حمدوك يرحّل التطبيع إلى ما بعد تشكيل برلمان انتقالي؟

الخميس 22 أكتوبر 2020 08:55 م / بتوقيت القدس +2GMT
حمدوك يرحّل التطبيع إلى ما بعد تشكيل برلمان انتقالي؟



القدس المحتلة / سما /

قال مسؤولان حكوميّان سودانيّان، اليوم، الخميس، إن رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، مستعدّ للمضي قدمًا في التطبيع مع إسرائيل، "إذا وفق المجلس التشريعي الانتقالي عليه"، بحسب ما نقلت عنهما "رويترز".

يذكر أن "المجلس التشريعي الانتقالي" كان من المفترض أن يتشكّل العام الماضي مع التوصل لخارطة طريق بين القوى المدنية والعسكر لحكم السودان، لكنه لم يُشكّل حتى الآن، بسبب خلافات عليه بين التيارات السياسيّة، ومن غير الواضح ما ستشّكل هذا المجلس، لكن "رويترز" رجّحت ألا يكون قريبًا.

وتضغط الولايات الأميركيّة المتحدة على السودان لتطبيع علاقاته مع إسرائيل، مقابل رفع اسمه من قائمة العقوبات وحزمة مساعدات ماليّة. وترفض حكومة حمدوك المدنيّة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بينما يبدو العسكر أكثر انفتاحًا وحماسة.

وقال المصدران الحكوميان السودانيان لـ"رويترز" إن حذر الخرطوم يعكس مخاوف من أن خطوة كبيرة مثل هذه في السياسة الخارجية، في وقت أزمة اقتصادية عميقة، قد تخل بالتوازن الدقيق بين العسكر والمدنييّن، وقد تعرّض الحكومة للخطر.

اتصال هاتفي بين بومبيو وحمدوك

في السّياق، أجرى وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم، الخميس، اتصالا هاتفيًا بحمدوك، أشار فيه إلى جهود حمدوك لتحسين علاقات السودان مع إسرائيل، معربًا عن أمله في أن تستمرّ هذه الجهود، وشدّد على استمرار دعم الولايات المتحدة لعملية الانتقال الديمقراطي في السودان.

وأمس، الأربعاء، زار مستشاران لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومستشاران للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، العاصمة السودانية الخرطوم سرا، والتقوا مع رئيس المجلس السيادي السوداني، عبد الفتاح البرهان، ومع مسؤولين سودانيين آخرين، تمهيدا لإعلان محتمل في الأيام المقبلة عن تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، حسبما أفاد موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الخميس، نقلا عن مصادر مطلعة.

وتوجه الوفد الإسرائيلي – الأميركي برحلة مباشرة على متن طائرة خاصة مستأجرة من مطار بن غوريون في اللد إلى مطار الخرطوم، قم عادت إلى إسرائيل بعد عدة ساعات.

ومستشارا نتنياهو هما نائب مدير عام مكتب رئيس الحكومة، رونين بيرتس، ومبعوث نتنياهو إلى العالم العربي الذي يطلق عليه اسم "ماعوز"، إلى جانب مستشاري ترامب، رئيس دائرة الخليج وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، الجنرال ميغيل كوريا، ومستشار كبير للسفير الأميركي في إسرائيل، أرييه لايتستون.

إلى ذلك، قال مصدر سودانيّ، اليوم الخميس، إن التطبيع بين السودان وإسرائيل "بات قريبا جدا، أكثر من أي وقت مضى".

وأوضح المسؤول السوداني رفيع المستوى لـ"العربي الجديد" أنّ الوفد الإسرائيلي- الأميركي ناقش مع مسؤولين حكومييين سودانيين لم يسمهم، الخطوات الأخيرة لرفع اسم السودان من قائمة الدولة الراعية للإرهاب.

وأشار المسؤول إلى أن تطبيع السودان مع إسرائيل، "سيكون قريبا".

ولفت المصدر كذلك إلى أن الوفد غادر مباشرة بعد اكتمال النقاشات.

المهدي يهدّد: سنحسب تأييدنا للسلطات الانتقالية إن أقدمت على التطبيع

ومحليًا، هدّد رئيس حزب الأمة القومي بالسودان الصادق المهدي، الخميس، أنه سيسحب تأييده للسلطات الانتقالية في البلاد، إذا أقدمت على التطبيع مع إسرائيل.

وقال المهدي، في بيان، إن إسرائيل "تتحدى القرارات الدولية، وتضم أراضي محتلة وترفض تنفيذ القرارات الدولية"، وشدد على أن العلاقات مع إسرائيل "لا صلة لها بالسلام، بل سوف تدفع نحو مزيد من المواجهات، لا سلام بلا عدالة".

وأضاف المهدي "مؤسسات الحكم الانتقالية غير مؤهلة لاتخاذ أية قرارات في القضايا الخلافية، مثل إقامة علاقات مع دولة الفصل العنصري إسرائيل".

وعن موقف الحزب حال التطبيع، قال المهدي "نسحب تأييدنا لمؤسسات الحكم الانتقالي، إذا أقدمت على إقامة علاقات مع دولة الفصل العنصري والاحتلال"، وأوضح أن "حزبه ناشد نقابة المحامين، أن تتولى فتح بلاغات ومساءلة للذين يخالفون قانون مقاطعة إسرائيل، وسيقوم محامو حزب الأمة القومي بذلك أيضا، فالخيانة ليست وجهة نظر تحميها الحرية".