خبر : فرح وقلق بازاء الثورة / بقلم: دانيال فايبس / اسرائيل اليوم -8/7/2013

الإثنين 08 يوليو 2013 11:53 م / بتوقيت القدس +2GMT



إن عزل محمد مرسي عن رئاسة مصر يُفرح ويثير القلق معا. ويسهل ان نفسر الفرح، فان ما بدا أنه أكبر تظاهرة سياسية في التاريخ اجتث من الجذور الاسلاميين المغرورين في مصر الذين عملوا في الأساس لصالح تعزيز قوتهم. إن الحركة اليوتوبية المتطرفة الوحيدة في العالم التي ما زالت حية تُرزق قد جربت إنكارا لم يسبق له مثيل من ملايين المصريين الذين أظهروا روحا مليئة بالالهام.

ولماذا القلق؟ أخشى أن يُطهر العزل العسكري السريع لادارة الاخوان المسلمين سمعة الاسلاميين آخر الامر.

من الصحيح الآن ان العلاقات بين الجهات المؤيدة للاخوان المسلمين وتلك التي تعارضهم قد أصبحت عنيفة تهدد بالتدهور. فالأقباط والشيعة يُقتلون بسبب هويتهم فقط. وشبه جزيرة سيناء في فوضى. والقيادة العسكرية العديمة القدرة والطماعة التي حكمت مصر بقسوة من وراء الستار بين 1952 و 2012 تحكم مرة اخرى.

إن المشكلات الأشد هي اقتصادية. فقد مُنعت ارساليات عمال اجانب منذ كان التحول في ليبيا الجارة. وأوقفت اعمال تخريب للأنبوب الذي ينقل الغاز الطبيعي الى اسرائيل والاردن، مصدر الدخل، وانهارت السياحة بالطبع. وسيطر عدم النجاعة بحيث لم يعد في هذه الدولة المنتجة للفحم ما يكفي من الوقود لاستعمال الجرارات استعمالا كاملا. وهبطت نوعية السلع التي كانت تنتجها المصانع منذ الفترة الاشتراكية هبوطا ملحوظا.

تستورد مصر نحوا من 70 في المائة من الطعام، واحتياطي العملات المستقرة التي تستطيع بها الدفع تنفد وهو ما يحد من قدرتها على شراء القمح وزيوت الطعام ومنتوجات اخرى. فاذا لم تحصل مصر على مساعدة تبلغ مليارات الدولارات كل سنة من حكومات اجنبية في المستقبل القريب، وهو شيء غير محتمل، فسيكون الجوع محتوما. وقد أصبحت الآن عائلة من كل سبع عائلات فقيرة تضطر الى تقليص استهلاكها من الطعام. والى ذلك استغلت حكومة اثيوبيا ضعف مصر قبل بضعة اسابيع وبدأت تبني سدا على النيل الازرق يمكن ان يفضي الى خفض إمداد مصر بالماء على نحو يؤثر تأثيرا حادا في الحياة في الدولة المعروفة باسم "هدية النيل".

إن الفترة القصيرة من حكم الاسلاميين على يد مرسي وشركائه الذين "أسهموا" كثيرا في جعل هذه المشكلات اسوأ، قد تُنسى بيقين ويرث من يرث الحكم الذنب ايضا. أو بعبارة اخرى، قد يصبح الألم الموجود في مصر والذي قد يوجد عبثا بيقين. ومن يعلم ربما يتجهون في يأسهم مرة اخرى الى الاسلاميين ليُخلصوهم من مشكلاتهم في المستقبل. وعلى نحو مشابه فان حكم الاخوان المسلمين القصير يقول إن شعوبا مسلمة اخرى لن تتعلم من تجربة المصريين المرة برغم أنها يجب ان تفعل.

وفي شأن آخر: يُقدر لي سميث من معهد هدسون ان حكام مصر الجدد سيرون ان حربا قصيرة لاسرائيل هي الطريق الوحيد "لتوحيد الدولة وكسب مال من المجتمع الدولي المتحمس للاتيان بالسلام" و"لاعادة مصر الى مكانها السابق البارز" في الشرق الاوسط. يبدو ان هذه الحرب لن تحرز شيئا من هذه الاهداف، فمن المنطق ان نفترض ان تُهزم القوات المصرية في حين تترك مصر أفقر وأضعف، لكن لا يمكن ان نُبطل هذا الامكان لأن قادة مصر العسكريين تصرفوا تصرفا أحمق في مواجهة اسرائيل مرات كثيرة في الماضي.