا بسلاح تقليدي)؟ سيُبين الامريكيون أنه سيتم في مؤتمر جنيف الثاني بحث نقل السلطة في سوريا ايضا. بيد أنهم سيهتمون بأن توجد حول المائدة مقاعد تشريف لوفود من ايران وسوريا ايضا. وبهذا الايقاع لماذا لا يُدعى الاسد ايضا؟.