"مكاسبنا صفر"

معارضة إسرائيلية واسعة لنتائج مفاوضات الترسيم.. صحيفة عبرية: لماذا كل هذه "التنازلات" أمام لبنان؟

الثلاثاء 04 أكتوبر 2022 08:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
معارضة إسرائيلية واسعة لنتائج مفاوضات الترسيم.. صحيفة عبرية: لماذا كل هذه "التنازلات" أمام لبنان؟



القدس المحتلة/سما/

قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحيم إنّ "حزب الله أخذ المبادرة بيده عندما أرسل 4 مسيّرات غير مسلّحة في اتجاه منصة كاريش، ونجح في تغيير معادلة المفاوضات لمصلحة لبنان".

وأضاف في "تغريدة" في "تويتر" أنّ "هذا هو إنجاز حزب الله الذي نجح مرة جديدة في وضع نفسه كمدافع عن حقوق لبنان وثرواته الطبيعية".

وعلت أصوات في "إسرائيل" اعتراضاً على الاتفاق المتبلور مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية، الذي تتم دراسته قانونياً في "إسرائيل" ومعالجة تفاصيله، بحسب رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد.

وجدد رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو معارضته اتفاق ترسيم الحدود، ووصفه بأنّه اتفاق غير قانوني، ولا يلزم حكومة برئاسته.

وقال وزير الطاقة السابق يوفال شتاينتس، من حزب "الليكود"، هذا الأسبوع، إنّ "إسرائيل تبدو خصماً ضعيفاً"، مضيفاً: "ما نوع التفاوض إذا حصلوا على 100%، وحصلنا على صفر؟"، معقباً: "هذا خطأ، وهو سابقة خطرة".  

بدورها، أكدت وزيرة الداخلية إييليت شاكيد وجوب تصديق "الكنيست" على الاتفاق المتبلور. وقالت شاكيد إنّ "هذا الاتفاق يجب أن يصل إلى إقرار الكنيست، ومن حق الجمهور معرفة تفاصيله كافة. لن تتم هنا أي عملية خاطفة، وكله يجب أن يكون بشفافية كاملة".

وفي هذا السياق، قدمت منظمتان إسرائيليتان التماساً لمحكمة العدل العليا للمطالبة بمنع الحكومة من التوقيع على الاتفاق المذكور، وعللت المنظمتان طلبهما بأنّ الحكومة الانتقالية الإسرائيلية الحالية ليست مخولة الصلاحية للتوقيع، لأنّ اتفاقاً كهذا، وفي هذه الظروف، "يستوجب إجراء استفتاءً شعبياً".

كذلك، قال سفير الولايات المتحدة لدى "إسرائيل" سابقاً، ديفيد فريدمان، في تغريدة في "تويتر"، إنّ "لبنان حصل على كامل مطالبه، وإسرائيل حصلت على صفر من مطالبها".

ورأت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن "إسرائيل تنازلت عن المنطقة المتنازع عليها في مقابل وعود نظرية غير متبلورة".

كذلك، قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" إنَّ "إسرائيل تنازلت للمرة الأولى عن مياهٍ اقتصادية تعود إليها، وفيها طبقات ضخمة من الغاز الطبيعي".

وأكّد معلق الشؤون العربية في القناة 13 الإسرائيلية، تسفي يحزقلي، أنّ "إسرائيل تصلّبت خلال المفاوضات مع لبنان إلى أن جاءت تهديدات نصر الله فتراجعت"، مشيراً إلى أنّ "تهديدات نصر الله بشأن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية فعلت فعلها، وأدخلت إسرائيل في حالةٍ من الضغط، فهذه التهديدات ستمنع تل أبيب من استخراج الغاز".

وقال الخبير في الشؤون العربية يوني بن مناحيم عبر "تويتر": "حزب الله يرى في مسودة الاتفاق على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل انتصاراً له على إسرائيل والدول الغربية. من ناحيته، أمسك الحكومة الإسرائيلية من نقطة ضعفها وابتزها حتى النهاية بواسطة تهديد عسكري".

وجدير بالذكر أنّ رئيس طاقم المفاوضات غير المباشرة مع لبنان لترسيم الحدود البحرية أودي أديري استقال أمس الاثنين، فيما نقلت "معاريف" عن محيطين به أنّ "استقالته جاءت بسبب معارضته الاتفاق المتبلور مع لبنان".

و تساءلت صحيفة إسرائيلية عن أسباب ما أسمته "تنازل" إسرائيل عن جميع مطالبها تجاه لبنان في اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين المتوقع إبرامه قريبا بموجب اقتراح أمريكي.

