خبر : عرض أخلاقي/بقلم: أدار بريمور/هآرتس 20/9/2011

الثلاثاء 20 سبتمبر 2011 11:18 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عرض أخلاقي/بقلم: أدار بريمور/هآرتس 20/9/2011



 لن نستخذي، ولن ننافق ولن نعتذر بالطبع. وسنُهين ونُحقر ونوبخ ونوبخ. فبعد الكرسي المنخفض للاتراك وخازوق براك اوباما في مجلس النواب الامريكي، حان وقت الـ: لا – لا – لا للدول الخمس الكبيرة من اوروبا. على حسب نبأ عن براك ربيد في صحيفة "هآرتس"، دُعي سفراء الخمس – المانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا – في الاسبوع الماضي الى وزارة الخارجية حيث وُبخوا لمحاولة صوغ موقف اوروبي موحد حول صيغة "دولة الفاتيكان". وقيل لهم: "نتوقع منكم ان تصوتوا ببساطة معارضين كل اقتراح قرار في الامم المتحدة". الى أمس كانوا ما يزالون ضعاف الشخصية، ومعادين للسامية ومحبين للعرب أسرى شعور الذنب الاستعماري عندهم. بيد ان العالم كله الآن ضدنا – من الحي في الشرق الاوسط الى امريكا، ومن افريقيا الى آسيا. وبقيت لنا اوروبا فقط – فمن كان يصدق. انها اللاعبة الرئيسة. لم يبق في العقل اليهودي أي خيار. يجب عليه ان يبتدع لنا اختراعات فقد جعل القارة الكريهة "نوعية" في طرفة عين. وترجم نفاقها الى "اكثرية اخلاقية". هل خلصنا اوباما من ذوي الزعرنة في القاهرة؟ ستنقذنا اوروبا من المشاغبين في المناطق. توجت اوروبا لتصبح "قارة الاخلاق"، ويجب عليها ان تتصرف بحسب ذلك. يبدو انه لا واحدة من الاعضاء الثلاث في مجلس الامن – المانيا وفرنسا وبريطانيا – ستؤيد المبادرة الفلسطينية في المجلس. ولم يبق لاسرائيل إلا ان تشتغل على ميول تصويتها في الجمعية العامة حيث الصورة أكثر تركيبا:• المانيا – ان امتناعها في الامم المتحدة زمن التصويت على العملية العسكرية في ليبيا أضر ضررا شديدا بفخامة شأن المستشارة انجيلا ميركل. فقد هوجمت من كل اتجاه "لادارة الظهر لنصف قرن من السياسة الخارجية التعاطفية"، و"للمس بوحدة الاتحاد وبالحلف مع الولايات المتحدة". فمن المؤكد ان ميركل لن تريد مرة اخرى افساد الصفوف، ومع ذلك اذا وجب عليها ان تختار بين تأكيد "العلاقات المتميزة" مع الشعب اليهودي وبين الحفاظ على الوحدة الاوروبية – فستستجيب المستشارة لأمر التاريخ.• ايطاليا – كُشف هذا الاسبوع في وسائل الاعلام عن ان سيلفيو برلسكوني لا تثيره عجيزة ميركل. وتبين لنا ايضا ان رئيس حكومة ايطاليا اشتكى في الماضي من ان اللقاءات التي خُصصت له مع البابا ومع نظيره البريطاني غوردون براون تُفسد عليه حفلات الشهوة. إن نظراءه في الاتحاد يعاملونه كأنه مهرج غير متوقع. لكن مشايعته لاسرائيل دائمة مطلقة. فبرغم اشمئزاز برلسكوني وميركل بعضهما من بعض فانهما يسيران يدا بيد حينما يكون الحديث عن اسرائيل.• فرنسا – "الرئيس الأكثر صهيونية في تاريخ الجمهورية الخامسة" أعلن في عدة مناسبات انه اذا لم تتقدم مسيرة السلام حتى ايلول "فستعرف فرنسا كيف تتحمل مسؤولية عن اعتراف بدولة فلسطينية". يؤيد 82 في المائة من الفرنسيين الدولة الفلسطينية و69 في المائة المبادرة في الامم المتحدة. ويبدو ان قرار نيكولا ساركوزي سيتأثر ايضا بانتصاره في ليبيا وطموحه الى الاستمرار في لعب دور محرر الشعوب المضطهدة.• اسبانيا – كانت هي الأوضح في نيتها تأييد المبادرة الفلسطينية. فللاسبانيين قرب تاريخي من الفلسطينيين. فقد انشأوا علاقات مع م.ت.ف قبل ان يفعلوا ذلك مع اسرائيل. والصراع في الشرق الاوسط جزء من برنامج العمل الاسباني الداخلي. في تشرين الثاني ستُجرى في الدولة انتخابات عامة. وسيتغلب لذلك تقدير الرأي العام على تقديرات التعاطف الاوروبي.• بريطانيا – تقع بريطانيا بين المانيا وايطاليا وبين فرنسا واسبانيا وموقفها هو الأشد غموضا. هناك من يعتقدون ان النفوس هائجة في لندن من وراء ستار. ويقول البريطانيون أنفسهم ان مصدر ترددهم كامن في رغبتهم بأن يحتفظوا لأنفسهم بالخيارات كلها مفتوحة. وفي يوم الحسم سيصوتون من اجل الفلسطينيين كما يسخر عنصر سياسي في القدس "سيبت الامر شعورهم بالذنب لتصريح بلفور".حينما جرى قبول ميثاق لشبونة – ميثاق الاتحاد الدستوري – أرادت اوروبا ان تبرهن انها على الخريطة. وشلل اوباما يبقيها في قلب المعركة في الامم المتحدة. هذه هي "ساعة حقيقتها". هل تطلب اسرائيل منها عرضا اخلاقيا؟ الفلسطينيون يطلبون ذلك ايضا.