خبر : صمت المصالحة .. الفصل الأخير..د. عبير عبد الرحمن ثابت

الخميس 31 مايو 2012 02:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
صمت المصالحة .. الفصل الأخير..د. عبير عبد الرحمن ثابت



منذ توقيع اتفاق القاهرة الأخير .. والطرفان المنقسمان يرسلوا رسائل تطمينات للشعب الفلسطيني الصامت .. فكل يوم يخرج علينا مسئول من حركة فتح أو حركة حماس ... ويقول بأننا سنتصالح .. لا تقلقوا ...  ولا تخافوا لن نخذلكم هذه المرة .. .. ها نحن اقتربنا .. استقبلنا لجنة  الانتخابات وباشرت عملها .. الوفدان قطعا خطوات مهمة على طريق تشكيل الحكومة المقبلة .. ستعلن قمة عباس ومشعل تشكيلة الحكومة .. سيصدر الرئيس أبو مازن بعدها مرسوما بدعوة المجلس التشريعي للانعقاد... وتم الاتصال برئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون والاتفاق على توجيهه الدعوة لاجتماع لجنة إعداد قانون انتخابات المجلس الوطني ... والأمور تسير على ما يرام ... والشعب المغلوب على أمره صامت وفى انتظار .   وقد أطلعنا السيد قدوره فارس على مصاريف المصالحة التى لم تنتهي بعد .. فالمتخاصمين ما زالوا بحاجة لمباحثات هنا وحوارات هناك وكلها على فاتورة المصالحة .. ولكن أستاذى الفاضل  قدوره فارس لو حسبنا مصاريف السفريات ؛ والبرتوكولات ؛ والموازنات ؛ والبدلات ؛ وغيره وغيره .. سنبنى بها وطن وليس مدرسة أو حتى جامعة .   والجميع يتابع عن كثب مجريات المصالحة .. ومع كل هذه التطمينات تم تأجيل اجتماع الرئيس أبو مازن وخالد مشعل إلى العشرين من يونيو/حزيران المقبل بالقاهرة ، وهو ما يعني تأخيرها أسبوعين عن الموعد الذي تحدث عنه مسئولون فلسطينيون في الأيام الماضية .   وحسب التقارير بأنه لم يتم الاتفاق بشكل نهائي على كافة أسماء الحكومة الائتلافية الموحدة  ولربما هناك عقبات سيتم تذليلها من قبل السيد الرئيس أبو مازن والسيد خالد مشعل ، ولكن هناك أمر آخر فلربما ينتظر الطرفان نتائج انتخابات مصر .. ومن سيكون الفائز فيها فلو نجح محمد مرسى فسترجح كفة حماس ،  بينما لو نجح احمد شفيق فترجح كفة حركة فتح ؟ وما خفي كان أعظم .   تأجيل اللقاء خطوة تحتاج منا التوقف ، والتصريحات المتتالية والتى تحدثت غالبيتها عن النوايا وأن هذه الجولة ستبين من المُعَطل للمصالحة وسنكشف أمره للشعب الفلسطيني .. كلمات كلها كمن يضع العصا فى الدواليب وتشير إلى الريبة .. وكأن الطرفان ينتظر كل منهما الآخر لينهى من جانبه ( مثل ما بنحكيها بالعامية تيجى منهم مش منا ) .   الشارع الفلسطيني ما زال صامت وغير مكترث لما يحدث ،  أو محبط وفاقد الثقة فى الطرفين.  ولربما احتياجاته اليومية أصبحت أهم من المصالحة ، فعلى سبيل المثال لو سألت رجل أو امرأة فى غزة عن رأيهم فى المصالحة سيردوا "حلوا  قضية الكهرباء أفضل من قضية المصالحة" لأنهم سئموا من اتفاقيات المصالحة  التى تنتهي كلها إلى ترسيخ الانقسام .   ولكن !!!  احذروا هذا الصمت ... فهذا الشعب لن يصمت طويلا .. فهذا هو الفصل الأخير  وإسرائيل لم تكن تتوقع أن ينتفض عليها رجال ونساء وأطفال جباليا ونابلس ورفح وجنين  وكل القطاع والضفة فى عام 1987 وأشعلوا النيران تحت أقدام المحتل وبحجارتهم غيروا معادلة  الجيش الذى لا يُقهر .   واعلموا أيها المنقسمون .. أن الضغط يولد الانفجار .. وتحت هذا الصمت بركان .. إن انفجر سيقضى على كل شئ ولن تبقى فتح أو حماس أو حتى شعب تنقسموا عليه ... دعائنا لكم دوما بان تنهوا هذا الفصل المعتم من تاريخ قضيتنا الفلسطينية .. والله ولى التوفيق .   Abber_ath@hotmail.com