واستندت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية، الثلاثاء، في تساؤلها إلى كشف مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى في حديث لصحفيين عن مسودة الاتفاق، معتبرة أن "اللغز لا يزال مفتوحًا".


وقالت في مقال تحت عنوان "لماذا تنازلت إسرائيل عن جميع مطالبها تجاه لبنان في غضون أسابيع قليلة؟" إن "اسرائيل تخلت عن المواقف التي كانت تحتفظ بها منذ سنوات، وعارض رئيس الفريق الإسرائيلي في المفاوضات المبادرة التي طرحت في وزارة الدفاع واستقال".


وأضافت: "قبل نحو شهر، في مسودات المفاوضات بين إسرائيل ولبنان، كان توزيع منطقة النزاع البحري الثلث لإسرائيل مقارنة مع الثلثين للبنان، وهو أقل بقليل مما تم اقتراحه في التسويات السابقة".


وتابعت: "وبحسب إحدى الروايات، أصر المشروع اللبناني على الخط 23 - موقفهم الأساسي. وبحسب الرواية الثانية، فإن اللبنانيين لم يصروا على الخط بأكمله، بل طالبوا فقط بأن يكون حقل قانا- صيدا تحت سيطرتهم وكان الجدل فقط حول توزيع التعويضات منه".


وأشارت الصحيفة، إلى أنه "بحسب المسودة، طالبت إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك، بالحق في إدارة مشتركة إسرائيليّة ولبنانيّة لـ"الخزان اللبناني"، أو بدلاً من ذلك، تعويض كبير على شكل صفقة شراء".


واستدركت: "ومع ذلك، قبل حوالي شهر، في اجتماع حاسم في وزارة الدفاع، جاء الاقتراح بالتخلي تمامًا عن المنطقة المتنازع عليها مقابل التثبيت الكامل للخط الحدودي الإقليمي الذي أنشأته إسرائيل في عام 2000".


وقالت إن "أودي أديري، رئيس الفريق الإسرائيلي المهني في المفاوضات، اعترض بشدة، وبشكل أساسي على التنازل عن الجزء الإسرائيلي من المنطقة المتنازع عليها من الحقل، ولكن بعد رفض الاعتراض، استقال واستبدل بمدير عام وزارة الطاقة الحالي ليؤورشيلات".


واعتبرت الصحيفة أن إسرائيل "قررت التخلي عن جميع مطالبها التي تمسكت بها على مدار العقد الماضي، ويتضمن المشروع النهائي تخليًا كاملاً عن مساحة 860 كيلومترًا مربعًا من المنطقة المتنازع عليها، بما في ذلك التخلي عن الإدارة المشتركة لمنصة الحفر والتي كانت ذات أهمية استراتيجية لإسرائيل".


ونقلت عن مسؤول رفيع قوله إن "موقف إسرائيل حتى ما قبل بضعة أشهر هو أنه ليس من المنطقي بالنسبة لإسرائيل أن تتنازل بعد الآن لأنها العامل الأقوى، اقتصاديًا وحيويًا، أمام لبنان، الذي هو في وضع اقتصادي صعب للغاية بشكل خاص وفي أزمة طاقة".


وأضاف: "لذلك كان المنطق من وجهة نظر إسرائيل هو أن الجهة التي يجب أن تتنازل هي لبنان تحديدا"، بحسب الصحيفة.


وأشارت الصحيفة إلى أنه "في الوقت نفسه، ازداد الضغط على شركة "إنرجيان" لتأجيل بدء الإنتاج المخطط له لتجنب الإنذار النهائي لحزب الله".


وقالت: "على الرغم من نفي وزارة الطاقة الإسرائيلية، أكدت ثلاثة مصادر على الأقل لـ"غلوبس" أن الضغط تم تطبيقه، والدولة نفسها تباطأت والإنتاج ما زال يتأخر".


وأضافت: "بعد استقالة أديري، تولى رئيس المجلس الأمن القومي، إيال حولاتا، المسؤولية الكاملة عن القضية. وبتوجيه من رئيس الوزراء ووزير الدفاع، توصل حولاتا إلى اتفاق تنازلت فيه إسرائيل عن جميع المطالب الاقتصادية في المنطقة المتنازع عليها وسلمتها إلى لبنان".


وتابعت: "تجدر الإشارة إلى أن التنازلات المفرطة حدثت في الأسابيع القليلة الماضية، وكذلك حقيقة أن التنازلات كانت غير عادية لدرجة أنها أدت إلى استقالة المنسق المهني الذي رافق المفاوضات لفترة طويلة من الزمن، بما يثير تساؤلات حول النية الأصلية للموافقة على هذا الاتفاق خلال فترة الحكومة الانتقالية من قبل المجلس الوزاري الأمني المصغر بعيدا عن الجمهور".