خبر : من يؤيد تحطيم البنية التحتية / بقلم: تسفي برئيل / هآرتس 14/3/2012

الأربعاء 14 مارس 2012 12:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
من يؤيد تحطيم البنية التحتية / بقلم: تسفي برئيل / هآرتس  14/3/2012



 بدأ يعمل مع القبة الحديدية المجهر السياسي والعسكري ايضا. ودُست الاسئلة السياسية المركزية في الأدراج وعُدِل بالتهديد الاستراتيجي – ايران – الى لهب منخفض حل محله احصاء دقيق للاحباط الناجح للقبة الحديدية، وكاد يُنسى سبب نشوب هذه الحرب. من ذا يذكر اسم ذلك الامين العام للجان الشعبية الذي كان في ظاهر الامر في طريقه الى تنفيذ عملية اغتيل بسببها (والذي عُين بدلا منه امين عام جديد)؟ هل يستطيع شخص ما ان يجزم بأن العملية أُحبطت حقا نتاج الاغتيال؟ ليس وزير الدفاع. "بدأت هذه الجولة بالتعرض لزهير القيسي من قادة اللجان الشعبية الذين عملوا على الاعداد كما يبدو لعملية كبيرة لا استطيع ان أقول حتى الآن انها أُحبطت"، أوضح الوزير. "كما يبدو" و"لا استطيع ان أقول" هما التعبيران اللذان سُجن بسببهما مئات آلاف المواطنين في الملاجيء.             لم يُنس سبب الحرب فقط – كل يوم قدم ذريعة لهجمات اليوم التالي – بل لم يسارع أي طرف ايضا الى طلب هدنة لأن من يطلبها أولا يُرى خاسرا، وتعلمون ان المجد جزء لا ينفصل عن القوة القومية. ولم تكن لهذه الحرب ايضا أهداف محددة. وفي مواجهة من هي؟ وماذا يريدون ان يحرزوا نتاج هذا الحوار العنيف؟.             بحسب "ارشادات الاستعمال" المعروفة للحروب مع غزة يظهر سريعا جدا بكامل فخامته شعار "القضاء على البنية التحتية للارهاب"، الذي يأتي فورا بعد شعار "حماس مسؤولة عما يجري في القطاع". ولهذين الشعارين قوة حقيقية. فقد هيّجا في الماضي العمليات البرية الطموحة في القطاع ومنها عملية "الرصاص المصبوب" التي يُنسب اليها الهدوء المستمر منذ ثلاث سنين.             بيد ان تعبير "البنية التحتية للارهاب" بدأ يبلبلنا. فقد أعلن خالد مشعل على أثر اتفاق المصالحة مع فتح في شباط (وقبل ذلك ايضا في أيار 2011) ان حماس ستتمسك بـ "المقاومة غير العنيفة" طريقا للتحرر من الاحتلال. وأصبح انفصاله عن سوريا وعن ايران يُرى في اسرائيل تطورا ايجابيا ومهما، وقد زار السعودية هذا الاسبوع وأجرى محادثات لاستبدال التمويل السعودي بالتمويل الايراني. ووجه اسماعيل هنية ومحمود الزهار انتقادا شديدا لمشعل الى درجة أنه أعلن أنه لن يرشح نفسه لولاية اخرى ولم يحدث هذا حتى الآن، ويسارع القائدان في القطاع الآن الى بيان أنه "لا اختلاف في حماس". لكن هناك اختلاف في حماس وهو مهم لأنه يشهد على حيرة وبحث عن سبيل وفحص الكلفة والجدوى لصورة نشاط المنظمة حتى الآن.             ليست هذه حيرة اللجان الشعبية التي هي منظمة ضعيفة تعتمد في جزء منها على روابط عائلية، وهي مبنية من شظايا منظمات ترى حماس عدوا، ولا الجهاد الاسلامي الذي ما يزال يحافظ على علاقاته مع ايران برغم انه انضم الى اتفاق المصالحة مع فتح. ان "البنية التحتية للارهاب" هذه ليست فرقة فلهرمونية تعزف متبعة حركات قائد اوركسترا واحد. بل توجد فيها عداوات شخصية وعقائدية جعلت حماس تمتنع عن الانضمام الى حفل اطلاق النار على اسرائيل، لكنها ستضطر كما يبدو الى ضغط الزناد اذا لم تصمد الهدنة واستمرت المعركة.             ان هذه العداوات فضلا عن الفرص السياسية والامنية التي تستدعيها، التي تشمل احتمال اجراء تفاوض مع سلطة فلسطينية موحدة تمثل غزة ايضا، لا تعني حكومة اسرائيل. فهي تفضل ان تصور عدوا كبيرا موحدا تهب له صفة "بنية تحتية" وتُحدد بذلك هدفا مناسبا يمكن الانتصار عليه من غير دفع ثمن سياسي، وتحاول الآن ان تبيع مواطني الدولة هذا الوهم ولا سيما سكان الجنوب وكأن الحديث عن هدف سام يناسبه ثمن المكوث في الملاجيء.             بيد انه من الضروري ان نذكر ان هذا الهدف تم استلاله من الخزانة بعد ان تبين فقط ان رد الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة لم يقع بحسب السيناريو المتوقع، ولم تكتف المنظمات بكمية موزونة معلومة من الصواريخ. ولا مناص في هذه الحال بالطبع من ان نُريهم لأنه لم يعد الحديث عن مخرب أراد ان ينفذ عملية ربما لم تُحبط، بل نحارب الآن بنية تحتية – فانصبوا قاماتكم من فضلكم.