أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، أن قائد القيادة الوسطى الأميركية "سنتكوم"، الجنرال مايكل كوريلا، زار إسرائيل لإجراء "تقييم للوضع" تمحور على "القضايا الأمنية الإستراتيجية، مع التركيز على لبنان"، وذلك في إطار المساعي الأميركية للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي التصعيد الإسرائيلي.
وجاء في بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي أن "الجنرال كوريلا وصل إلى إسرائيل أمس (الجمعة)، وحل ضيفا على رئيس الأركان، هرتسي هاليفي"، وأوضح أن كوريلا أجرى تقييما مشتركا للوضع الأمني بمشاركة "رئيس قسم العمليات وقائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي.
وذكر البيان أن المداولات تمحورت حول "القضايا الأمنية الإستراتيجية مع التركيز على لبنان"، وقال الجيش الإسرائيلي إنه "سيواصل تعميق العلاقة مع الجيش الأميركي من منطلق الالتزام بتعزيز الاستقرار الإقليمي والتنسيق بين الجيوش".
وفي وقت سابق اليوم، كرر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، "التزام" الولايات المتحدة بالتوصل إلى "حل دبلوماسي في لبنان"، وذلك خلال مباحثات هاتفية مع وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن أوستن "جدد التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالتوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان يمكّن المدنيين الإسرائيليين واللبنانيين من العودة الآمنة إلى ديارهم على جانبي الحدود".
كذلك حضّ أوستن "الحكومة الإسرائيلية على مواصلة اتخاذ إجراءات بهدف تحسين الوضع الإنساني المزري في غزة، كما جدّد التأكيد على التزام الولايات المتحدة في ما يتّصل بتأمين الإفراج عن جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون".
وأضافت الوزارة في بيان عن المكالمة "شدد الوزير أوستن على أهمية ضمان سلامة وأمن القوات المسلحة اللبنانية وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)".
في المحادثات الهاتفية مع كاتس، جرى أيضا التباحث في العمليات الإسرائيلية الحالية، وقد جدّد أوستن التأكيد على "الالتزام الراسخ" لواشنطن بـ"أمن إسرائيل"، وفق البنتاغون.
بدوره، قال كاتس، في بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية، أنه "شكر" أوستن على "التعاون الأمني الوثيق" بين الجانبين وشدد على "التزام إسرائيل بمواصلة تعزيز الروابط الأمنية" مع الولايات المتحدة الأميركية.
وخلال المحادثة، أعرب كاتس عن تقديره لإدانة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لقرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بإصدار مذكرتي اعتقال ضد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، واصفًا القرار بأنه "طعنة في ظهر كل الديمقراطيات التي تحارب الإرهاب".
كما شكر كاتس إدارة الرئيس بايدن على دعمها المستمر لإسرائيل في مواجهة ما وصفع بـ"التهديدات الإيرانية وحلفائها في المنطقة"، وأثنى على جهود واشنطن للتوصل إلى تسوية في لبنان، مشددا على أن "إسرائيل ملتزمة بتوفير الظروف اللازمة لعودة آمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".
وفي ما يتعلق بقطاع غزة، قال كاتس إن "إسرائيل تعتبر استعادة الرهائن من قبضة حركة حماس الهدف الأهم، مع التأكيد على دعم تل أبيب لاستمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، شريطة أن لا تسيطر حماس على هذه المساعدات".
كما أعلن كاتس لأوستن عن قرار إسرائيل بوقف إصدار أوامر اعتقال إدارية ضد المستوطنين في الضفة الغربية، مدعيا أن "هذه الخطوة تأتي من التزام إسرائيل بالمبادئ الديمقراطية"، واعتبر أنه "لا مكان لاستخدام هذه الأوامر ضد المدنيين دون محاكمة قانونية".