خبر : مصر: تحذير للمجلس العسكري / بقلم: د. ليعاد بورات / اسرائيل اليوم -- 5/4/2012

الخميس 05 أبريل 2012 06:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
مصر: تحذير للمجلس العسكري / بقلم: د. ليعاد بورات / اسرائيل اليوم -- 5/4/2012



 بعد انتصارات لم يسبق لها مثيل للاخوان المسلمين في نطاق الانتخابات لمجلسي الشعب في مصر، زاد التوتر بينهم وبين المجلس العسكري الأعلى. فالأولون يطلبون تمكينهم من تحقيق ارادة الشعب ونقل السلطات التنفيذية الى جهات انتخبها في حين يتأخر المجلس العسكري عن اطلاق الصلاحيات التي أخذها لنفسه بعد تنحية مبارك.             برغم ان الاخوان يتصرفون بضبط للنفس وتفكير متزن في مواجهة المجلس العسكري، تُسمع من قبلهم في المدة الاخيرة تحذيرات. يشمل واحد منها تهديدا فحواه انه اذا لم يستمر ضباط الجيش في نقل السلطات الى المؤسسات المنتخبة فلن يحجم الاخوان عن اشعال الشارع. وان انتخاب المهندس ورجل الاعمال خيرت الشاطر مرشحهم لانتخابات الرئاسة في الشهر القادم استمرار لتهديدات من هذا النوع، فالشاطر هو رمز الاخوان الى ثمن التضحية الذي هم مستعدون لدفعه في مكافحة النظام للتمكين من احترام ارادة الشعب وتحقيق مسارات ديمقراطية.             قضى الشاطر طول السنين عدة فترات سجن وأصبح الزعيم الأكبر للاخوان. وزيادة على العمل الميداني المختص الذي قام به الاخوان في العقود الاخيرة والسلوك الذي لم تكن فيه أية أخطاء في السنة الاخيرة، فانهم يحظون بتزكية عظيمة بسبب الكلفة التي دفعوها. فقد جرب نشطاؤهم الاعتقالات والتحقيقات والتعذيب، بل أُعدم بعض منهم.             ويُنظر الى الشاطر باعتباره واحدا دفع ثمنا باهظا يضاف الى مشكلاته الصحية في نضال عادل مبدئي لاستبداد النظام وبلادة حسه. ويأمل الاخوان ان يجزيه الشعب عن ذلك في الانتخابات. وقد خسرت عائلته الكبيرة عائلها الرئيس على أثر اعتقاله واضطرت الى ان تجابه مثل كثيرين آخرين الواقع الاقتصادي الاجتماعي الصعب. وحظيت مجابهة زوجته بتغطية اعلامية واسعة من الاخوان واهتموا بنشر ذلك. ويُرى الشاطر في مصر انسانا متدينا مثقفا في مجالات شتى وقوي الحضور ونشيطا وصاحب مباديء وواحدا تسلق الى القمة بأصابعه العشر.             هذه هي الصورة التي يروجها الاخوان للشعب المصري في مواجهة فريق من ضباط الجيش يُصنفون على أنهم بقايا النظام السابق "الكريه". وقد استنتج الاخوان ان ترشيح مرشح للرئاسة لا يمكن إلا ان يكون في مصلحتهم ويضمن الاستمرار في نقل الصلاحيات. وهذا اجراء محسوب جيدا قد يمهد الطريق لهم للسيطرة على السلطة في مصر.             يتهم الاخوان المجلس العسكري بأنه يؤخر تعيين لجنة تأسيسية لصياغة الدستور، ويزعمون ايضا ان الضباط لا يُمكّنون من انتخاب حكومة ائتلاف.             وهذان الأمران من صلاحية مجلس الشعب، وتعلمون ان للاخوان أكثرية في مجلس الشعب وأن رئاسة المجلس لهم: فسعد الكتاتني (ابن الستين) وهو مختص بعلم الأحياء الدقيقة، وأمين سر حزب الاخوان في السابق، انتُخب في كانون الثاني هذا العام ليكون رئيس مجلس الشعب.             يشتهر الكتاتني بلغته اللاذعة وأسهم الانتقاد التي يوجهها الى النظام. وهو يبرهن في عمله الحالي الى الآن على مثابرة مدهشة على النضال السياسي الاعلامي في مواجهة المجلس العسكري.             ولا يقل الشاطر عن الكتاتني في سجل نضال "بقايا النظام السابق"، بل يفوقه في هذه المعايير ولأنه مرشح للرئاسة ايضا. ان الاخوان يوحون بترشيحه الى ضباط الجيش في واقع الامر بأنهم مستعدون لتجديد النضال اذا تأخر اجراء نقل الصلاحيات وأن يدفعوا ثمنا عن ذلك. وفي السياق نفسه ينبغي ان نذكر انه بخلاف التحليلات التي تُسمع في وسائل الاعلام في الايام الاخيرة والمتعلقة بطابع الشاطر البراغماتي، تكشف نظرة اخرى الى اعماله على مر السنين عن استنتاج آخر وهو انه مقاتل ذو آراء صلبة. والدليل على ذلك انه تعدى القانون أكثر من مرة واحدة في نضاله من اجل الدفع قُدما بأهداف الاخوان وهي اسقاط نظام مبارك وانشاء دولة مدنية تخضع لسلطة تشريع اسلامي.