خبر : خيبة أمل اسرائيلية من تأجيل العدوان الامريكي على سوريا ...اطلس للدراسات

الإثنين 02 سبتمبر 2013 02:53 م / بتوقيت القدس +2GMT
خيبة أمل اسرائيلية من تأجيل العدوان الامريكي على سوريا ...اطلس للدراسات



اسرائيل التي دأبت على قرع طبول الحرب الأمريكية الغربية ضد سوريا وحرضت عليها واستعدت لها عبر استنفار قواتها ونشر بطاريات الصواريخ المضادة وجندت أكثر من ألف من جنود الاحتياط، بدت اليوم محبطة ومصابة بخيبة أمل جراء خطاب أوباما أول أمس السبت الذي أعلن فيه رغبته الحصول على مصادقة الكونغرس للعدوان على سوريا.

كذلك لم يستطع المجتمع الاسرائيلي أن يخفي غضبه من قرار أوباما تأجيل عدوانه بعد أن شعروا انه تلاعب بأعصابهم وعواطفهم، متذكرين كيف تهافتوا وتدافعوا لاستلام الكمامات الواقية في طوابير غاب عنها أي شكل من أشكال التحضر والنظام وسادها الكثير من العنف والعراك والفوضى، عدا عن حالة الانتشاء والتشوق الكبير لإثارة المشهد التي تأجلت، فحالهم أشبه بمن اشترى التذاكر وحجز مكاناً في المقاعد الأولى للاستمتاع بعرض دموي مثير لكن العرض تأجل وربما يتغير بعرض أقل اثارة، فما كان منهم سوى الشتم والغضب وتذكير بعضهم للبعض الآخر انه حسين أوباما المسلم.

قرار أوباما العودة للكونغرس لنيل مصادقته على أي عمل عدواني ضد سوريا مهما كان، سواء أكان عدواناً محدوداً وتكتيكياً ام متدحرجاً وكبيراً، قرار له أسبابه ومبرراته الكثيرة والمختلفة الداخلية الأمريكية والخارجية، وهو يبقي فرص العدوان كبيرة وربما يجعل خياراتها مفتوحة أكثر وقد يمنح فرصة لترميم ما أصاب تحالف قوى العدوان من تصدع.

بيد انهم في اسرائيل سرعان ما قرأوا رسائل خطاب التأجيل انطلاقاً من المصالح والسياسات الإسرائيلية وأسقطوها مباشرة على الملف النووي الايراني وقرأوها في سياق تأثيرها على ما يسمونه بالمحور الراديكالي وعلى محور حلفاء أمريكا في المنطقة، حلفاء العدوان على سوريا. فكتب افى سخاروف محرر القسم العربي في موقع واللا الاخباري "المشكلة ان اوباما الذى كان يبدو قبل أيام في عيون العرب كرئيس متردد ومرتبك وغير مثابر على اقران الاقوال بالأفعال، اليوم يظهر لهم اكثر من أي وقت على انه أكثر الرؤساء ضعفاً، ويشتمون رائحة ضعفه حتى في أيران"، أما بوعز هندل مدير مكتب نتنياهو سابقا فيقول "لا يمكن الركون الى الدعم الامريكي في لحظة الحقيقة الايرانية"، أما رون بن يشاي المعلق العسكري في يديعوت فكتب تحت عنوان أوباما يتراجع اولاً "هذا سيء لإسرائيل ولأمريكا ولحليفاتها ويرسل رسالة سيئة لإيران. أما وزير الاسكان أوري ارييل، ورغم قرار نتنياهو الذى يحظر على الوزراء الحديث في وسائل الاعلام فيما يتعلق بالتحضير للعدوان على سوريا، فقد شن هجوماً قاسياً على سياسة أوباما ووصفه بالرئيس الضعيف الذي يؤثر سلباً على مصالح أمريكا وحلفائها ويصل الى استنتاج أن على اسرائيل ان تأخذ أمورها بأيديها.

خيبة الأمل الاسرائيلية تكمن في خشيتها من أنه مع مرور الوقت سوف تتزايد التعقيدات أمام أي عمل عسكري يستهدف سوريا، ومن ادراكهم من أن اوباما وربما من يأتي بعده من الرؤساء سيدركون ويكتشفون مدى صعوبة العمل العدواني في الشرق الأوسط لدرجة أن هجوماً صغيراً ومحدوداً تحول الى عمل معقد، وقد يكون له تداعيات كثيره توجب الكثير من الحسابات والكثير من مراعاة الظروف والعوامل والتداعيات، مما يجعل أمريكا أكثر حذراً وتردداً وتهتم أكثر بالتشارك في المسؤوليات، الأمر الذي يحمل إشارات مقلقة لإسرائيل، إشارات عن الضعف الأمريكي وأن بإمكان من يريد من زعماء الشرق الاوسط ان يستخف بالإرادة الأمريكية ويتحداها دون الخوف من دفع الثمن.

اسرائيل التي بنت استراتيجياتها على أساس الوجود القوي للحليف الأمريكي، الداعم الأكبر لها سياسياً وعسكرياً، والضامن لتفوقها وأمنها، والراعي لمصالحها والضامن لبقائها، تجد نفسها اليوم تضع علامات استفهام حول مدى جدية الاعتماد على الحليف الأمريكي، وهي عندما تقرأ التردد الامريكي تستصعب عدم ربطه مع الملف النووي الإيراني، ولا يبدو أنهم فرحين البته بنتائج التحليل والربط، حتى نتنياهو الذى يظهر اليوم في نظر الاسرائيليين انه كان الأكثر صواباً عندما رفض المراهنة على الموقف الأمريكي حيال ايران وأصر على استقلالية الموقف الإسرائيلي، يبدو اليوم أكثر خشية وقلقاً من تراجع الدور الأمريكي في المنطقة مستقبلاً.

عاموس يدلين يتشارك مع الكثير من المتحدثين الاسرائيليين في رصد مظاهر الضعف الأمريكي، الذي يقول ان الكثير من أعداء أمريكا ومنافسيها من تنظيم القاعدة حتى روسيا باتوا يدركون ذلك ويستلهمون منه الكثير من التجرؤ على تحدي أمريكا وسياساتها، ويستخلص ان على أمريكا لتبقى دولة عظمى أن تقوم بترميم قوة ردعها، وترميم قوة الردع بالمفهوم الاسرائيلي يعنى ممارسة المزيد من القوة والعنف.