خبر : اغتيال عرفات : ما الجديد؟ ...د.عبد الهادي العجلة

الثلاثاء 10 يوليو 2012 07:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
اغتيال عرفات : ما الجديد؟ ...د.عبد الهادي العجلة



قبل سبع سنوات رحل القائد الأممى  ياسر عرفات مودعاً قضية الأمة العربية الأوحد على مر السنين، ومودعا شعباً لا يزال يرزحتحت الأحتلال. حاول عرفات على مدار سنوات نضاله  منذ 1964 ان يحقق الحلم الفلسطينى بتحرير فلسطين أرضاً وشعباً وتحقق كياناً مستقلا لفلسطين بعد ان تخلى عنه الجميععربا وعجماابان  العامين 1982 وبعد حرب الخليج الاولى .حاول عرفات أن يبنى حلم كل فلسطينى على كل شبر يمكن تحرير من أرض الوطن، حيث عمل عرفات خلال سنوات العوده على انشاء قاعده استراتيجيه للتحرك والنضال من أرض الوطن وليس من خارجه وحقق ذلك بخلق واقع جديد أربك العالم سياسياً ووضع العالم تحت سياسة الامر الواقع باسترتيجيه فلسطينيه وهى "ارداة السلام" وكان عنوان المرحله " الأرض مقابل السلام"،  فمنذ اليوم الاول لتوقيع اتفاق اوسلو, اعترف الاسرائليون انهم لا يثقون بياسر عرفات،فهم يرون فى عرفات المؤسس للكفاح المسلح والرجل الصعب الذى لا يمكن أن يتنازل عن ثوابت القضية  وربما عن فلسطين كلها. لقد كان عرفات فعلاً السياسى والعسكرى المحنك الذى لا يمكن التغلب عليه سياسيا عسكريا, فهو من استطاع التكيف مع الظروف السياسيه العالميه  فارضاُ اجندته  على طاولة  الساسه والقمم العالميه. هنا كان لا بد من وقف ياسر عرفات واغتياله سياسيا وعسكريا. ليس الأمر وليد العام 2002 او 2004. قرار اغتيال عرفات اتخذ قبل ذلك بعدة عقود  ولكن الظروف السياسيه والمتغيرات العالمية لم تسمح لهم بذلك فى فلسطين والعالم العربى وكافة دول العالم يؤمن الملايين من الساسه والكتاب والمحللين والمثقفين والمؤلفين والعسكريين ان عرفات مات بفعل فاعل ولم يمت  كاى شخص عادى. لقد قال لى احد الضباط الالمان  ويعمل فى مقر الناتو أننى اؤمن ان عرفات مات مسموماً ولم يمت ميتاً عاديه.أنه شخص ليس ككل العسكريين وليس ككل السياسيين.  اذاً يعرف الجميع ان عرفات مات مسموما,ويدرك الفلسطينيون هذه الحقيقة في الداخل والشتات فلو سألت طفلا صغيرا فى شوارع عين الحلوه او حارات مخيم بلاطه او مدينه رفح لقال لك ان عرفات مات مسموماً ولم يمت بشكل طبيعى كمان ادعىت بعض الجهات الغربيه واخفت, ربما, أدله مهمه يمكن ان تستخدم مستقبلاً كدليل قطعى ورسمى على ان عرفات  استشهد مسوماً.العديد من المحللين السياسيين والكُتاب كتبو حللو وأصدرو الفتاوى ربما بعلم او حتى لا تضيع الحفله عليهم  وأدلوا بدلوهم فى مناسبه ليست ككل المناسبات.  لكن العديد ابتعد عن المنطق وأساس العمل السياسى والصحفى فى رؤيتهم للامور ولم يحللوا  الموضوع بشكل يقتع القارئ أو يعطى ماده جديده حسب رؤيه علميه ذات أساسكما قال السيد عطا  بائع الخضروات فى شوارع رام الله لجريدة "ذا ناشونال" أننا جميعاً نعرف ان عرفات مات مسموما . بعض القاده والمحللين والمنظرين الصهيونيين ادعو ان عرفات مات تارة بمرض نقص المناعة المكتسبه وأخرين ادعو ان عرفات مات بالسرطان وجميعهم اردوا  ارسال رساله  مفادها ان اسرائيل لم تغتال عرفات.