خبر : إهانة شعث لا تجعلوه عدوا/بقلم: سمدار بيري/يديعوت 30/12/2012

الأحد 30 ديسمبر 2012 02:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
إهانة شعث لا تجعلوه عدوا/بقلم: سمدار بيري/يديعوت 30/12/2012



قلائل عندنا لم يسمعوا اسم د. نبيل شعث. ومع ذلك، ينبغي ان نقدم عنه بعض التفاصيل: فلسطيني من مواليد صفد، بعث به النزاع الى الترحال بين بيروت، القاهرة، غزة، عمان وتونس والدراسة (دكتور في الكيمياء) في الولايات المتحدة. وهو ابن 74، أرمل ومتزوج للمرة الثانية، أب لاربعة، اصغر ابنائه فتاة ابنة 14 فقط، هي سميحة. وهو يسكن في شقة فاخرة في رام الله وله جملة من الالقاب: عضو اللجنة المركزية لفتح، عضو برلمان، عضو المجلس المركزي، وزير سابق وبالاساس مستشار ورجل ثقة رئيس السلطة أبو مازن. في مهمتيه الاخيرتين احتل العناوين الرئيسة حين تراكض لتحقيق الدعم الدولي لمكانة المراقب في الامم المتحدة للفلسطينيين وكمبعوث في مساعي المصالحة بين فتح وقيادة حماس في غزة. وهو يعرف غزة جيدا من سنوات سكنه في القطاع، الى جانب عرفات.نبيل شعث لم يكن مشاركا في عمليات ارهابية ابدا. وحتى اكثر المتشددين عندنا لم يجدوا سببا لاتهامه. وهو لم يعتقل في اي مرة ولم يؤخذ الى التحقيق. صوره الشهيرة في طابا، الى جانب أمنون ليبكين شاحك الراحل، لعبت عندنا دور النجم بلا نهاية في أشهر المفاوضات، وفي الاسبوع الماضي نشر شعث في هذه الصفحات تأبينا منفعلا في ذكراه. وفي مكالمة هاتفية روى لي بانه عندما تلقى النبأ عن وفاة ليبكين شاحك، ذرفت عيناه بالدموع وما كان يمكنه أن يجد لنفسه راحة. وبعد ذلك قلنا معا، كلنا بشر.قبل ثلاثة اسابيع قرر أحد ما كبير جدا عندنا أن يعاقب د. شعث. وبدون انذار مسبق سحبوا منه مكانة الشخصية رفيعة المستوى. وهذا يعني ان تحركه مقيد. هذا يعني أنه محظور عليه الدخول الى اسرائيل دون تنسيق مسبق مع الادارة المدنية. وفجأة تذكروا عندنا بان شعث مسجل على الاطلاق كمقيم في القطاع، وفي كل لحظة قد يدقوا بابه مع أمر ابعاد. هذا يعني ان بوسعهم أيضا أن يمزقوه عن عائلته. عندما استعد لان يجتاز جسر اللنبي الى الاردن، شرحوا له أنه في مكانته الجديدة كـ "فلسطيني عادي"، من واجبه أن يحصل على موافقة من مؤسسات حماس في غزة، ينقل الاوراق الى الادارة المدنية في الضفة وفقط عندما يحصل على الاذن يكون مدعوا لان يصعد الى الباص، ان ينتظر في الطابور وان يجتاز معبر الحدود. سألته كيف يشعر مع وضعه الجديد. يحزنني، قال. أنا غاضبة، قلت.  وفي ليل الخميس، حين خرجت من بث فيلم "حراس الحافة" فكرت كيف وصلنا الى وضع يكون فيه ستة رؤساء مخابرات اسرائيلية، كل واحد ومذهبه الفكري، يقولون ذات الشيء بالضبط. كيف أن ستة رؤساء الجهاز الذين اعتقلوا فلسطينيين، هزوهم بل وأكثر من هذا ينشدون ذات النشيد المتكرر في أن هذا الوضع لن يؤدي بنا الى أي مكان. وانه ينبغي الحديث، مثلما يقول ابراهام شالوم من قضية خط 300، حتى مع الـ ... . وأنه لا يوجد طريق آخر من يريد أن يواصل العيش هنا. فكرت، كيف أن السداسي خاصتنا انتهى بهم الامر لان يكونوا الرجل الشرير، وتوجهوا الى حركات السلام: ابراهام شالوم الى مبادرة جنيف، يعقوب بيري الى "اسرائيل تبادر"، عامي ايالون، الى الحملة الجماهيرية، كرمي غيلون، الى مركز بيرس للسلام، ويوفال ديسكين بشكل عام، الله يحفظنا مما يخرج من فمه. مثلما في الفيلم، في حالة نبيل شعث ايضا تعرضت لضربة قوية في البطن. صحيح، أنا أرى فيه صديقا شخصيا، حللت ضيفة عنده في بيته أكثر من مرة، وأنا مستعدة دوما، حتى في مكانته المهينة، أن استضيفه هو وعقيلته وأبنتهما. لم افلح في حل لغز القرار بالنزول على شعث. يحتمل أن يكون قال شيئا ما غير ناجح. فماذا في ذلك؟ شعث هو ليس "احد منا". هو وطني فلسطيني يمثلهم "هم". اجعلوا له الموت، أهينوه، اجعلوه عدوا والخسارة لن تكون الا خسارتنا.