لطالما نسمع عن قصص العشق والحب والاخلاص ، ولكن كيف سيكون شكل الحب عندما يكون بنكهة فلسطينية خالصة ، الحب الذي يتمرد على أسوار الزمان والمكان ، الحب الأزلي الذي يتجاوز كل السدود والحدود .
انفردت "وكالة سما" قبل 5 سنوات بنقل قصة الشاب الفلسطيني "الغزي" عبدالله المغربي الذي تزوج فتاة يابانية قد تعرف عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد اعتناقها الاسلام .
للاطلاع على القصة من البداية :: https://samanews.ps/ar/post/230307
حدث الكثير من بعد اتمام زواج الشاب عبدالله بالفتاة يوكيو اكشاي في مدينة غزة.
بعد زواجهما استقرا لفترة من الوقت بغزة واعجبت"يوكيو" بأجواء وطيبة ودفئ العلاقات بالمدينة ، وبعد حملها بطفلتها الأولى كان لابد العودة الي اليابان لكي تسجل وتوثق ارواق ابنتها قبل الولادة .
الرحلة الي اليابان
سافرت يوكيو مع زوجها عبدالله عبر معبر ايرز ومن مطار الملكة عليا في الاردن سافرا الي اليابان وبدأت هناك مرحلة حياة جديدة تتكلل بالمصاعب والمشقات والبدأ من جديد .
يقول عبدالله لـ " سما" لطالما كان التأقلم صعبا حسب ما نسمع من الذين تغربوا عن فلسطين ، ولكن على الارض تختلف الفكرة من شخص لأخر ، عدة صعوبات ذكرها عبدالله قد واجهته بداية بتعلم اللغة اليابانية مرورا بطبيعة المجتمع الذي يختلف كلياً عن ما عاشه وتربى عليه بغزة ، فالاندماج مع الناس والمجنمع الياباني لم يكن سهلاً لأن لكل شعب ثقافة تجعلهم يفهمون بعضهم البعض لاسيما وان الجالية العربية في اليابان قليلة بالمقارنة مع دول اسيوية اخرى.
لم يكن سهلاً على عبدالله التأقلم مع الظروف ولكن التعود وممارسة الحياة اليومية تحتم على الشخص التكيف ولو بشكل بطيئ .
الشاب عبدالله بدأ ينخرط لمواجهة الحياة الجديدة بالبحث عن عمل وتكوين بيت اسرة له ولزوجته ولطفلته القادمة "جوليا"
الملاك المهجن " جوليا المغربي" ترى النور بين ابوين لجنسيتين مختلفتين . تجمع بين الملامح اليابانية والعاطفة الفلسطينية الغزية . هكذا وصفها والدها عبدالله .
تقول يوكيو لوكالة "سما" مترجماً الحديث عبدالله الذي بدأ فهم واستيعاب اللغة اليابانية : الحياة في اليابان تعتمد على الذات بشكل كبير ، العلاقات والصداقة ليست مثل التي رأيتها في غزة .
لقد شعرت بغزة ان هناك تآلف ومحبة وترابط كبير ، صحيح ان وضع غزة متغير والاوضاع صعبة ، ولكنها مدينة غزيزة على قلبي .
جوليا تكبر العائلة تكبر
استقلبت العائلة ضيف جديد وهي سارة الأبنه الثانية لعدبالله ويوكي يو ، رزق عبدالله بسارة لتكون ونسا لامها واختها الكبيرة جوليا ،
ليدرك عبدالله ويوكي يو حجم المسؤولية الذي يقع عليهما بعد ان كبرت عائلتهما ، فكانت المثابرة والصبر سبيلهما الوحيد ، فالبيت قد كبر والعائلة بدأت ايضاً تكبر.
استقرار وحياة
عبدالله أيقن ان عائلته تكبر وبدأ مهتماً اكثر بالعمل ، وقد فهم اللغة واصبح يتواصل مع رب عمله بالمصنع "شركة سباروا للسيارات " بشكل افضل واصبح هو من يتواصل مع رب العمل والعمال الاجانب لولعه بحب اللغات وذكاءه بطريقة حفظه للكلمات والمعاني.
يقول عبدالله لـ"سما" اكثر شيئ يعني لي الان ان أعلم جوليا وسارة وكيف لي ان اعرفهم على اللغة العربية واعرفهم واهذبهم على الثقافة الاسلامية التي تربينا عليها .
ويختم عبدالله ان سيقوم بزياة غزة خلال المرحلة القادمة لكي يعرف ابنتيه من صغرهم على غزة وعلى أهلها واحيائها ، ولكي يعرفوا منشأ والدهم .
الأهل ولوعة الاشتياق
يتحدث الاخ الاكبر لعبدالله الدكتور أحمد المغربي لـ "سما" ، عن تجربه عبدالله في الزواج من فتاة يابانية ، ويقول " نعم" تجربة فريدة وتكللت بالنجاح ودليل ذلك تكوين عائلة متكاملة ومترابطة ، هذا يعطي انطباع لدى العالم ان الشاب الفلسطيني يمكنه ان يتأقلم تحت اي ظرف كان .
وأكد انهم في العائلة نشتاق لعبدالله ونفتقده كثيرا ، ولكن انا افضل ان تكتمل ارواقه تجنيسه في اليابان حتى لا يواجه مشاكل بالعودة ، وننتظر عودته على احر من الجمر .
صحيح اننا نتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وباستمرار ولكن اللقاء به وبصغاره على ارض الواقع له اثر اكبر ، فنريد ان يرجع الي بلده ويستقر بها على المدى البعيد لان بلادنا و وان جارت علينا تبقى افضل وطن يحتوينا .
