خبر : العودة إلى غزة ..حمادة فراعنة

الجمعة 14 سبتمبر 2012 08:51 ص / بتوقيت القدس +2GMT
العودة إلى غزة ..حمادة فراعنة



بإعلانه العمل على حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ، المقيمين في سوريا ، والمتضررين منهم من الحرب الدائرة فيها ، وذلك عبر نقلهم إلى قطاع غزة ، وبشكل خاص لمن يرغب منهم ، أي بجعل هذا الحل وهذا المأوى إختيارياً ، يكون السفير الفلسطيني عطا الخيري ، وإستناداً للقرار السياسي لدى منظمة التحرير ، أنه  أبرز أهمية قطاع غزة ،  من زاويتين : أولهما : أنه أعاد التأكيد على خيارات وطريق الراحل ياسر عرفات ، الذي عمل على إعادة القضية الفلسطينية إلى عنوانها وجذرها ، ونجاحه في نقل الملف الفلسطيني من المنفى إلى الوطن ، ففلسطين هي وطن الفلسطينيين ، ولا وطن لهم سواه ، وهذا ما فعله ياسر عرفات ورفاقه الذين إنتقلوا من العواصم العربية ليعيشوا وسط شعبهم في المراحل الأولى من الأنسحاب الأسرائيلي التدريجي من غزة وأريحا ، رغم الظروف الصعبة ، وتدني الخدمات ، ومرارة الأحتلال . وثانيهما : أنه أحيا التعامل مع قطاع غزة بإعتباره محرراً من الأحتلال ، وإلا ما معنى فكفكة قواعد جيش الأحتلال وإزالة المستوطنات وإنسحاب الأسرائيليين بالكامل من قلب قطاع غزة منذ عام 2005 ، وغدا القطاع بلا إسرائيليين  ، رغم  إعتداءاتهم المتكررة ؟؟  . صحيح أن هناك حصاراً مفروضاً على غلاف قطاع غزة بحراً وجواً وبراً ، يحول دون إتمام حرية وإستقلال أهل القطاع بالكامل ، مما يستوجب العمل على إزالة هذا الحصار ، وهذا ما يتوقعه الفلسطينييون من مصر برئاسة محمد مرسي ونظام الأخوان المسلمين ، كي يقدموا ما لم يقدمه حسني مبارك ويفعلوا ما لم يستطع فعله النظام السابق ، للجار الفلسطيني المثقل بهذا الحصار  . الفلسطينيون العائدون إلى قطاع غزة ، يعودون إلى وطنهم ، ويستطيعون حمل جواز السفر الفلسطيني بعد حصولهم على الرقم الوطني ، وبعدها يستطيعون مغادرة القطاع للعمل أو للعيش أو للدراسة في الخارج ، ولكن بعد أن يحصلوا على الوثائق اللازمة التي تعينهم على التحرك والعيش الكريم في أي مكان وفي أي بلد في العالم ، أسوة بباقي البشر ، مع مواصلة تمسكهم بحقهم في العودة إلى المدن والقرى التي طردوا منها عام 1948 ، وفق القرار الدولي 194 ، وإستعادة ممتلكاتهم في تلك المناطق ، وتعويضهم عما عانوه من تشرد وإبعاد عن وطنهم . العودة إلى قطاع غزة ، عودة سياسية أولاً وعودة معيشية ثانياً ، خاصة  إذا تعذرت سبل الحياة الطبيعية في المنافي والشتات ، والتحدي أمام الفلسطينيين ، كيف يمكن أن يحولوا قطاع غزة إلى حالة مستقرة ، تقوم على العيش الكريم والتعددية والأحتكام إلى صناديق الأقتراع كي تكون جاذبة للفلسطينيين من عذابات المنفى وقسوته ؟؟ .