خبر : إسرائيل العدو ... مصطفى إبراهيم

الثلاثاء 08 نوفمبر 2011 11:40 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل العدو ... مصطفى إبراهيم



يدور جدل كبير في إسرائيل حول إمكانية شن هجوم إسرائيلي على إيران، وتتناقل وسائل الإعلام العالمية الأخبار الواردة من إسرائيل باهتمام شديد، وسائل الإعلام الإسرائيلية حذرت من خطورة ذلك، وأكدت نية وجدية كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الأمن أهود باراك، وصدرت كثير من ردود الفعل المعارضة بما فيها جهات إسرائيلية في مقدمتها رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وقادة الجيش السابقين والحاليين، ووزراء حاليين وسابقين. على ما يبدو أن الأحبار لم تصل إلى الدول العربية سواء تلك التي تعيش الربيع العربي أو تلك التي تنتظره، والصمت يصل حد التواطئ، وكأنهم راضين عما سيحصل ضد ايران، ولم نسمع شيئ من الطرفين وفي مقدمتهم الجامعة العربية، وهم غير مدركين الخطر الكبير الذي يهدد استقرار المنطقة العربية، وما لذلك من أخطار كبيرة قد تلحق بمستقبل العرب. الخلاف في العالم العربي شديد والعرب منقسمون على أنفسهم تجاه العلاقة مع ايران، سواء لأسباب سياسية أو دينية طائفية، والعرب كما الفلسطينيين أكثر الناس انقساما بسبب علاقة حركة حماس مع ايران والدعم المالي والعسكري الذي تتلقاه حماس من ايران، وحركة فتح والسلطة الفلسطينية تتهم إيران بالتدخل في الشأن الفلسطيني. وزير الدفاع الأميركي السابق وليام كوهين قال: “ان الخوف من ايران حل محل العداء لإسرائيل على راس قائمة أولويات دول الخليج والشرق الأوسط الأوسع”، ونسي العرب ان إسرائيل هي دولة وظيفية دخيلة أقيمت من قبل الغرب لتقوم بدو الشرطي الغليظ الذي يمارس الإرهاب على من حوله، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتل شعب وتصادر أرضه وحقوقه، وهي العدو الوحيد للعرب والمسلمين، وهي من تمتلك سلاحًا نوويا يهدد الأمن والسلم في المنطقة العربية بأكملها، وتمارس الإرهاب اليومي ضد الفلسطينيين والعرب. الغرب والولايات المتحدة الأميركية أدخلوا الخوف والرعب في نفوس العرب ليس من البرنامج النووي الإيراني فحسب، بل من الأطماع الإيرانية في المنطقة العربية والتدخل الإيراني في الشأن العربي خاصة منطقة الخليج العربي، وربما يكون ذلك صحيحاً، وان ايران تحاول التدخل في الشأن العربي وان لها أطماعاً، لكن من يتحمل المسؤولية عن ذلك العرب أنفسهم، وايران أصبحت قوة يحسب لها حساب في المنطقة العربية بسبب وهن وضعف الأنظمة العربية الحاكمة. أنا ليس من المعجبين بالنظام الإيراني الذي قمع المعارضة بالقوة، التي انتفضت على سياسة النظام الداخلية والخارجية قبل الربيع العربي بعامين، وكغيري من العرب أدرك أن للنظام الإيراني أطماعاً تاريخية في المنطقة العربية سواء دينية على أساس طائفي من خلال نشر المذهب الشيعي، أو سياسية، بدءً من الخليج واحتلالهم للجزر الإماراتية الثلاث، والتدخل في الشأن البحريني، ودعمهم للحوثيين في اليمن ومحاولاتهم العبث في الساحة المصرية والمغرب، وليس انتهاءً بلبنان وفلسطين. وعلى الرغم من كل ذلك، إلا ان ايران ليست الدولة العدو، ومن حقها ان تمتلك برنامجا نوويا، ولماذا لا يحذوا العرب حذوها طالما تمتلك إسرائيل سلاحاً نووياً؟ ويستطيع العرب مواجهة التدخل الإيراني موحدين خدمة لمصالحهم، وليس حسب مصالح الأنظمة خدمة للغرب الذي ينهب خيرات البلاد العربية. بعض الدول العربية تناصب ايران العداء، وتمارس الصمت عن ما تقوم به إسرائيل من جرائم، وتهديدها بمهاجمة ايران، وقلقة لدرجة الرعب من محاولات التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية، ومن أنها على وشك امتلاك سلاحاً نووياً، الدول العربية عليها ان تقلق من إسرائيل التي تمتلك ترسانة وأسلحة نووية خطيرة، وبدلاً من مناصبة ايران العداء عليهم أن يوحدوا أنفسهم وينحازوا لمصالحهم ومصالح شعوبهم ليكونوا قوة كبيرة يحسب لها حساب. ويضعوا حد لما ستقوم به إسرائيل من مهاجمة ايران، وما إلى ذلك من مخاطر حقيقية تهدد السلم والأمن العربي، والعمل بقوة مع المجتمع الدولي على أن تكون المنطقة العربية منزوعة من أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها إسرائيل، وتقديم قادتها كمجرمي حرب على الجرائم التي ارتكبوها ضد الفلسطينيين. Mustafamm2001@yahoo.com