ايهود باراك: بوتين لن ينتصر في الحرب ولديه خيارين فقط..

الثلاثاء 29 مارس 2022 04:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
ايهود باراك: بوتين لن ينتصر في الحرب ولديه خيارين فقط..



القدس المحتلة/سما/

رغم ما تعتبره دولة الاحتلال موقفا متوازنا تتخذه، حتى الآن، في الحرب الروسية الأوكرانية، نظرا لمصالحها المتشابكة مع الطرفين، فإن رئس الحكومة ووزير الحرب الأسبق إيهود باراك اختار أن يعلن موقفا مغايرا لتوجهات الحكومة الحالية، من خلال مطالبته بضرورة قيام إسرائيل بكل ما لديها من خطوات وإمكانات لعدم تمكين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الانتصار في الحرب الدائرة.

صحيح أن باراك خارج المؤسسة الرسمية الإسرائيلية، لكنه يعبر عن طيف واسع من الساسة والجنرالات الإسرائيليين الذين يحتفظون بهذا الرأي لأنفسهم، ولا يعلنونه صراحة، وفيما طالب باراك دوائر صنع القرار في تل أبيب بالتصرف بما يحفظ مصالحها في سوريا، فإنه في الوقت ذاته دعاها إلى الوقوف بجانب الغرب والولايات المتحدة في معارضتهم القوية ضد الهجوم الروسي على أوكرانيا.

حديث باراك اللافت جاء في حوار مع القناة 12، جاء فيه أن "الحقيقة الأكثر لفتًا للانتباه خلال الشهر الأول من الحرب الروسية الأوكرانية وجود حالة من الاتفاق العام بأن بوتين فقط هو من يستطيع الانتصار، وأن الأوكرانيين يمكنهم أن يقدموا معركة بطولة على الأكثر، دون هزيمة الروس، لكن العالم اليوم، ومنه إسرائيل، تعترف داخلها بأن بوتين على الأرجح سيخسر، ويكاد يكون من المستحيل رؤية الطريقة التي يفوز بها، ويحقق أهدافه الأصلية من الحرب".

وأضاف أن "ما تستخلصه الدوائر الإسرائيلية الأمنية والعسكرية أن دخول الشهر الثاني من الحرب يعني أن لدى بوتين خيارين: الأول محاولة الادعاء أن ما حققه حتى الآن هو ما كان يهدف إليه، بحيث يعلن عن انتصاره، ويبدأ العمل للخطوات التالية، رغم أن ثمن مثل هذا القرار سيكون كبيرا جدًا على مستوى العالم، سواء على صعيد حلف الناتو، أو تضرر الاقتصاد العالمي بشدة، بجانب الاقتصاد الروسي بشكل أكبر، والنتيجة أن بوتين سيغرق في وحل الحرب".


 

وأشار إلى أن "الخيار الثاني هو التصعيد العسكري للوصول إلى اتفاق سياسي، بحيث قد يفعل شيئًا أكثر دراماتيكية، ويحتل بعض المدن، لكنه في رأيي، لن يجرؤ على استخدام الأسلحة الكيميائية، ربما بعد التحذير الصريح، بكلمات واضحة، من الرئيس بايدن من أن الناتو سيتدخل في هذه الحالة.. ورغم الاحتمال البعيد جدًا لهذه الخطوة، فإن بوتين هو من سيقررها، وليس أحدٌ سواه، مع أن الروح القتالية التي يقاوم بها الأوكرانيون مردها إلى المساعدة التي يقدمها لهم حلف الناتو والولايات المتحدة تحت الطاولة".

وعند الحديث عن ما إذا يجب على إسرائيل أن تستمر في موقع الوسيط، أم إنها ستنضم نهائيا إلى المعسكر الغربي، قال باراك إن "التدخل الإسرائيلي في الوساطة أمر مرحب به، فهو جيد لإسرائيل ولطرفي الحرب، روسيا وأوكرانيا، وفي الوقت ذاته جيد لحكومة بينيت، ومع ذلك فإنه كان ينبغي أن يكون الموقف الإسرائيلي العام أكثر وضوحًا، لأن المكان الذي تنتمي إليه إسرائيل هو بجانب الولايات المتحدة وأوروبا، ولا تنتمي إلى الجانب الذي ما زال يدعم إيران وسوريا وكوريا الشمالية وبيلاروسيا".

وأكد أن "إسرائيل ليست هناك، ولا يجب أن تكون هناك، مع العلم أن الخوف الإسرائيلي من تضرر التنسيق مع الروس في سوريا مبالغ فيه.. الروس ينسقون معنا في سوريا ليس بسبب عيوننا الجميلة، ولكن بسبب مصالحهم، فهم سيستمرون في التنسيق معنا ما دام ذلك في مصلحتهم، وفي الوقت ذاته فإن مصلحة إسرائيل الوجودية هي الوقوف بجانب الولايات المتحدة، لأنه منذ سنوات توجد منشأة أمريكية في إسرائيل فيها جنود أمريكيون، وظيفتها تزويدنا بإنذار مبكر عندما يقترب صاروخ منا قبل ربع ساعة من وصوله.. يجب ألا ننسى هذا حتى عند اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع هذه الأزمة الحالية".

عربي 21