خبر : إستوحاش المكان!!! ... بقلم: فراس ياغي

السبت 28 أبريل 2012 08:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
إستوحاش المكان!!! ... بقلم: فراس ياغي



إستوحش المكان بعد أن فقد بوصلة الزمان..أحلامه مرَّ عليها أربعة عقود..وحين أخْذِه لزمام المبادرة حاول بكلِّ ما يستطيع من أفق وخيال أن يأتي بها للواقع..رسم طريقه بدون خطة..وإعتمد على من حوله من الطامعين بمكانه..فكّرَ أن مُجرد رؤية الآخر له ستعيد الطمأنينه لمن لا يعترف بها أصلا..طرح من المباديء والشعارات ما لا يمكن تحقيقه حتى لو إجتمعت كل النيات الطيبه لديه ولدى شعبه..بذلَ ولا يزال من الجهد والطاقة الكلامية بمقدار كلِّ الاحلام السابقة..أتى بمن يضمن له نوعٌ من الاستقرار الاقتصادي والأمني..وحارب التطرف والمتطرفين..وواجه أدعياء الأمة دون كلل بعد أن سمح لهم بالعبور الآمن..نظر حوله فإستعرب المكان..قرأ رزنامته على منضدته فلم يعرف الزمان..رفع يده لينظر لساعته فتوقف عن الكلام..نادى على مفاوضيه فلم يجد السلام..إتصل بسيده فجاءه صوتٌ من النيام..أحلامك أحلامنا..ودوافعك هي دوافعنا..وسيدنا وسيدك تائهُ في بحرٍ من الاوهام..فإصبر وتمترس على صدق نيتك.. وإعلم أن الله مع الصابرين الصادقين إلى يوم الدين.ليس حلماً ولا هي أوهام..تكلم بصدى صوتٍ في أذنيه بعد أن سمع كلّ المتبقي ممن يمتهن الكلام..فلا رسالة ولا جواب ممكن أن يعوض ما فات من زمان..حسن النية وصدق الوعد ليس مكانة بين من لا يعرف السلام..والسياسة لديها الكثير من الاوهام حين تتم رؤيتها من خلال الأحلام..سنوات وعقود لم تُغير من الآخر سوى عبارات من المجاملات والسلام..فلا تواريخ مقدسه..ولا نهاية للحوار والجدال بمنطق الاحلام..فقد جئنا بهم بإرادتنا..وعاشوا وفقا لذلك بعد أن فهموا معنى أن يختاروا بين الركام والسلام.يقال أن المرء يسعى في حياته نحو أهداف وطموحات..ويحاول وفقا لقدراته أن يحققها..ولحظة الشعور الداخلي بالضعف..ورؤية ما حول النفس من عجز وإستكانه..يبدأ بالتحوصل حول فكرته وبين أقرانه..ويبتدع ما لا يمكن إبتداعه في اللحظات الأخرى..هو وقف دون أن يشعر بمعنى التوفف..وتكلم في سياق التوقف دون ان يعرف انه توقف..وما بين الكلام والتوقف مسافة ربيع لم يزهر وطنا ولا يزال..مسافة سلام ليس "ب" سلام بقدر ما هو تعبيرات كلامية عن رؤيا شخصية لمن خبر واقعه ومن حوله من أقرانه..شجاعته ونظرته الانسانية وصدقه في توجهه ورؤيته لا تكفي الآخر الذي ينظر إليه ك "أغيار"..ومن كثرة ما عبّر عما بداخله بوضوح نظريا وعمليا..نظر إليه ذاك الآخر بنوع من التشكيك بمطالبات وممارسات تُحيلَ صِدقه وقًدرته لما لا يمكن تخيله وتحمله..الانسان الفلسطيني أيضا ينظر بكلِّ العيون المرئية وغير المرئية ولا يرى شيئا..ويقف محتاراً بين صدق التوجه وحافة الإنهيار على أرض الواقع. يقول آينشتيان: "المنطق سيأخذك من النقطة أ إلى النقطة ب، الخيال سيذهب بك إلى أي مكان"..والفلسطيني وعبر التاريخ قد ينحني لتمر العاصفة لكنه لا يركع لغير الله..والفلسطيني مغروس في الارض كجذور الزيتون..ومهما كانت السياسات ديكتاتورية قمعية إحتلالية..أو كانت ليبرالية إحتلالية..أو كانت سلامية إحتلالية..فهو باقٍ هنا وهناك إلى يوم الدين..وهذا هو التاريخ الفعلي لما كان وسيكون..وهي لم تكن أبداً رؤيا أو تمني..فقد ولدنا هنا وهنا سوف نكون..شاء مُحبي السلام ام لم يشاؤوا..فهم عاشقوا الحروب أم لم يفهموا..إقتنع محُتلي البؤر الاستيطانية العشوائية أو المنظمة أم لم يقتنعوا..الفلسطيني الذي علّم من لا يتعلّم ولا يعرف مفاهيم ومفاتيح الصبر لا تُطرب آذانه عبارات أو أحلام..هو ينتظر بثبات الثابتين..واقفا منتصبا يكره وسيكره من يُقبلّ أيادي "الخليفة المنتظر" في عواصم الغاز..هو ليس "قابيل" ولن يكون أبدا "هابيل".أخيراً، يحكى أن أمراء محطات البنزين على شواطيء خليج المحيط الهندي أصروا أو "ألحوا" على رفض تعلم تنسيق الازهار..فهذا الشيء لا يُعبر عن رجوله..وقالوا أن الورد والازهار بدعة من بدع بلاد الشام جلبها الخليفه الاموي "معاوية" من دمشق العروبه إلى جزيرة العرب سابقا ومحطات الغاز والبنزين حاليا..ومنذ تلك الحقبه ولا يزال هؤلاء الأميراءُ يكرهون التناسق بين الاشياء..ولأنهم وفي غفلة من الزمن ومن القاهرة وبغداد ودمشق والعرب يسيطرون على مقدرات الامة الرسمية..فقد جاءت تحركاتهم وحتى قراراتهم لا تتناسق وحجم التحرك الراهن عربيا..فالشعوب إنتفضت لكرامتها وفلسطين جزءا من تلك الكرامة..لكنهم يَحرفون ويُحَرّفون بوصلتها عبر إعلامييهم في "جزيرتهم" و "عربيتهم" ويستخدمون ما طاب لهم من أموال الامة لدعم "سَلَفيّيهم" كإمتداد لما تَعودوا عليه في فهم التناسق، هم يكرهون تناسق الاشياء وإنسجامها كتعبيرٍ عن اللاتناسق في وجودهم وتفكيرهم، وكتعبير عن كونهم دول اللا دول في عصر الغاز والبترول، ونقول لهم شعوبكم لا بدّ قادمة وحروب الردة فشلت وستفشل، وبعد أن أصبحت العراق والشام ومصر وشمال أفريقيا لنا ولهم، فلا عودة لما قبل التقويم "الهجري"..ومعركة "ذي قار" كانت بداية البدايات لعرب الوحدة.. وربة ضارة نافعه، و "النسور لا تصطاد الذباب"، فهل يعي إسلاميي الربيع العربي أين هم من هؤلاء؟!! وهل يعي من إحتلوا الميادين نصرة للكرامة والحرية من يدعم الثورة المضادة؟!!! وهل يعي أتباع العمامة أن الثورة والتغيير لا تتوائم مع ملوك وأميراء الغاز والبترول؟!! سؤال ينتظر إجابة تأتي كموقف وليس كحديث أو فتوى.