وفي هذه الايام حاولت الجزيره,حسب تقريرها الاستقصائى لفت النظر الى قضية ياسر عرفات من جديد ولعبت دوراً محوريا, كما عودتنا في ابراز قضايا الوطن العربي ضمن اجندة ورؤية غير منصفة و موجهة, ربما, تخدم أهداف لا تخفى على البعض . حيث ادعت الجزيره أن عرفات قتل  بمادة البولونيوم 210 Polonium السامه. البولونيوم هو عنصر كيميائى خطير جدا وأقوى 250000 مره من حمض البروسيك السام"  أى انه قاتل لا محاله. والتعرض الى جرعه بسيطه منه, سوف تؤدى ا حتماً الى الوفاه. وبناء على ذلك كان هناك العديد من النقاط الهامه التى يجب تحليها بشكل علمى بعيداً عن العاطفيه الفلسطينيه والحب المكنون للرئيس الراحل ياسر عرفات.أولا: إن التقرير الاستقصائى هو من انتاج قناة الجزيره الفضائيه, صاحبة الباع الكبير فى الضغط على القياده الفلسطينيه خلال السبع سنوات الماضيه، واول من اتهم الرئيس عرفات بالتفريط فى الثوابت الفلسطينيه، حيث   شنت الجزيره هجوم على الرئيس عرفات حتى وصل ان تم اتهامه من خلال تقارير  ملفقه بان أصله يهودى وكانت الجزيره ولا زالت مكانا ومرتعاً لشن هجوم على عرفات وتاريخه ومنبر للأصوات المعارضه لسياسه عرفات التاريخيه.ثانياً: معد التقرير هو احد أفردا جهاز الامن والحمايه الامريكيه سابقاً، حيث  يعمل الان كرئيس قسم الشفافيه فى قناة الجزيره ومهرب وثائق المفاوضات العام الماضى. كلايتون سوشر مؤلف كتاب كيف سقطت كامب ديفيد واحد أفرد الحراسه الدبلوماسيه لعرفات سابقاً ، فبالتالي اعداد وانجاز الجزيرة  لهذا التقرير موضع شك والتى عودتنا دائما على سياسة توجيه اللسان المعارض بالقذف والخيانة مضاده للقياده الفلسطينيه وتوجيه أصبع الاتهام للقياده بالتفريط دائماً . ثالثاً: أاعلن  المركز السويسرى ان كلايتون نفسه (فى التقرير ذاته) من طلب الكشف عن سموم اشعاعيه, ربما لخبرته السابقه كرجل امن وحمايه فى البيت الأبيض!  لماذا يطلب كلايتون هذا بنفسه؟ هل يعرف سابقاً انه ربما يكون مواد اشعاعيه فى ملابس عرفات؟ يؤكد أيضا فى لقاء متلفز انه سوف يقوم بتحقيق ملحق مع بعض الأشخاص للكشف عن قتله عرفات وبعض المقربين منه .رابعاً: ان التقرير لم يذكر أن العديد من علماء الفيزياء الأسرائليين قتلو بنفس هذه الماده؟ حسب كتاب "the bomb in the basement" حيث أن العديد من علماء الفيزياء الاسرائليين ماتو اثناء تحضيرهم لهذه الماده ما بين الأعوام 1969-1957. اذاً هناك نقص للحيادية  فى التحقيق الصحفى الذي قامت به الجزيره. ذلك أن البروفيسور درور سعاده الذي  عمل فى معهد ويزمان للابحاث النوويه مات بمرض السرطان بعد تعرضه لهذه الماده. بالاضافة إلى أن  أحد مساعديه واثنين من طلابه ماتوا بعد سنوات بمرض اللوكيميا،لقد أخفت اسرائيل هذه الحقائق التاريخيه ربما لاهداف معينه وربما اغتيال العديد من القاده العرب والاجانب المعارضين للتوسع الصهيونى فى المنطقه. خامساً: أما بالنسبه لوجود البلونيوم فى  مقتنيات الشهيد ياسر عرفات, فهنا الجدل العلمى يزداد. البولونيوم 210 وهو من سلاله اليورانيوم يتحلل خلال 138 يوم و يتحول الى رصاص 206.   