خبر : معركة مبارك الأخيرة/بقلم: عميت كوهين/معاريف 2/8/2011

الثلاثاء 02 أغسطس 2011 10:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT
معركة مبارك الأخيرة/بقلم: عميت كوهين/معاريف  2/8/2011



 صباح غد، بعد ستة اشهر من مغادرته قصره، سيعود حسني مبارك الى القاهرة. وسيكون هذا ظهوره العلني الاول منذ أُطيح به عن كرسيه، في 10 شباط. ولكن الصور الاولى للرئيس المخلوع، الذي كان يعتبر زعيم العالم العربي، ستعرضه مرضوضا ومنهكا، في داخل قفص حديدي، مثل آخر المجرمين. إن لم تقتله المهانة، فمن شأن مبارك أن يكتشف بأن المحكمة، التي ستحاكمه على القتل المتعمد للمتظاهرين، ستحكم عليه بعقوبة الموت. بعد اسابيع طويلة من الترددات وانعدام اليقين حلت لحظة الحقيقة، المعركة الاخيرة لحسني مبارك. "محاكمة تاريخية"، وصفت وسائل الاعلام المصرية الحدث الدراماتيكي الذي سيبدأ غدا. تبدد الأمل مئات عديدة من المصريين – محامين، نشطاء حقوق انسان، عائلات المتظاهرين القتلى ومجرد الفضوليين – أموا أمس المكتب الذي يصدر تصاريح الدخول الى محاكمة مبارك. غير أن 600 شخص فقط سيتمكنون من الدخول الى قاعة المداولات، التي ستبث بالبث الحي والمباشر على التلفزيون المصري. الجمهور المصري، وعلى رأسه حركات الاحتجاج، متعطش لدم مبارك ودم نجليه وباقي قادة الحكم. من اللحظة التي سقط فيها مبارك، وخرج الى المنفى الطوعي في شرم الشيخ، بدأت الحملة لمحاكمته. الى جانب سلسلة من اتهامات الفساد طالب المصريون بمحاكمة مبارك على قتل المدنيين ايضا، وهي الجريمة التي تكمن فيها عقوبة الموت. هذه الحملة والمظاهرات العنيفة التي رافقتها خلقت انجرافا سريعا، ولد تحقيقا جنائيا، لائحة اتهام والآن محاكمة. اذا كان مبارك أمل بأن يسمح له الانصراف الهاديء بالاختفاء بكرامة، فقد تبدد أمله تماما. هذه المعاملة والكراهية التي لا تدرك الموجهة له أدت الى تدهور حاد في حالته الصحية. ويدعي كارهوه بأن التقارير عن حالته الصحية مضخمة ومبالغ فيها وترمي الى انقاذه من حبل المشنقة. ولكن الاطباء الذين فحصوه يدعون، في تقارير رسمية، بأن مبارك يعاني من اكتئاب شديد ويُقل في تناول الطعام. من الصعب أن نتصور كيف سيشعر عندما يُقاد غدا الى قاعة المحكمة ويشهد عن كثب حملة الاهانة وشطب إرثه. أمل مبارك وفريق دفاعه في أن تملي "اعتبارات الامن" محاكمة أكثر راحة، تبدد هو ايضا. بعد أن فحصت امكانية اقامة المحاكمة في شرم الشيخ، بل وربما دون حضور مبارك، تقرر اجراء الحدث في القاهرة بشفافية كاملة لارضاء الرأي العام. في الآونة الاخيرة عمل عمال بناء على اعداد القاعة في كلية الشرطة لجعلها مهيأة للمداولات. ولشدة المفارقة، فان احدى المهام كانت الازالة عن لوحة شرف الكلية صورة حبيب العدلي، وزير الداخلية المخلوع، الذي سيحاكم هو ايضا مع مبارك.  حراسة مشددة قُبيل المحاكمة أوضحت محافل الامن المصرية بأنه رغم التحدي الامني فان بوسعها أن تحمي محاكمة مبارك. السيناريو الذي يهجم فيه عشرات الآلاف على القاعة في محاولة للفتك بمبارك وبنجليه بعيد عن أن يكون خياليا. ولهذا فقد أُشركت كل المحافل ذات الصلة، بما فيها الجيش، في اعداد خطة الحراسة المشددة. ورفعت محافل الامن في سيناء مستوى التأهب الى أعلى درجة قبل نقل مبارك من شرم الشيخ الى القاهرة. وغدا سيؤخذ مبارك من مستشفى المطار في شرم الشيخ ومن هناك سينقل جوا الى القاهرة في مروحية عسكرية. سيارة محصنة ستنقله الى كلية الشرطة، وعندها سيدخل مباشرة الى قفص الاتهام في قاعة المحكمة. وسيرابط جنود داخل القاعة، حول القفص وبمحاذاة منصة القضاة. ولكن كل هذا لا يمكنه أن يحمي مبارك، اذا ما أُدين فعلا بالاتهامات الموجهة له.