فكيف بقى لمده 8 سنوات فى مقتنيات الرئيس الراحل؟ هل تم وضع البولنيوم لاحقاً تخوفاً من اكتشاف كيف استشهد أبو عمارحقاً؟سادساً: الأعراض التى أصابت الجاسوس والمعارض الروسى ألكساندر ليتفينينكو بعد ان دس السم له لا تنطبق على الرئيس عرفات. فعرفات لم يفقد شعره ولم تضمر عظامه كذلك, هل ذلك يعبر عن مواد اشعاعيه اكثر تعقيداً استخدمت فى اغتيال عرفات؟ لماذا لا يتم محاولة الكشف عن مواد اخرى؟ بالاضافة الى أن شهادة مفتي القدس الذي قام بتغسيل الراحل عرفات اشار الى وجود تغيرات عديدة على الراحل عرفات من تضخم حجم الرأس وظهور البقع الرزقاء والحمراء التي غطت جسده ولذا يجب التركيز على هذه الاعراض التي صاحبت عرفات واكتشاف دلالتها على كيفية تم تسميمه وانهاء حقبته السياسيه. ان قناة الجزيره الفضائيه بهذا التقرير وفى هذا التوقيت لها هدف معين ربما الضغط على القياده الفلسطينبه من خلال توجيه اعلامها فى الوقت التى شهدت فيه مدن الضفة الغربيه مظاهرات ضد زيارة شاؤول موفاز ," رئيس أركان الحرب الاسرائيلى ابان اغتيال أبو عمار"  والمواجهات التى وقعت بين الشبان والشرطه الفلسطينيه. فلربما أردات الجزيره تاجيج الشارع الفلسطينى ضد القياده الفلسطينيه الحاليه فى خضم استعداد السلطه للعوده مجدداً الى الأمم المتحده لطلب عضوية كامله  قريباً. والشىء المتفق عليه من قبل الجميع وجميع من عرف عرفات بأنه قتل غدراَ واستشهد على أيدى خارجيه وربما امريكيه، فوعد شارون لجورج بوش بعدم المساس بعرفات يعبر عن مدى التوافق ما بين سياسه بوش وشارون وبالتأكيد فأن شارون لم يقدم على اى خطوه بدون موافقة بوش . ربما ان بوش نفسه هو من اعطى اوامر باغتيال عرفات وليس اسرائيل.لقد كان بوش مريضا بعرفات كذلك.على القياده الفلسطينيه والتى واجهت الضغوطات العام الماضى باسلوب لا يعبر عن توافق وطنى داخلى ان تبقى فى حاله تيقظ من القادم، فالضغوطات القادمه على السلطه الفلسطينيه ستكون أكثرها ضربات اعلاميه فى محاولة هز القياده وردعها عن اتخاذخطوات باتجاه الحصول على مقعد دوله فى الأمم المتحده.لقد كان على السلطه الفلسطينيه الابقاء على لجنة التحقيق ومنذ الان ضم العديد من الباحثين فى مجال الطب والفيزياء العرب  والفلسطنيين من اجل الكشف عن حقائق علميه والتواصل مع نتائج التقرير الاستقصائى للجزيره.، كما أن عليها  التوجه بطلب تشكيل لجنه دوليه لاغتيال الرئيس الراحل وان جاء الطلب متاخراً لكن  التحقيق يمكن ان يستمر وان يتم الكشف عن القتله الحقيقيين لياسر عرفات.ولأن  عرفات كقائد أممى وزعيم شعب يستحق التقدير فى ان يشكل  غيابه والكشف عن من شارك فى تغييبه جسدياً عن الوطن والقضيه محوراً لتغيير السياسه الفلسطينيه الداخليه والحفاظ على اللحمه الوطنيه وعودة النضال الفلسطينى بكافة أشكاله. فعرفات شخصيه نادره على مدار التاريخ وينبغى ان يتم تناو سيرته وقضيته بشكل جدى وليس بشكل تجارى من اجل التنظير والتأطير والتأثير على قرارت معينه لصالح جهات معينه. Dr. Abdalhadi Alijla> Political Scientist and Reasearcher> Zeppelin University- Germany